Part 5

1.6K 26 0
                                    

تفتح عينيها وهي تتمدد على فراشها تشعر بشعور غريب داخلها...لاول مره تشعر بأن قلبها يدق بقوة كمن كانت في سباق لدرجه انها استطاعت أن تسمع دقاتها بأذنيها.
لتضع يدها على قلبها لثوانِ معدوده وهي تغمض عينيها ثم تفتحهم وهي تنهض عن الفراش وتدخل إلى المرحاض الخاص بغرفتها تأخذ حمام بارد وهي تدعو داخلها أن لا يحدث شئ في يومها هذا.
لتخرج من الحمام وهي تبدل ملابسها للذهاب إلى عملها وتعدل من خصلاتها الطويله ولأول مره منذ فتره تترك لخصلاتها العنان كما يحبه مالك قلبها.. رائد. ماذا؟ رائد؟ لماذا تذكرت رائد الان... لماذا دق قلبها بهذه الطريقة بقوة أكثر من السابق عند تذكر اسمه؟ ولو هي تنساه من الأساس؟ فهو مالك قلبها وعقلها فكيف تتذكره إذ هي لم تنساه من الأساس؟ لتخرج من غرفتها وهي تجد رفيف شقيقتها تخرج من غرفتها هي الأخرى.
ليتجهن إلى طاولة افطارهم وتقول شادن بأبتسامه: صباح الخير يا روفا..عامله اي؟
لترد عليها رفيف الصباح بوجه حزين: صباح الخير يا شادن..كويسه.
كانت شادن تضع بعض الطعام لها ولرفيف لتترك ما بيدها قائله بصود جامد صارم بعد صمت رفيف الطويل: رفيف في اي... انتي كنتي مبتبطليش هزار وضحك اي اللي حصل...انتي من يوم ما خرجتي مع صحابك وعاصي وصلك وطلعتي تعيطي ونتي حالك مقلوب...ممكن افهم اي اللي حصل ومن غير لف ولا دوران.
لتنظر لها رفيف كثيرا ثم تقول بدموع تنزل من دموعها بغزاره: عاصي يا شادن انا مش عارفه هو بيعاملني كدا لي.. هو بيكرهني اوي ودا بيبان فمعاملته ليا وانا مش بحبه عشان هو بيكرهني.
لتمسح شادن دموع رفيف وهي تحتضنها برفق قائله: اهدي يا رفيف اهدي...ممكن تحكيلي اي اللي حصل وانا احدد الهبل اللي انتي بتقوليه دا بتاع بيكرهني ومش بحبه صح ولا غلط.
لتبتعد عنها رفيف وهي تمسح دموعها قائله: هو اليوم اللي قولتلك انا نازله مع صحابي فيه دا عاصي كنت نازله الكلية لقيته تحت مستنيني هيوصلني متكلمتش وقولت ماشي وقولتلوا وانا فالعربيه اني هخرج مع صحابي حاول يعترض بس اتحايلت عليه ووافق قالي لو اتاخرت مش هيخرحني تاني ونزلت طبعا بعد ما شكرته وفرحت...كنا قاعدين فالكافيه ومعانا صحابنا بنبص حوالينا لقينا بنات كانوا معانا من زمان فالمدارس وكانوا بنات قعدنا شويه مع بعض لقينا في شباب برضو كانوا معانا وسلموا علينا وكل حاجه وقعدنا بس انا اتصلت قولت لعاصي قبل ما الشباب يدخلوا علينا اني هتأخر وكدا ومكنتش اعرف انهم موجودين اصلا...بس وفجأه وانا خارجة بضحك مع صحابي لقيته واقف عينو بتطق شرار ويقولي انا كنت بحسبك محترمه طلعتي مدوراها على حل شعرك.
لتعود إلى بكائها مرة أخرى ثم تقول وشهقاتها تعلو مره اخري: انا عمري ما عملت حاجة غلط هو اللي مديقها عليا..اعملي دا متمشيش مع دا البسي دا كلمي دا متتكلميش مع دا...دا ناقص يقولي اتنفسي امتى ومتتنفسيش امتى... انا تعبت بقا من الحاله دي..هو بيعمل معايا كدا لي ما هو بيعاملك احسن معاملة اشمعنا انا.
لتحتضنها شادن وهي تشعر بكم المعاناه التي تعاني منها بسبب عاصي.. لتربت على كتفيها قائله: خلاص اهدي... ولا يهمك اعتبرني مفيش اي حاجه حصلت هو يمكن بس كان متعصب وطلعوا عليكي...لكن هو بيحبنا وبيحبك انتي بالذات اكتر واحده فينا بس انتي اللي غبيه ومش فاهمه حاجه.
لتبتعد عنها رفيف وهي تتمسك بهاتفها وحقيبتها قائله: عادي مبقتش فارقه يحبني ولا يكرهني كدا كدا معاملته واحدة مبتتغيرش...انا نازله الكليه ومش عارفه هرجع انتي بس هبقا اكلمك.
لتومأ لها شقيقتها وهي تتابع خروجها بحزن.
لتغادر هي الأخرى المنزل وتذهب لعملها.
لتدخل المستشفى وهي تدلف مكتبها لتجد عابدين يدخل خلفها قائلا: وشك مخطوف...في اي هااا قولي قولي قولي.
لتسكته شادن قائله بضجر: بس بس اي اسكت... وشي مخطوف لي في اي...انا انهارده مش مظبوطه خالص يا عابدين انهارده...مش عارفه في اي؟
ليجلس عابدين أمامها وهو يقول بجديه: اي مالك في اي...اول مره اشوفك كدا.
لتعتدل شادن قائله وهي تضع رأسها بين كفيها: مش عارفه يا عابدين...خوف مبهم جوايا من مجهول... ربنا يستر انهارده...انا مش متطمنه.
ليحاول عابدين التخفيف عنها قائلا بمرح: بس يقمر ياللي بتتدلعي انتي...قومي يلا الأطفال بيسألوا عليكي بالاسم مش عارف انتي بتسحريلهم ولا بتعملي فيهم اي... دول بيخافوا مني تقولي دراكولا مستنيه بالحقنه..مع اني بدوس على نفسى جامد وببزر من مرتبي وبجيبلهم كيس بونبون بحاله.
بتضحك برقة هي الأخرى وهي تصطحبه خارج المكتب.
عند عاصي.
يجلس في مكتبه يصرخ بالشئ ومن لا شئ.
لتصرخ سهير فجأه وهي تشعر بالمزهريه التي مرت من جانب اذنها ببضع سنتيمترات قليله قد تحطمت لاشلاء صغيره.
ويقف عاصي أمامها كالثور الهائج وهي بالنسبه له قالقماشه الحمراء.
لتقول سهير وهي على وشك البكاء: ايوا يعني حضرتك عايز اي دلوقتي...والله انا عدلت كل الملفات اللي حضرتك قولت اعدلهم فين مشكلة حضرتك وانا احلها فثواني والله.
لينظر لها عاصي بعيني حمراء من كثرة العصبيه قائلا لها: سهير لو مش عايزه تخسري حياتك مش الوظيفة بس اخفي من قدامي... لمصلحتك يا سهير.
لم يكمل باقيه جملته ووجد نفسه بمفرده في غرفة المكتب.
ليجلس على كنبته بضيق وهو ينظر إلى اللاشئ أمامه.
بكائها يمر أمام عقله كفيلم يكرهه بشده...كرهها لأنها لا تشعر بعشقه لها كرة دموعها وكره نفسه فوق كل شئ لأنه من ابكاها ومن عشقها.
ليجد هاتفه يرن برقم يعرفه. ليفتح الخط قائلا: ازيك يا شادن....عامله اي؟
لترد شادن عليه: كويسه يا عاصي وانت؟
ليقول لها بعد أن هدأ قليلا: كويس يا حبيبتي...انتي المفروض دلوقتي فشغلك ولا اي؟
لتقول له: ايوا صح..انا دلوقتي فبريك مش اكتر... عايزه اكلمك فحاجه؟
ليقول لها عاصي ببشاشه: قولي يا حبيبتي سامعك خير في حاجه.
لتقول له هي: خير متقلقش...انا مش هسألك انت لي عملت كدا مع رفيف يا عاصي.. كل اللي هقولهولك خف عليها شويه بس...واعدل اسلوبك معاها شويه.
ليقول لها بصوت خفيض: اممم...هي حكيتلك..ع العموم انا اتأسفتلها وكلوا تمام.
لترد عليه شادن قائله: بس هي لسه زعلانه يا عاصي... حاول تراضيها باي كلمه ونت عارف هي آخر واحده تزعل وأول واحده تتصالح.
ليقول لها بأبتسامه: عارف عارف.. المهم في مفجأه ليكي انهارده.
لتتغير ملامح وجه شادن قائله: مفجأه اي خير...في حاجه ولا اي؟
ليرد عليها بسرعه بعد أن استشعر خوفها: متقلقيش متقلقيش...هي مفجأه حلوة اوي كلنا مستنيينها.
لتومأ له وهي تقول بقلق: تمام يا عاصي نتكلم بعدين..سلام.
لتغلق معه وهي تدعو داخلها أن يمر هذا اليوم بسلام..هي ليست مطمئنة...اطلاقا.
في الساعه الثالثه عصرا.
ترجع شادن من عملها بتعب وهي تفتح باب بيتها بمفتاحها وتدخل مغمضه العينين لتفتحها لتجد رفيف تجلس امامها وخلفها يقف عاصي يضع يديه بداخل جيوب بنطاله وجههم متفاجأ.
لتقول لها شادن بقلق: في اي يا رفيف قاعده كدا لي ونت يا عاصي..في اي؟
لكن رفيف كانت تنظر إلى شئ خلف شادن وتشير إليه في الخفاء.
لتقول شادن بعصبيه: ما تقولي يارفيف في اي بلاش حركاتك الغبيه اللي مش مفهومه دي.
ليظهر هنا صوت افتقدته كثيرا...افتقدت الدفء والأمان الذي تشعر به هناك..صوت رجولي عميق من خلفها قائلا لها: انا افهمك شادنتي..miss you baby.

همسات رائدهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن