نظرت رفيف إلى عاصي بصدمة وابتسامه وابتسم لها هو الآخر وشادن لرائد بصدمه وتسنيم بقهر وغيط وهي تشعر بسكب دلو كبير من الماء يسقط فوق رأسها وقلبها تشتعل به النيران أكثر من ذي قبل.
ليرد رائد: جدو احنا مش جاهزين...يعني لسه ادينا وقت كمان.
ليجلس عدلي على الكرسي قائلا لهم بمرخ مغلف ببرود: والله... عايز تفهمني انكوا مش مقررين دا..عاصي باشا اللي عايش قصه حب عنيفه مع رفيفته..ولا انت اللي معاملتك اتغيرت 180 درجه مع شادن...هو انت مفكرني اهبل ولا اي يا رائد.
ليضحك هو هنا بمرح غير شخصيته الجدية..فهو مع قساوة قلبه وجفائه به جانب مرح بعض الشئ: ه ه ه ياولد انا عملت الكلام دا قبلك...دا انا استاذ اصحوا يا تلاميذ ولا اي.
ليضحك جميع من على السفره على كلماته.
ليحمحم هو بجديه قائلا: انا عارف انا بعمل اي ومكنش هغصب حد منكوا على حاجه.. انا عارف مين عايز مين ومين بيحب مين وكل واحد فيكوا عايز اي بالظبط...ثم يلوي رقبته قليلا جهة تسنيم التي ارتعبت قائلا بغموض: ومين بيخطط لأي ومع مين...خلصوا فطاركوا وفضوا نفسكوا عشان بليل.
أنهى كل منهم افطاره سريعا وكل منهم يتوجه إلى أعماله وشركاته.
أخذ عاصي رفيف كي يوصلها إلى جامعتها.
وتسنيم التي توجهت إلى غرفتها وغل العالم بأكمله داخلها.
ورائد الذي أخذ شادن كي يوصلها للمستشفى بصمت.
عند رفيف.
تجلس رفيف بجانب عاصي الذي يمسك يدها بحب قائله له: انهارده آخر امتحان...واخيرا سنه رابعه.. آخر سنه...ادعيلي بقا اتخرج على خير وانجح.
ليقبل عاصي يدها بعمق: انا واثق فيكي حبيبي..وعارف أن انتي لما بتحطي حاجه فدماغك بتعمليها... انا متأكد انهارده هتخرجي وتقوليلي انا ضمنت نجاحي..والحمدلله أن دي اخر سنة ليكي لاني مكنتش هصبر اكتر من كدا.
لتبتسم له هي بخجل ليقرص هو بخفة على ووجنتيها الذي احمروا بشده قائله: اي رايك فقرار عدلي دا.. مفرحك ولا اي.
لتقول له هي: والله انا متلغبطه...بس اي متطمنه ع الاخر...متقلقش انت.
ليضحك هو على كلماتها قائلا: انتي برضو مجاوبتيش...راضيه ولا هتهربي فكتب الكتاب..اخلصي مش ناقصين فضايح وصحفيين وكلام كتير واللي قادره ع التحدي وع المواجهه.
لتضحك هي بقوه قائله: لا لا متقلقش...اي قصه مسلسل لي لا دي لا اكيد مش هعمل كدا... ان شاء الله راضيه متقلقش انت.
ليقبل يدها بقوة قائلا لها: بحبك.
لتبتسم هي له وهي تشعر بشئ قد ارتاح داخلها بشده.
عند شادن.
تجلس بجانب رائد الذي يقود بهدوء.
ليحاول قطع صمتهم قائلا: شادن.. مالك في اي.
لترد هي بدون وعي وهي تنظر أمامها بشرود: مرعوبه.
لينتبه هو لها وهو يمسك كف يدها ويضغط عليه بقوة قائلا: مالك في اي.
لتنظر اخيرا له قائله له بتهرب: لا ولا حاجه..مجرد اني كنت سرحانه مش اكتر.
ليصغط على يديها بتصميم اكبر قائلا: مالك؟ مرعوبه لي في اي.
لتنظر له هي بدموع استسلام وهستيريه: مرعوبه يا رائد مرعوبه...خايفه اديك الأمان تخذلني تاني... خايفه تسيبني وتمشي... خايفه تسيبني لوحدي تاني...خايفه ابقا وحيده بعد ما رجعتلك واتوجع اكتر مالاول مليون مره... خايفه تكبر جرحي ومتداويهوش..خايفه من حاجات كتير اوي وكلها انت يارائد.
لتبكي هي بقوه مما جعله يصف سيارته ويحتضنها بقوة واسف قائلا لها: عمري ما هسيبك ياشادن صدقيني...السنين اللي عيشتها بعيد عنك مكانتش مش حاسبها من عمري...قلبي وروحي وعقلي ووجداني سيبتهم معاكي يوم ما سافرت.. صورتك مفارقتنيش فكل مكان كنت بشوفك... صوتك مغابش عن عقلي...حاولت أغرق نفسي فالشغل واقول معلش هنسا ومنستش...قولت لما ابطل أحاول انساها هتروح من بالي لما مفكرش فيها بس فضلتي فيه اكتر...اسف ليكي ولقلبي إلى اتعذب فبعدك..اسف شادنتي.
ليحتضنها اكتر لتتاوه هي بحضنه وتدف رأسها بعنقه. لتهدا قليلا وهي تبعتد عنه وتنظر له بتوجس: يعني انت هتفضل معايا ومش هتسيبي صح.؟
ليوما لها بلا قائله وهو يقبل يدها بقوه: انا ماصدقت روحي رجعتلي وجيالك من تاني.. متخيله اني همشي.
لتبتسم هي له وهي تحاول أن تطمئن قلبها المتعب بعشقه.
ليقف أمام المستشفى وتهم هي بالنزول ولكن قبل أن تنزل كان يمسك يدها وهو يسحبها إليه بقوة مما جعلها تصطدم بصدره الصخري بقوه وهو يحتضنها بشده قائلا لها: دي هصبر نفسي بيها لحد بليل...شادنتي.
ليبتعد عنها وهو يغمز لها وينظر امامه منتظر نزولها من السياره.
لتشهق هي بخجل وتنزل سريعا من السياره ليضحك عليها هو بقوه وهو يتوجه إلى شركته.
عند شادن.
تدخل من بوابة المستشفى بابتسامه جميله وهي تبحث عن عابدين.
لتجده أمامها يشرب كوب من القهوه ويستند على جدار من الجدارن ويضع يده بيجي بنطاله ببرود.
لتتقدم هي نحوه قائله له بابتسامه: صباح الخير عابدين..عامل اي؟
لينظر لها هو قائلا: صباح الخير...رائد موصلك انهارده...غريبه يعني؟
لترد عليه هي وهي تاخد كوب القهوه خاصتها: طب حتى رد السلام... ياباي منك...امم رائد وصلني انهارده لأننا.. لتصرخ هي بابتسامه: مفاجاه مفاجاه..انا وهو اتصالحنا وكتب كتابي انا وهو بليل.
لينظر لها بصدمه قائلا لها: ازاي يعني... مش فاهم.
لتقول له هي: اي اللي مش فاهمه بقولك كتب كتابي انا وهو أنهى جزء مش فاهمه.
لينظر لها هو بعصبيه وصراخ قائلا: يعني كل الأسبوع دا ونتي بتتجاهليني وعمال اعيد كل كلمه وكل تصرف قولته يمكن تكوني زعلتي مني ولا حاجه وفالاخر طلعتي رجعتيله واتصالحتوا.
ليتنظر له هي مستغربه صراخه عليها : في اي مالك... انا كنت متخيلاك هتفرحي مش رده فعلك الغريبه دي.
لينظر لها هو بغل وغضب: في أن انا زهقت من حالاتك دي...مره تقوليلي بكرهه ومره يقل أدبه عليكي واسكتي ومره يستفزني وترجعي تعتذري ومره تتجاهلني وفالاخر ترجعوا بعض.. في أن انا مش تحت مزاجك لما تستغيلينيي فالحفله وترقصي معايا عشان يغير عليكي وعشان انتي بتعشقيه مش بس بتحبيه وبتحاولي تضحكي عليا وعلى نفسك وتقولي لا مش فارق معايا وفاكره اني اهبل ومصدقك.. في لما تتفقي معايا عشان نمثل اننا هنبقا مع بعض وبعدها بأسبوع واحنا لسه معملناش حاجه تقوليلي كدا فلا.. انا مش تحت مزاجك.
لتنظر له هي بصدمه ثم تقول بنرفزه وهي تتجه إلى مكتبها: مكنتش متخيله انك هتقول كدا ولا حتى هتعمل كدا..اخس عليك كنت مفكراك صاحب بجد... انت ازاي مش فرحانلي...صح العيب عليا... دي حاجه متطلبش...ونا مطلبتش منك حاجه عشان تقولي كل دا ونت برضو مش هتفضل ماسكلي لما قل زوقه عليك فالحفله انا اعتذرت واتاسفت كذا مرة وهي يا حاجه من الاتنين يا انت مأڨور الحوار اوي ومكبره زياده يا انت بتتلكك والواضح ان فيك الاتنين... شكرا يا عابد... سوري دكتور عابدين...سوري لوقتي اللي ضيعته معاك ونا مفكراك بيست فريند وصاحب بجد وبجري عليك وأول واحد يعرف اننا رجعنا هو انت...عندي مرضى أهم منك يا دكتور بعد اذنك.
وتختفي من أمامه ليلعن هو بسره ويتجه إلى مكتبه نو الآخر لعمله.
في نهاية يومهم.
يجلس عابدين في مكتبه يحتل صدره الضيق... هو يعلم أن شادن تخرج في هذا الوقت وهو لا يرد أن يقابلها أو يحادثها...استمر بعض الوقت في مكتبه مع أفكاره ثم خرج بعد أن تأكد فعليا انها خرجت من المشفي بأكملها.
ليأخذ مقتنياته وهو يخرج خارج مكتبه ويغلقه جيدا ويذهب إلى سيارته ولكن قبل أن يصعد داخلها فعليا وجد شخص أمامه يقول له: كنت بسمع عنك كتير.. دكتور عابدين اللي مزلزل المستشفى.. اهلا.
ليغلق باب سيارته قائلا للذي امامه: مين حضرتك.
لتقول له هي بابتسامه: تقدر تقول اني فاعله خير... ممكن نقعد فمكان انت تحدده ونتكلم شويه...مينفعش كلام زي دا هنا.
لينظر لها لمده دقائق ثم يوما لها وهي تصعد معه سيارته.
بعد وقت ليس بكثير.
يجلس عابدين أمام تلك الفتاه قائلا لها: خير... ادينا قعدنا فمكان قولي اللي عندك.
لتبتسم له هي قائله: انا مش هلف وادور...انا هدخل فالموضوع دوغري.... انت عايز شادن وبتحبها...حب بجد بقا أو حب تملك.. عايز تاخد منها اللي انت عايزو وترميها... اعمل ما بدالك...بس انا كمان...عايزه يبقالي رائد.
لينظر لها بصدمه وذهول قائلا لها: انتي مين وتعرفي رائد وشادن منين.
لتمد يدها له قائله بنفس الابتسامه غرضها مصافحته: معاك تسنيم.... طرف خيط مخفي من روايتهم اللي لسه منتهتش!!
أنت تقرأ
همسات رائدها
Romanceتركها...تركها لسنوات طويله وهجرها وترك قلبه وعقله ووجدانه معها...وبعد سنوات من غيابه قرر العوده لها وارجاعها له حتى لو بالقوه...ليجد كل شئ كما تركه وأفضل.. إلا من شئ واحد وهو أهم شئ.. مما جعله في صدمه من شادنته.. صغيرته الخاصة به التي تكاد أن تفقده...