Part 18

1K 16 0
                                    

نظر عدلي لمن يتجمعون حوله وهم ينظرون له نظره مختلفه منها الابتسامات ومنها الصدمه والزهول ومنها والبرود وبالطبع منها الغل والكراهية والحقد.
لتسعل هنا شادن بشده وهي تنظر لرائد ثم لعدلي بتوتر قائله: اا انا ورائد مين.. لا حضرتك يجدو فاهم غلط...ا انا مش هتجوز رائد...مين قال اني عايزه اتجوز اصلا.
ليقول لها عدلي ببرود: مش انتي اللي تقولي.. انا هنا اللي اقول واللي أكرر..ولو والدتك الله يرحمها عايشه كانت قالت نفس الكلام...بعدين بلاش اعتراض وهمي زائف بقا انتوا بتعشقوا بعض خلوني ساكت عشان لو فتحت هقول كلام مش هيعجبكوا انتوا الاتنين.
أنهى جملته وهو يشير إلى رائد وإليها.
ثم انقل نظره لعاصي المبتسم بلا سبب ثم تلاشت ابتسامته سريعا فور تلاقي أعينهم ولكن عدلي لاحظ ابتسامته قائلا له: ونت يابيه..منطقتش يعني..ولا هو لازم أسأل واحد واحد فيكوا.
ليحمحم عاصي قائلا وهو ينظر إلى رفيف التي لم تبدي اي رده فعل غير السكون: والله ياجدو مش انا اللي أقرر هنا.. اعذرني معلش بس دي حاجه ماليش دخل فيها...مش انا اللي المفروض تاخد رأيي الشخص اللي حضرتك المفروض تاخد رأيه هي رفيف..اعذرني بس هي لو مش عايزه تتجوزني فأنا مش هقدر افرض نفسي عليها واتجوزها حتى لو حضرتك أمرت بدا...بعدين اللي هتجوزها لازم تكون عايزاني زيي واكتر مني.
ليهز عدلي راسه بعدم رضا وقبل أن ينظر لرفيف كانت تنهض عن الكرسي قائله لهم: انا شبعت.. تصبحوا على خير.
ولكن قبل أن تصل إلى نصف الدرج كان عدلي يقول بغضب: رايحه فين يابنت..انا لسه مخلصتش كلامي.
لتستدير له وهي تقف بكل برود تعجب منه عاصي قائله: ونا معنديش كلام اقوله.
ليقول لها بتعجرف: رايك اي فجوازك من عاصي..وخليكي عارفه انا مش هستنا رايك كتير..انا ماليش خلق فدلع البنات دا.
لتضحك هي بسخريه وتهكم قائله: والله انا لو اتكلمت كلامي مش هيعجب حضرتك ابدا.. حضرتك جاي تؤمر وتنهي وولا عارف احنا جوانا اي ولا عارف ارائنا ولا يهمك اصلا انك تسمعها.. وبما أن حضرتك بتسأل بالمره كأنك بتعمل حاجة غصب عنك مش عشان تاخد برأينا فاعمل اللي انت عايزه.. كدا كدا مش فارقه.
وتركتهم ثم صعدت غاضبة راكضه لغرفتها.
ليقف هو قائلا وهو ينظر لاثارها: تمام تمام... واضح ان بنتي عملت كل حاجة الا حاجه واحده بس.. وأنها تربى بناتها..بس هقول اي ميجوزش عليها غير الرحمه حاليا.
ثم نهض هو الأخر غضب العالم به وهو يتجه إلى مكتبه.
ليتبقا فقط على السفره رائد وتنسيم وشادن الا من عاصي الذي نهض متجه إلى غرفة رفيف يستفسر منها عن ما حدث منذ قليل.
لتغادر شادن هي الأخرى وهي تشعر بهموم قد ثقلت فوق كتفيها وقلبها أكثر من ذي قبل.
ليتبقي على السفره فقط تسنيم ورائد.
سكنت تسنيم للحظات ثم قالت لرائد بصوت ناعم كجلد الثعبان وهي تتحسس أكتاف رائد العريضة بكفيها: رائد بجد هو انت هتسمع كلام جدك وهتتجوز شادن دي.
لينظر لها رائد بغضب من تصرفاتها وتحديثها الذي أصبح يزعجه وبشده في الآونة الأخيرة قائلا وهو ينفض كفيها من عليه: انتي عايزه اي يا تسنيم.. آخره تصرفاتك وكلامك دا اي عشان بجد قرفت وزهقت.
لتنظر له نظرة خبيثة قائله له:  يا رائد شادن متستحقش.. انت عايز واحده قريبه منك بتحبك..شادن دي تلاقيها طمعانه ففلوسك كفايه انها بتعاملك معاملة مش كويسه ابدا من ساعه ما جيت مالسفر...متستحقش حبيبي.
لينظر لها بغضب قائلا بصراخ ارعبها وهو يمسك زراعتها بعنف قائلا: عشان تبقى عارفه بقا اول واخر مره هسمحلك انك تتكلمي على شادن بالطريقه دي تمام..انا كل شويه عمال اعديلك فتصرفات زفت واقول معلش ضيفه معلش حاطه عشمها فيا متقصدش لكن بجد خلاص...شادن خط أحمر للكل وأولهم انتي فاهمه..شادن تستحقيني متستحقنيش طمعانه ففلوسي عايزه تموتني انتي مالكيش فيه ولا كأنك قاعده معاها اصلا تمام...قعدتك طولت يا تسنيم...ياريت تشوفيلك مكان البيت زي ما انتي شايفه اتملي ومبقاش يساعنا احنا اصلا..وياريت تعرفي انتي اللي بتشوفي على علاقاتي الاجتماعية وبس..مش اكتر ولا اقل.
ثم تركها وهو يتجه إلى غرفته.
عند رفيف في غرفتها.
تبكي رفيف بقوة وعاصي يجلس أمامها صامت ساكن يحاول تحليل مشاعرها الذي تقلقه..تماما.
ليربت على خصلاتها بحنو قائلا: خلاص يا رفيف اهدي..اهدي خلاص خلصنا مفيش حاجه.
لتشهق هي بخفة قائله له: هو قال اي بعد ما طلعت.
ليرد عليها بكذب وهدوء قائلا: مقالش.. فكك منه مش هيعمل حاجه.
لترد عليه رفيف وهي تعلم بكذبه وتتجاهله قائله: بص يا عاصي عشان تبقا عارف.. احنا محطوطين قدام أمر واقع...مش عايز تتجوزيني خلاص..ولو حاسس انك محب.
ليقاطعها عاصي قائلا لها وهو يمسك كفيها: متقنعنيش انك مش عارفه او بمعنى تاني انك مش فاهمه.
لتنظر له رفيف بأستفهام.
ليرد عليها الآخر قائلا لها: رفيف انا.. انا بعشقك... كلمة بحبك شويه ع اللي جوايا ناحيتك..انا مش عايز غيرك...متتخيليش انه حتى لو جبرونا ع الجواز دا هيكون قمه السعاده بالنسبالي بس اخاف انتي تكوني تعيسه مطفيه معايا.. كل اللي عايز دلوقتي هو انتي... مش عايز حاجه تاني.
لتنظر له قليلا ثم ومن دون مقدمات كانت تحتضنه بقوة وهي تبكي مره اخرى من فرط سعادتها قائله: انا كنت حاسه... دلوقتي اتأكد انك بتحبني بجد يا عاصي...متسيبنيش.
ليرد عليها الآخر وهو يحتضنها بشدة: روح قلبي انا... عمري ما هسيبك عمري...
ليدفن وجهه بعنقها قائلا لها: اموت من غيرك رفيف...بعشقك.
ليمر بعض الوقت بهم وهم على وضعهم ذاك حتى شهر بأنتظام أنفاسها ليدرك انها قد غفت بين زراعيه.
ليبتسم على برائتها وهي نائمه وهي يدثرها بالغطاء جيدا ويقبل جبينها ثم يغلق عليها الأنوار وباب غرفتها متجها إلى غرفته براحه وابتسامة.
عند شادن.
تجلس على فراشها تبكي بقوة..لم تعتاد على هذه الهموم والمشاكل التي تواجهها الان... ولأول مرة لها أن تشعر أنها في قمة الوحده.. هي وحيده تماما... اختها وبها ما يعلمه الله... جدها الذي من المفترض أن يكون من مصدر سعادتها ومنبع حنانها بعد وفاة والدتها واباها وهو مصدر تعاستها هي وشقيقتها...عاصي وهي لم تعرف ما به ولم ترد أن تزيد ما عليه من هموم...تسنيم..ومن هي تسنيم من الأساس.. هي تشعر منها بكراهيه نحوها دون سبب وهي لا تريد أيضا أن يشمت بها أحدا...ولا تريد أن تحادث عابدين... عقلها يرفض ذالك.. أو قلبها.. وربما الاثنين معا.
بقي شخص واحد..رائدها ورائد قلبها.
ومن دون وعي منها كانت تخرج من غرفتها وهي لا ترى أمامها من كثرة الدموع وتغلق باب غرفتها جيدا وتتجه إلى غرفة رائد.
لتقف أمام الغرفه للحظه ثم من دون مقدمات كانت تفتح الباب لتجد رائد ممدد على الفراش وهو يغلق عينيه بتعب.
ليستمع إلى صوت بكاء صغيرته وشهقاتها التي تعلو مره تلو الأخرى.
مما جعله ينهض بسرعه وفزع بطوله المهيب وهو يراها تبكي بقوة أمامه وتنظر له بحيرة والم.
ليتقدم منها سريعا وهو يمسك وجهها بين يديه ويمسح دموعها بأصابعه قائلا بسرعه: مالك ياروحي بتعيطي..اهدي بس اهدي..لي كل دا.
لتحتضنه هي الأخرى قائلة له بترجي: كنت بفكر فكل حاجه حصلت فحياتي وحسيت اني وحيدة...محدش فاضيلي كل واحد فيه اللي مكفيه..مكنش في غيرك انت الوحيد اللي موجود.
ليحتضنها أكثر من ذي قبل وهو يغلق بابه ويتقدم من الفراش يجلسون عليه: اهدي حبيبي خلاص انا موجود.. انا جنبك ومش هسيبك اهدي تمام.
لتقول له وهي تبكي وتدفن وجهها بصدره: سيبتني لي... لي عملت كدا... كان زماننا دلوقتي مرتاحين بدل وجع قلوبنا اللي مالوش نهايه دا.
ليغمض هو عينيه بقوة وقهر قائلا لها بصوت خافت مبحوح: انتي عارفه ان والدتك كانت رافضه علاقتنا..وكمان عارفه علاقه بابا مع والدتك كانت اي..وبرضو جدك كان متعلم انه يأمر فيطاع من غير كلام ولو كان عرف اننا بنعشق بعض كان هيعند ويقول لا زي ما عارف دلوقتي انك مش طايقاني وعايز يجوزنا..كل البيبان كانت متقفله فوشي.
لتحتضنه هي قائله بدموع: رائد انت بتقول انك بتعشقني... احضنني وطمنني على اد كل حاجه حلوه ليا جواك...حسسني بدأ.
ليحتضنها الآخر بكل قوته حتى تألمت هي بين ذراعيه قائلا: حبيبي...بحبك اوي...اهدي حبيبي مبحبش اشوفك كدا اهدي.
ليمددها على الفراش وهو جانبها ويحتضنها بقوه يربت على خصلاتها مواسيا لها مطمئنا انه بجانبه ولم يتخلى عنها ابدا.
مر اسبوع على هذا الحال.
تجاهل شادن لعابدين الذي أثار ضيقه وتغير معامله شادن لرائد رويدا رويدا حتى تفتحت براعم أمله بنيل قلبها مجددا..وقصه الحب التي يعيشها رفيف وعاصي وتسنيم التي الغيظ يكاد يأكلها وهي تخطط لشئ ما لجعل كل حبهم هبااء واخيرا عدلي الذي يتابع كل تلك التغيرات في صمت.
يوم يتجمع فيه كل من في المنزل علي سفره الافطار الا من عدلي الذي مازال في مكتبه.
ليخرج عدلي وهو يتابع صمتهم فور خروجه قائلا لهم وهو يقف أمامهم وهو يترأس الطاوله: حضروا نفسكوا انهارده...جاي مأذون هيجوزكوا كلكوا زي ما اتكلمنا.. أظن اني صبرت عليكوا واديكوا الوقت اللي تستحقوه واكتر كمان ولا اي.!

همسات رائدهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن