Part 9

1.3K 18 0
                                    

نظرت شادن للباب بفزع قائله بعد أن أغلقت الهاتف في وجه عابدين من دون أراده منها: في اي..ازاي تدخل كدا؟
ليدخل رائد الغرفه ببرود وهو يترنح قليلا تثر ثملانه الذي لم يزول بالكامل وهو يضع يديه بجيوب بنطاله قائلا بغضب بارد: كنتي بتتكلمي مممعع مين فوقت زي داا؟
نظرت له شادن بغضب قائله والشر يتطاير من عينيها وهي تلاحظ ترنحه: ونت مالك بكلم مين ولا وبعمل اي...انت مالك بيا هاا..بعدين انت مش على بعضك كدا لي؟
ليقل ببرود وهو يتقدم ناحيتها وعيني زائغه دون إرادة منه على تفاصيل وجهها: ممالكيش دعوهه انا مش ع على بعضضي ولا لا...وومش هسالك تاني يا شادن...كنتي بتتكلمي مععع مييين ومين عابدين دا؟
لتقول له هي بصراخ: واو...بجد حاجه حلوه جدا أن ميبقاش عندي اي خصوصية والناس تقعد تتصنت عليا.
ليمسك هو زراعيها بعنف وهو يقول بصراخ وقد استفاق بالكامل بفضلها: انا سألت يبقا انتي تجاوبي... انتي تاني مره ولا تكلميني كدا ولا تعلى صوتك عليا فاهمه.
لتنفض زراعيها منه قائله بعيون صارخة بالغضب: لا مش فاهمه ووريني هتعمل اي...متشوقه اعرف صدقني.
ليمسك رائد زراعيها على غفله منها وهو يضعهم خلف ظهرها ويكبلهم بيد حديدية منه والأخرى تمسك بها وجهها تقربه من وجهه مما جعلها ملتصق به كليا قائلا: هو يا دكتوره يا محترمه محدش علمك أن فوقت زي دا مينفعش تكلمي فيه حد اصلا... ونتي ما شاء الله بتتكلمي رجاله...مين عابدين دا هاا مين؟
لتقول له هي بصراخ: ونت مالك بيا... ابعد عني انا بكرهك...انت مين عشان تتدخل كدا انت مين فهمني.
ليقول بصراخ هو الآخر وعيني مشتده من شده الغضب: انا ابن خالتك والمسؤل عنك لو مش عارفه...وشكل غيابي نساكي أدبك وأخلاق وخلاكي بتتكلمي رجاله غريبه فنص الليل بس خلاص... انا رجعت وكل حاجه هترجع زي الاول والمعووج هيتعدل.
لتقول هي بهدوء وغضب بارد متجمد: انت ولا كان ليك لازمه فحياتنا زمان ولا هيكون ليك دلوقتي ولا بعدين...واوعا تفتكر اني كنت بخاف منك أو انت اللي كنت مسؤل عني أو بتعرفني اي الصح واي الغلط...انت بس اللي شكل الغربه نستك طباعي وان أخلاقي مهما حصل عمرها ما هتتغير...وفوق بقا مالوهم دا... رائد انت راجع لي...ضيعت عمرك فالغربه وشبعت مالوحده راجع لي دلوقتي... روح الغربة تاني وكمل الباقي من عمرك وحيد لأن غيابك كان ارحم كتير من وجودك بالطريقه دي... انت راجع يارائد وجايب معاك وجع قلب مالوش اول من آخر...وزي ما مشيت زمان ونت معاك قلبنا...راجع ومزود عليه الوجع.
أنهت كلماتها بهمس وهي تبكي بهدوء ودمعاتها تتسابق على وجنتييها كأنها في سباق.
لينظر لها بهدوء وهي قريبة منه جدا يريد أن يخبرها بكثير من الأشياء..بماذا يبدأ...انه كان لا شئ من دونها...ام انه افتقدها حد الموت... أم أنها كل شئ بالنسبه له وهي التي لها الفضل بتصبيره على غربته بذكرياتهم وصورهم التي تملئ هاتفه...دون علم منها بالطبع.
ليترك يديها بهدوء وهو يهم خارج الغرفه ولكن قبل أن يخرج وقف لمده ثواني مغمض العينين وهو يعطيها ظهره قائلا وهو يستمع نحيبها الهادئ: انتي بالذات ياشادن اللي صبرتيني على غربتي...انتي سبب كل وجع مالي قلبي.
ليخرج بعد أن قال كلماته وهو يغلق الباب خلفه وهو يستند على الحائط يضع يده موضع قلبه الذي يؤلمه بشده وهو يسمع صوت نحيبها الذي ازداد بفعل خروجه.
يريد أن يدلف لها ويحتضنها ويضعها جوار قلبه... يريد أن يقتلها ويتخلص من مشاعره المتناقضة هذه...يريد أن يمحي كل ذرة حب لها في قلبه كي يرتاح من الااام قلبه قليلا...يريد ويريد ويريد ولكن من ينفذ رغباته...لا يعلم.
بعد مرور شهر.
تجاهل فيه الاثنان بعضهم لبعض تماما...اصبحت علاقه رفيف وعاصي وتيده أكثر من السابق بفعل معاملته التي تغيرت كليا معها...ورفيف التي مشاعرها أصبحت متغيره جهة عاصي ولا تعلم ماهي...ورائد الذي يعيش حياته جسد بلا روح وتسنيم الذي تخطط لفعل أشياء خارج حسبنا...واخيرت شادن وعابدين الذي أطلقت له الحديث بكل شئ بقلبها جهه رائد وعابدين الذي تغيرت نظرته كليا لشادن وداخله مشاعر يخاف منها كثيرا لا يريد الاعتراف بها حتى لنفسه.
حتى جاء يوم أقيمت به حفل استقبال بعض الدكاتره الجدد للمستشفى والذي كان بمثابة ترحيب لهم...ومنها بالتعرف على زملائهم والتعرف أيضا على الدكاتره الرسميين داخل المستشفى.
تتألق أمام مرارتها بفستانها الأحمر الناري القصير وشعرها الطويل المموج الذي زينته بفصوص فضية رقيقه.. وفمهاا الذي وضعت عليه احمر شفاه ناري وهي تتخيل رده فعل رائد بعد أن يراها هكذا... بعد أن قال لها " طبعا انا عارف انك هتروحي الحفله انتي والبتاع اللي اسمه عابدين دا بس انا اللي هوصلك تحت إذن حضرتك يعني...اياكي تلبسي قصير...تفردي شعرك...تحطي اي مكياج...ومتكلميش حد وياريت تخرجي بعبايه سوده.. اواقولم متخرجيش اصلا.. عشان لو شوفتك غير كدا...هولع فيكي يا حبيبتي "
استفاقت من شرودها وهي تنظر لنفسها في المرأه وتبتسم بثقة..لتسمع أبواق سيارات فالاسفل لتأخذ حقيبتها الصغيره الفضية اللامعه بقوه وهي تتوجه إلى الأسفل والقصر متفرع تماما بسبب خروج عاصي ونوم رفيف وتسنيم التي لا تعرف أين هي واخيرا رائد الذي لم يرجع للمنزل من الصباح الباكر حتي الآن.
كانت تمشي بثقة نحو عابدين الذي كان يتحلى ببدله رسميه وهو يستند على عربته ويبتسم لها..ولكن داخلها بعض الخوف والتوتر لا تعلم لماذا؟
لتذهب له وهي تحتضنه برفق كما تعودت وهو يحتضنها قائلا: حقيقي...اول مره اشوف القمر طالع بليل.
لتضحك هي برقة على مرحة الدائم ولكن اختفت ابتسامتها سريعا وتحول وجهها إلى ملامح الصدمة وهي ترى رائد يقف أمامها وعينيه حمراء كفيلة بأرهاب أعتى الرجال.
لتقضي على توترها سريعا وهي تشعر أن هذه فرصتها لتأخذ بثارها منه.
لتتسمك بذراع عابدين المسكين الذي لا يعلم ما سيحل به الآن وهي قائله لرائد بعد أن التفتوا مقابله قائله بثقة وابتسامه: هاي رائد... كويس انك جيت دلوقتي...احب اعرفك...عابدين.!!

همسات رائدهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن