نظرت شادن بنظره خاطفة لرائد لتجده يتقدم لهم وعينيه تطل بشرارات الغضب ولونها قد أصبح اسود بدرجة مخيفة بعد أن كانت بللون العسل الصافي..ليلاحظ عابدين تصلبها ليقول لها وهو ينظر إلى الجهة التي تنظر إليها قائلا: في اي يا شادن..ماا.
لم يكمل باقي جملته حتى وجد رائد أمامه يسرع بجذب سيدرا من بين زراعية قائلا وهو ينظر لعابدين بغل الوقف أمامه بصدمة قائلا: حظك حلو...احنا فحفله ونت دكتور وليك مركزك وقيمتك ونا مش عايز أقل منك قدام الدكاتره الجداد اللي ميعرفوش انك مهزأ تمام...لو كنت فمكان مناسب كنت عرفتك معنى انك تلمس حاجة متخصكش...ليله سعيده واتمنى مشوفكش تاني.
ختم جملته وهو يمسك يد شادن المصدومه بفعل كلماته وهو يخرج من بوابه الحفله بسرعه وهو يجر شادن خلفه.
لينظر عابدين لهم بضيق وغل وهو يمسح على خصلات شعره بعصبيه حتى كاد أن يقتلعها وهو يأخذ هاتفه من الطاولة ويذهب من الحفلة هو الآخر.
عند رفيف.
تجلس رفيف على فراشها تضع يدها على قلبها الذي يقرع كالطبول حتى استطاعت أن تسمع دقاته قائله وهي تنهض مره واحده وتقفز على فراشها وهي تصرخ بسعاده وجنون قائله: بيحبني بيحبني... طلع بيحبني بيحبني والله بيحبني...هيه انا فرحانه فرحانه فرحانه.
عند عاصي.
كان يجلس بغرفته الملاصقة بغرفة رفيف وهو يستمع لصراخها الغير مفهوم بالنسبه إليه...لينتظر دقائق بقلق خشية منه أن يصيبها مكروه ولم يصمت هذا الصراخ...دقيقه وكان يدق علي غرفتها لتستمع هي وتسكن عن القفز وهي تجلس بعشوائيه على فراشها قائله: احمم.. ادخل.
ليدلف عاصي بملابسه البيتية قائلا بقلق: اي مالك... انتي كنتي بتصوتي صح؟
لتنظر له بتوتر والفرحه تقفز من عينيها دون أراده منها قائله: هه اي.. انت بتقول اي لا طبعا... انا بس كنت فرحانه صحبتي بعتتيلي حاجه ع الفون ففرحتني.
لينظر لها وهو يرفع حاجبه الأيسر قائلا: أمم والله...صاحبتك مين اللي صاحيه لحد دلوقتي...ع العموم نامي.. انتي بكره رايحه الكلية وهتصحي بدري.
لتومأ له سريعا وهي تحاول بقدر الإمكان عدم اشعاره بأن هناك شئ قائله: طيب تمام..تصبح على خير.
ليبتسم لها بحب قائلا وهو يخرج ويغلق النور والباب: ونتي بخير.
ثم يتجه إلى غرفته وهو يفكر بها بأبتسامه محبه وهي نفس الشئ.
بعد ساعه وكان جميع القصر تقريبا قد خلد للنوم.
يدخل رائد كالاعصار وهو يجر شادن المرعوبه من حالته الغاضبة خلفه وهو يصعد بها إلى غرفته.
ليدخل إلى غرفته وهو يدفع شادن ويغلق خلفه الباب ويخلع سترته ويثني اكمام قميصه.
لتقول شادن هنا بتوتر وهي تمسح جبينها المتعرق: رائد اهدي...انا مش عارفه انت متعصب لي..اهدي الأول وبعدين نتكلم..اهدي كدا وقول هديت..اي.
ليقول لها هو بصراخ وغيره: في زفت على دماغك...في أن حضرتك لزقالي فاللزج اللي اسمو عابدين دا.. اي معنى اسم عابدين دا اصلا...مش مستغرب أن بعد كل السنين دي لسه زي ما انتي.
لم تعجبها شادن آخر جملة قالها لتقول هي بحدة وصوتها بدأ بالارتفاع شئ فشئ: احترم نفسك والزم حدودك معايا...بعدين كويس انك عارف...ان زوقي وحش من زمان.
ختمت جملتها وهي تلمح بالحديث عليه وانها كانت تعشقه في الصغر...ومازالت فمن رأيها أن اختيارها كان خاطئ وغير مناسب.
ليفهم هو مقصدها قائلا: انا عمري ماشفت حد مستفز زيك كدا.. انتي اي يابنتي مش فاهم.
لتقول هي وهي تنجح باستشاطه غيرته اكثر واكثر: مالي مش فاهمه...ما انا زي الفل اهو..بس تعرف والله عابدين دا مناسب ليا اوي...ع الاقل ابيض وحليوه كدا...طوله مناسب لطولي مش نخله زي ناس بقف جنبهم بحس اني نقطه...دمو خفيف بيضحكني...مبيسيبنيش زعلانه...لتقول هي بدموع لم يلاحظها: مبينسانيش...بيحبني بجد.. مبيضحكش عليا...مسبنيش ومشى...معشمنيش بحبه وهرب من وهم...حاجات كتير اوي هو يكسب وبجدارة فيها.
ليمسك هو ذراعها بعنف فور ما انتهت من حديثها قائلا غيره عمياء: انا مسبتكيش...انا مناسب اكتر منو... انا أحق بيكي منو... انا احسن منو فكل حاجه... انا اعرفك اكتر... انا... انا ب بحبك اكتر.
أنهى جملته وهو ياخذها بين زراعيه يستحقها بعناق قوي متملك.
صدمت شادن من كلامه وانتهى الحوار بضمته تلك... حاولت أن تبتعد عنه ولكن كلمه واحده استوقفتها عندما قالها رائد بهمس و بصوت مهزوز وهو يدفن وجهه بعنقها: وحشتيني.
لم تتمكن شادن من السيطرة على مشاعرها أكثر من ذلك ومن دون مقدمات كانت تبادل عناقه الساحق مما جعله يكثر من ضمها اليه.
لم تتكلم ولم يتكلم...اكتفي هو بشم رائحتها التي تذيبه والتي اشتاق إليها حد الجنون وهو يقبل خصلاتها بأشتياق...واكتفت هي بضمه والبكاء بصوت مسموع.
أخذوا من الوقت كفايه على هذا الحال ليقول هو بهمس: وحشني كل حاجه فيكي...وحشني كلامك معايا... وحشني هزارك.. وحشني شكلك..ريحتك..وحشتيني شادنتي.
لم تبدي هي اي رده فعل غير البكاء بهستيريه وهي تتمسك به أكثر...وليربت هو على خصلاتها حتى تعبت من كثره البكاء و غفت بين زراعيه بعمق وكأنها لم تنم لسنوات!!.
أنت تقرأ
همسات رائدها
Romanceتركها...تركها لسنوات طويله وهجرها وترك قلبه وعقله ووجدانه معها...وبعد سنوات من غيابه قرر العوده لها وارجاعها له حتى لو بالقوه...ليجد كل شئ كما تركه وأفضل.. إلا من شئ واحد وهو أهم شئ.. مما جعله في صدمه من شادنته.. صغيرته الخاصة به التي تكاد أن تفقده...