Part 23

1K 16 0
                                    

يجلس رائد بمكتبه غارقا في عمله..ملاذه وملجأه.
ليجد هاتفه يدق برقم شادن الذي يسميها على هاتفه" شادنتي" ليبتسم هو بعشق ويفتح الخط ولمن قبل أن يفتح فمه للتكلم وجد صراخ مكبوت وصوت سياره تنطلق وبعدها صمت تام وسكون.
لينقبض قلبه بشعور غريب خوفا على صغيرته لينهض عن مكتبه وهو يلتقط جاكيت بدلته ويخرج خارج المكتب سريعا متجاهلا نداء السكرتيره التي تهتف عليه كي لا يرحل لجدول أعماله الممتلئ تماما..بسبب تأخره على عمله لفترة طويله.
خرج سريعا من الشركه وهو يغلق الخط الذي تركه مفتوح كل هذه المدة منتظرا اي صوت أو أي شئ يدل على أن شادن بخير..حسب ما يتمنى بالطبع.
فداخل عقلة هواجس وهو يتخيل ميلون سيناريو قد حدث معها جميعهم أسوأ من بعض.
لينطلق إلى القصر وهو يدعي داخله أن تكون بخير.
عند رفيف.
استيقظت رفيف بابتسامه جميله على وجهها لتجد نفسها بغرفتها لتتذكر البارحه عندما أكملت هي وعاصي عشائهما وأوصلها للقصر وتوجه كل منهم إلى غرفته بغرض مؤقت من رفيف وبعد أن ودعوا بعضهم.
لتنهض هي بنشاط وهمه متجهة المرحاض تاخذ حمام دافئ ثم تخرج وترتدي ملابسها وتجفف خصلاتها وتتجه إلى بهو القصر حيث غرفة الجلوس.
لتجد عدلي يجلس يحتسي قهوته المره بهدوء وهو يضع ساق فوق الأخرى ويقرأ في كتاب.
لتقول رفيف وهي تتجه له تحتضنه ويبادلها هو الاحتضان بحنان قائله: جدو..صباح النور.
ليبادلها عدلي الاحتضان قائلا بابتسامه: صباح النور حبيبتي..صاحيه متاخر انهارده.
لتبتسم لن وهي تجلس قبالته: لا يحبيبي احنا اصلا مش بنصحي متأخر فالعاده..تعود عشان انا وجامعتي وعشان شادن وشغلها وطبعا عاصي ورائد للشركة.. فكلنا بنصحي مع بعض بس انا انهارده فاتت مني شويه وصحيت متأخر مش قادره..الساعه 1 يعني مش متأخر اوي..انت قاعد لوحدك لي.
لينظر لها بخبث ومرح قائلا: لا ما انا قولت بلاش ارخم ع العرسان...دا انا ابقا سئيل يعني ونتي عارفه طبعا جدك باشا عدلي بيه مفيش منه اتنين ومالي فكل شئ.
لتضحك رفيف على طريقه قائله له: لا اصلا انا كنت فاوضتي وعاصي فأوضته.
لينظر لها بصدمة قائلا: ازاي يعني مش فاهم...شادن ورائد فين.
لتقول له هي: شادن ورائد فشغلهم...ونا بعد ما اتعشيت انا وعاصي امبارح رجعنا كل واحد راح لاوضته.. فين مشكلتك يجدو احنا المفروض نكون فين.
لينظر لها عدلي قليلا ثم قال هو بهدوء: ولا حاجه يا ماما ولا حاجه يا حبيبتي...يا حوستك فاحفادك يا عدلي.. ونا اللي كنت بعد اليوم اللي هيجيبلي في احفاد من انهارده...طلعت بعد كام يوم باقيلي واموت مالقهره.
لم تسمعه رفيف جيدا ولم تهتم لتقول له: عاصي فين...ولي مصحاش لحد دلوقتي.
لينظر لها عدلي قائلا: يبقا محسيتيش.. عاصي نزل بدري اوي ونا كنت صاحي ودخلك شويه ونزل...يبقا انتي عبيطة يا حبيبتي ومحسيتيش دي مشكلتك..وطبعا رائد فالشركه.
لم يكاد يكمل باقيه جملته حتى وجد رائد يدخل عليهم كالاعصار المهيب قائلا لهم بصراخ: عدلي...شاادن.
ليجد عدلي قادم إليه مهرول بسرعه قائلا: في اي يا رائد..اي اللي حصل.
ليقول هو له بسرعه: فين شادن...شادن مش هنا...مرجعتش هنا...انا دورت عليها فكل مكان...المستشفي الأماكن اللي دايما بتقعد فيها كله.
ليقول له عدلي باستغراب: لا مش هنا.. مجتش من ساعه ما نزلت...في اي يا رائد.
ليجد رائد عاصي قائلا من خلفه وانفاس عاليه بشده: لسه بردو مرجعتش...هي مش هنا انت متأكد.
لتقول هنا رفيف: لا فهموني في اي...مالها اختي وهي فين.
لينظر عاصي إلى رائد ثم ينظرون الاثنان إلى رفيف المستمعه لهم برعب وتوجس وهم يقصون عليها جميع ما حدث.
بكت صرخت انهارت أمامهم ليهم عاصي باحتضانها قائلا لها: اهدي اهدي يا حبيبتي اهدي... هي أن شاء الله كويسه... اهدي بقا..ان شاء الله مفيش حاجه.
ليتابعهم عدلي ثم ينظر لرائد الحائر المشتت الذي يدور حول نفسه قائلا بغموض: رائد..ورايا.
ثم اتجه عدلي إلى مكتبه منتظر قدومه..ليعلم هنا رائد أن يوجد شئ خطر ببال عدلي وربما يكون خطير.
ليتجه إليه وهو يترك عاصي محاولا أن يهدأ رفيف من انهايارها الحاد.
في مكان مهجور بعيد كل البعد عن أبطالنا.
تقف هي بتعب شبه غائبة عن الوعي مربطه ايديها بسلاسل حديدية مرتبطه بسقف المحزن المتهالك الذي توجد به.. مما جعلها تقف بوضعيه صعبه وزراعيها الاثنين في الأعلى مكتفه منهم...وكعبيها كادا لا يلامسان الأرض.
لتنظر إلى حالتها تلك وهي تدعو وتركوا داخلها أن تحدث معجزه ويأتي لها رائد...روحها الغائبة.
ومع فقدان نصف وعيها كانت تسمع أصوات أناس كثيره أمام الباب..وفجأه عم الهدوء الا من دق كعب حذاذ انثوي عالي يدق فالأرض بثقة لتصل إليها وتقف اتابعها بشتماته قائلا بخبث وسخيره: تعرفي..حقيقي انا مشفقه عليكي...يمكن من اللي هيحصلك..ويمكن من اللي بيحصل.. أو إللي انت هتمري بيه أو هتعاني منه... حاجات كتير اوي مشفقه عليكي فيها ودا لي...عشان اتجراتي وعايزه تاخديه مني تاني بعد ما لقيته..وصلت بيكي الجرأة انك تتجوزيه..بعد ما سابك ورماكي تتجوزيه.. عايزه تاخدي فلوسه..اللي بحلم بيها..عايزه تتربعي على مملكة شركاته ويكون ليكي العرش بس لا...دا حلم ابعد ما يكون عندك.. مش هسمحلك تهدي اللي كنت ببنيه لسنين وسنين بحاول اكسب ثقته واوصله واخيرا بعد ما استحوذت عليه تيجي انتي بكل سهولة وبساطة تاخديه مني.
لترفع عينيها الشبه مغلقتين لتجد تسنيم الواقفه أمامها بغل وشماته... فهي لم تركز في الصوت بل في الكلام الذي كان يطعن بصميم قلبها.
لتجد صوت آخر شخص كانت تتوقع قدومه الان قائلا: بس يا تسنيم.. كفايه عليكي كدا.. سيبيلي انا الباقي..عايز اخد حقي شويه شويه.
لينقبض قلبها وهي ترفع عينيها بتوجس لتجد آخر شخص كانت تتمنى رؤيته لتهمس هي قائله بذهول وصدمه: عابدين.
لينظر إليها بشفقه مصطنعة قائلا: أمم.. اه عابدين.
لتنظر له بسرعه قائله: لو سمحت فكني.. انتي ازاي سامحلها تربطني بالطريقه دي..كدا ضلوعي وتقريبا كل عضمه فجسمي بتتكسر اي حركه غلط او عشوائية ممكن اموت انت دكتور انا مش هقولك...انت ازاي واقف بكل برود دلوقتي اتفضل فكني.
لينظر لها ثم ينظر لتسنيم قائلا بابتسامه: ونتي مين فهمك اني هفكك... مش يمكن انا اللي قايلها تربطك اصلا.
لتنظر له هي بصدمة وكانت قد استعادت وعيها بالكامل: انت بتقول اي.. في اي؟
ليقول لها هو وهو يمسك شئ اسود لم تتعرف عليه لشكله الغريب قائلا: في اني زهقت وقرفت منكوا انتوا الاتنين... انتوا اي معدمكوش احساس.. انتوا كل شويه كنتوا تجرحوا فيا واكست..كل شويه يحرجني قدامك ويخلي وشي فالأرض ونتي كل اللي عليكي تيجي تتاسفي وبس..وولا هامك اي حاجه تاني..اللي متعرفهوش اني كنت بموت مالغيره لما اشوفك معاه.. كنت ببقا بولع.. هو مينفعش ياخد حاجه مش بتاعته..بس خلاص كل حاجه بتاعتي اتاخدت مني هاخدها من تاني.. وحقي منه هخلصه فيكي تالت ومتلت.
لينظر لها دقيقه وهي تتابعه بصدمة ولم تصدق اي حرف واحد من الذي يتحدث به.
لينظر هو لتسنيم قائلا: روحي انتي عشان ميشكوش فحاجه..ولو في اي حاجه اعملي نفسك عبيطة انتي هتروحي هتلاقي الدنيا مقلوبه..انتي جايه منين؟ مالشركه ولا روحتي يمين ولا روحتي شمال...اتفضلي.
لتومأ له تسنيم وهي تنظر للمرة الأخيرة لشادن بحقاره وشماته وهي تخرج خارج المخزن تاركاهم بمفردهم يفعل بها ما يحلو له وهي أمامه عاجزه تماما.
في مكتب عدلي.
يقف رائد أمام عدلي بذهول قائلا: انت عارف اللي بتقوله دا لو طلع صح هيحصل اي...انت متأكد ولا هي مجرد شك اجوف.
لينظر له عدلي بتصميم قائلا: انا متأكد من اللي بقوله...انا مش هسكت على اختفاء حفيدتي اكتر من كدا...ونت لازم تتصرف وتتاكد...يا اما انا هتصرف بطريقتي.
ليتركه ويخرج خارج المكتب ليتبعه رائد قائلا لعاصي ورفيف: رفيف اهدي تمام.. شادن هترجع انا متأكد انها دلوقتي كويسه احنا بس منتهورش ونظن الخير.. اوعدك انهارده مش هتنامي الا ونتي متطمنه عليها..عاصي..خد رفيف وطلعها اوضتها ترتاح شوية.
ليوما له هو بهم وحزن ثم ياخذ رفيف التي تبكي بقوه متجه إلى غرفتها.
لم تكر ثوني حتى وجدوا تسنيم تدخل من بهو القصر تدندن ببعض الاغاني وعند رأيتها لهم صمتت تماما.
لتقول هي بكذب: في اي مالكوا..واقفين كدا لي.
لينظر لها عدلي بغموض ثم يقول رائد وهو بتقدم نحوها بهدوء ارعبها: يعني انتي متعرفيش..ع الهموم شادن مش لاقيينها من ساعه ما نزلت الصبح..اعتقد اتخطفت.
لتبتلع هي لعبها قائلا بتأثر مصطنع: oh god...طب وبعدين..مش هتعملوا حاجه تلاقوها بيها.. مش معقول قاعدين كدا.
لينظر لها رائد قليلا قائلا: تسنيم انتي كنتي فين؟
لتنظر له تسنيم بتوتر: هكون فين يعني..فالشركه.
ليقول لها هو: لا انتي مش فالشركه...انا مشوفتكيش.
لتقول له هي بتوتر وقد بدأت بالتعرق بشده: اا..ا انا ك كنت فالفرعع التاني.
لينظر فعينيها بقوه اكبر: بس انا مكلمهم فالفرع التاني..وقالولي مش موجوده.
لتنظر له هي وقد بدأ صوتها بالارتفاع: اي يا رائد...انت هتكذبني وهتصدقهم.. اكيد غلطانين.
لينظر لجزمتها السوداء الشامواه قائلا: جزمتك مليانه تراب...مع ان انتي نازله بيها نضيفة..ونتي مش هتروحي فحته غير الشركه حسب وكلامك وتروحي بعربيه وبترجعي بعربية مبتنزليش رجلك للشارع حتى...وحتى لو روحتي فمكان فيه التراب أو الرمله مش هيبقوا بالمنظر دا فجزمتك.
وفثانيه كان صوته يرتفع وهو يدفعها نحو الحائط ويحجز ايديها فوق رأسها بشده قائلا: شادن فين يا تسنيم...انطقي..وديتيها فين عملتوا اي؟
لتنظر له هي بتوسل قائله: انا معرفش معرفش.
ليرفع هو هاتفه إليها لتجد والدتها ملثمه مكتفه وحواليها بعض الرجال متمسكين باسلحه وكادوا أن يقتلونها حتى قال رائد بشر: نفذ دلوقتي.
لتصرخ تسنيم هنا: بس بس ارجوك.. خلاص هقول.
ليغلق رائد الهاتف وهو ينظر لها يحثها على الحديث بشر.
عند شادن.
يقف أمامها عابدين منتظر افاقتها بصدمه هو يردد: اي اللي انا عملته دا.. ازاي عملت كدا.. ازاي.
ليأتي ببعض الماء وينقط على وجهاا لم يجد استجابه أيضا.
ومن دون مقدمات كان يُفتح باب المخزن المتهالك بقوه مما جعل الباب يتحطم أرضا ورائد يدلف منه ممسكا ببعض الاسلحه وخلفه أكثر من 10 بوديجاردات ومعه عاصي متجهين إليه وعيناه تطق بشراره من جنون وغضب.

همسات رائدهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن