نظرت رفيف للمسمي بعدلي بصدمة وهي تقفز مره واحده من الكرسي قائله وهي تسعل بشده: كح كح..ج جدو عدلي.
لينظر عدلي لرفيف المتوترة ولعاصي الذي يمسد على ظهر رفيف بخفاء وهو يضغط على يدها كي تهدأ وشادن الجالسة بتوتر بعض الشئ ورائد الجالس ببرود وهدوء وكان شيئا لم يكن..وكانه هباء يقف امامه.
ليقول عدلي بعد أن جلس بجانب رائد الذي لم يرفع عينيه عن طبقه الموضوع امامه: اه جدو...اي مستغربه لي...ولا اتعودتوا على غيابي.
لتقول رفيف بتوتر: لا طبعا يجدو ازاي..العفو طبعا بس انا اتفجع..اا قصدي اتفاجأت مش اكتر.
لتقول بعد ثانيتين وهي تلملم اشيائها وتتجه إلى جامعتنا قائله: اسفه يا جدو لازم اسيبك...ورايا جامعه مهمه جدا..جدا بعد اذنك.
وهي تركض من أمامه خارجه من بهو القصر حامده ربها الف مره انها خرجت بسلام دون استجواب ثاني.
ليتبعها عاصي قائلا لعدلي: ازيك جدو.. اسف بس لازم اوصل رفيف..باي نتقابل بليل.
ويهرب هو الآخر من مواجهة العدلي الجالس يضع قدم فوق الأخرى وينفس دخان سيجارة ببطأ وهدوء.
ليبقى فقط على السفره هو وشادن ورائد الجالس بهدوء مستفز ملفت الأنظار وتسنيم التي لم تعي ما يحدث حولها.
لتقول شادن بابتسامه عندما وجدت عدلي يطيل النظر إليها: جدو ازي حضرتك.. وحشتنا مبتجيلناش لي..ما تستقر فاسكندريه بقا بدل ما حضرتك لوحدك فكل بلد شويه.
ليقول بهدوء: مش حابب عيشتي هنا...لينظر إلى رائد بنظره ذات مغذي قائلا: فيها ناس لو اتحدوني هيزعلوا...هيزعلوا اوي.
لينظر لشادن مره اخرى قائلا: عصفورين الحب...لسه بتعشقوا بعضكوا زي الاول ولا كان لعب عيال.
لتشهق شادن بخفة وهي تضع يدها على ثغرها و تنظر إلى رائد الذي ترك الشوكة تتخبط بين صحنه والسفره مما جعل صوتها مفزعا وهو يلوي عنقه يمينا ويساوا مما يدل على غضبه التي تعرف نهايته تحديدا وملامح تسنيم المنصدمه بغل وحقد دفين.
لتقول شادن بتوتر وهي تتركهم وتتوجه إلى الخارج لعملها: لا يا جدو حضرتك فاهم غلط...هو مكانش فيه ولا هيبقا فيه..باي عندي شغل.
ليبقى فقط تسنيم المنتظرة تكمله حديثهم بفارغ الصبر وعدلي ورائد الذي ينظرون لبعضهم لو كانت الانظار تحرق لكانوا الان موتي.
لينظر عدلي مره واحده قائلا لتسنيم: انتي مين...واي مقعدك معانا؟
لتبتلع لعبها بصعوبة وهي كادت أن تبكي من شده خوفها.. لتنظر إلى رائد الجالس ببرود ينظر أمامه وفهمت من فعلته انه لن يتدخل.
لتقوي نفسها قليلا قائله له بتوتر وخوف حد الموت: ان انا.. ت تسنيم مديرة الأعمال الاجتماعية لرائد..انا مقيمه هنا لفترة محدودة جدا عقبال ما الاقيلي سكن مش اكتر.. اتمني مكونش ازعجت حضرتك.. رائد..انا هطلع احضر نفسي للشركة.
ثم تختفي من أمامه وتشعر بأن دقات قلبها كادت أن تتوقف من شده الرعب.
بعدها بدقائق ينظر رائد لعدلي ببرود قائلا له: عايز توصل لأي هاا...مجيك هنا من تاني لي...كلامك عني انا وشادن أسبابه اي...نظراتك وتلميحاتك السخيفه دي اي أسبابها..اتمني تكون عارف ومتكونش بترخم وخلاص.
لينظر له بهدوء قائلا: ورايا علي مكتبي...نتكلم هناك.
ثم يتركه بمفرده وتمر لحظه ليجد تسنيم أمامه قائله له بغل: انت بتحب شادن صح...وهي بتحبك؟
لينظر لها قائلا بصراخ: بتسالي لي انتي كمان.. ولا هو تحقيق وخلاص ولا اي نظامك بالظبط مش فاهم؟
لتقول له وبرهبه داخليه لديها لم تظهرها: لا مش تحقيق.. بس مجرد سؤال.
ليرد عليها وهو يذهب لمكتب عدلي: اه بحبها.. لا بعشقها ومش من دلوقتي من زمان واحنا عيال..ارتاحي بقا.
ليتركها بمفردها وسط صدمتها وقهرتها مما جعلها تتوعد لهم بالكثير والكثير داخلها.
عند عاصي ورفيف.
لم يتحدث عاصي ولم ينبت ببنت شفه منذ أن صعدت معه رفيف لسيارته كي يصلها لجامعتها.
ليتوقف أمام بوابه جامعتها وهو ينتظر أن تنزل من السياره وهو يحدق امامه ببرود.
لتعلم رفيف انها قد فعلت شئ ازعجه منها وتقرر أن تصلح هذا الان.
لتقول له بهدوء وهي تضع يدها على كتفه: عاصي مالك... احنا من ساعه ما ركبنا ونت مقولتش اي حاجه.
ليرد عليها الآخر قائلا لها بأقتضاب: مفيش.. يلا انزلي.
لترد عليه الأخري بعند: لا مش نازله الا لما اعرف.. حتى لو هفضل هنا لبليل مش نازله الا لما اعرف...في اي.
لينظر لها وهو ينفجر بوجهها قائلا لها: في أن انا حاولت اقنعك انك متخافيش من عدلي مش هعملك حاجه.. مينفعش تخافي اصلا متحسسهوش بدا.. هو بيستغل نقط ضعفنا وعارف اننا ساعات بنخاف منو عشان كدا بيتعامل معانا بجموديه ودا لأن هو عارف اننا بنخاف منو فبيستغل النقطه دي..عدلي بيسوق فيها بسبب رهبتنا منه دي حتى لو مكناش ظاهرينها ليه لكن هو بيحسها...انتي شوفتي كان بيتعامل معاكي ازاي لما عرف انك خايفه منو من طريقه كلامك.
لتضع يدها على وجهه قائله له بحنيه وحب: سامحني انت عندك حق... بس غصب عني انت شايف وعارف هو بيتعامل ازاي... سامحني معلش.
ليتنهد هو قائلا وهو يمسك كفوف ايديها قائلا: حبيبي مش عايز اعتذار انتي مغلتطيش.. انا عارف ان دي حاجه غصب عندك لكن انا عايزك تجمدي قلبك شويه دا انتي واقعه خالص.
لتضحك هي على كلماته برقة قائله له بابتسامه: خلاص اتفقنا اوعدك هجمد قلبي حاضر.
ليبتسم لها بهدوء وهو يراها تاخد هاتفها وتنزل من سيارته متجهة إلى جامعتها وهو يتابعها بحالميه ومن ثم يتوجه إلى الشركه.
عند شادن.
تقف مع عابدين قائله له بتوتر: وبس اتخانقت امبارح معاه وقولتلها كلام انا مش عارفه موقفك هيبقا منه اي؟
ليقول لها عابدين وهو عاقد حاجبيه: كلام اي.. ومتقلقيش مش هتضايق انا اصلا مبتدايقش منك.
لتقول له وهي تفرك يدها بتوتر: والله يا عابدين انا كنت متعصبه ومتغاظه منه..فقولتلوا أن مثلا مكانة مميزه عندي زي حبيب زوج شريك عمر وشخص مثلا زي عابدين خبط لزق كدا...وسيبته ولحد دلوقتي متكلمناش فحاجه.
ليقول لها بهدوء: أمم يعني لمحتيلوا أن انا ونتي ممكن نبقا مع بعض.
لتقول له وهي تقاطعه: والله ما اقصد ولو زعلان انا ممكن اروح اتكلم معاه واترا..
ليقاطعها وهو هذه المره قائلا لها: بس بس اهدي..مين قال اني متدايق.
لتقول له بفرحه تقفز من عينيها: بجد يعني انت مش متدايق.
لينظر لها بابتسامه غامضة قائلا لها وهو يمسك خصله من شعرها الحريري الطويل الأسود ويلفه حول اصبعه: بالعكس..فيها أي يعني لما تكوني بتاعتي شويه...ولا مفيش غير سي رائد..ولا اي.
لتبتسم له شادن بامتنان وبراءة غافله عن كلماته وكل ما يشغل ذهنها فالوقت الحالي انه ليس منزعج منها.
مر باقي اليوم دون أن يحدث به شئ يذكر وحل المساء واصبح جميع من في القصر يتجمعون حول سفره العشاء التي توضع أمامهم و زائد عليهم شخص وهو "عدلي" لينظر إلى رائد الذي يجلس ببرود كعادته علي جانبه الايمن ليقول له عدلي: هتقول انت ولا اقول انا.
لم يلقى رائد اي رده فعل غير البرود والاكل في صمت.
ليحمحم عدلي قائلا وهو ينظر لهم جميعا: تمام بما ان رائد مطنش فهقول انا...بما ان كلكم متجمعين فحبيت اقول الكلام اللي عندي و اللي معترض عليه رائد بس أظن أنه هيتنفذ أن شأي ام ابي..هو أو غيروا طبعا...قررت انا الصبح ان كل واحد ماللي قاعدين المفروض هيتجوز واحده عشان الورث والشركه ميخرجوش برا.. ومن ناحية تانيه قرايبكوا برضو أولى بيكوا..واظن انتوا عارفين... ليقول هنا بكل برود العالم وهو يتفحص ملامح وجوههم التي تغيرت تماما عن السابق: رفيف لعاصي..وطبعا شادن لرائد.
أنت تقرأ
همسات رائدها
Romanceتركها...تركها لسنوات طويله وهجرها وترك قلبه وعقله ووجدانه معها...وبعد سنوات من غيابه قرر العوده لها وارجاعها له حتى لو بالقوه...ليجد كل شئ كما تركه وأفضل.. إلا من شئ واحد وهو أهم شئ.. مما جعله في صدمه من شادنته.. صغيرته الخاصة به التي تكاد أن تفقده...