التفتت شادن إلى مصدر الصوت بفزع وهي تتنفس بصوت عالي وتضع يدها على قلبها لتحاول تهداته.
لينظر لها رائد وهو يضع يديه بجيوب بنطاله ببرود وينظر لها بتهكم وابتسامه سخرية قائلا لها: اهدي اهدي... شوفتي عفريت ولا اي.
لتنظر له بسخط قائله: اسخم...انت هنا من أمتي...بعد كدا ابقا اعمل صوت مش هفضل اقولك كتير ابقا اعمل صوت بلاش جو الرعب اللي بتعيش الناس فيه دا.
لينظر لها ببرود وغضب ثلجي قائلا لها وهو يتقدم منها ببطئ: ولو معملتش...عايز اعرف تهديد وخططك بأني لو معملتش اللي انتي عايزاه هتعملي أي...بتشوقيني مثلا؟
لتتقدم منه هي الأخرى ببطئ قائله بثقة وهدوء: انا مبهددش انا بعمل...واظن أن واحد زيك ميجيش معاه كلام... لازم أفعال وبما اني مش بهدد ولا من النوع اللي بيتكلم وخلاص زي ما انت اكيد عارف...اوعدك اني بعد كدا هعمل معاك تصرفات متعجبكش ابدا.
ليقول لها هو بابتسامه لزجه مستفزه: أمم..زي ما هتعملي مع عابدين كدا.. ولا هتتوصي بيا شويه اكمني كنت حبيب القلب..ومازلت على فكره.
وفور انتهاء كلماته كان يهم بمد اصابع يده يتلمس ووجنتيها الذي اشتاق لنعومتهم حد الجنون.
ولكن قبل أن تلمس يده وجهها كانت هي تمسك يده قائله بتحدي وصوت عالي بعض الشئ: اولا انتي متقارنش نفسك بعابدين.. هو فين ونت فين...هو أبعد ما يكون عندك وعن تصرفاتك الزفت.. وتاني مره اعرف بتقول اي وبتكلم ازاي عشان متندمش بعد كدا...يلا من غير تصبح على خير.
لتهم هي بالصعود على الدرج وهي تمر من جانبه ولكن قبل أن تبتعد عنه كان يمسك معصمها دون أن يلتفت لها قائلا بهدوء وصوت خافت: لي بتعملي فينا كدا...لي بتعامليني كدا...لي بتحطي الفوارق دي بيننا...احنا عمرنا ما كنا كدا..!
لتبتسم له هي بسخريه وصعوبة قائله بدموع: انا معملتش حاجه مقارنته باللي كنت ببقا حاسه بيه...اللي انت فيه دا انا كنت عايشه فيه سنين وسنين زمان من غيرك.
لتقف امامه قائله وكأنها اول مره لها أن تستوعب تلك الحقيقة التي أمامها: ا انت سيبنتي.
لتنظر له بصدمه وهي تبدأ بضربه على صدره مره تلو الأخرى قائله: انت سيبنتي.. انت سيبنتي فعز ما انا كنت محتاجلك... قولت كام سنة وتيجي ونت مفيش...مجيتش غير لما افتكرت... مكنتش بتسأل عليا...مكنتش عارف عني حاجه...سيبتني أكبر لوحدي مش زي ما انت كنت هتربيني على ايدك حسب وعودك طول حياتنا...انا بكرهك..بكرهك بحق ما كنت محتاجلك وبموت...بحق كل دمعه نزلت مني ونا مستنياك تجيلي ولو حتى بطيفك ونت ناسيني...بحق كل حرقه قلب وكل ليله ويوم وساعه عيشتهم فغذاب بسببك..انا بكرهك اوي.. بكرهك.
احتضنها هو فور ما انتهت من حديثها وهي تبكي بقوة وتدفعه للابتعاد عنها ولكنه ابي عن الابتعاد.. ليقول لها هو بأسف وهو يدفن وجهه بعنقها: انا اسف..اسف كنت بحسب كدا همحي حبك من قلبي..كنت بحسب كدا هنساكي طلعت انسى روحي ومنساكيش...انسي نفسي ومنساش صورتك المحفوظة فقلبي..بحبك اد كل ليله اتعذبتها فبعدك وعن كل دمعه نزلت مني ونا بحاول انساك ومشتاقلك بجنون ومش قادر ولا عارف انساكي شادنتي..بعشقك..كلامي كفيل يخليكي تصدقيني شادن.. انا عمري ما كنت ضعيف ومسلوب الاراده بالدرجة دي قدام حد... إلا انتي.
لتبكي وتبكي وتبكي داخل احضانة.. هي لم تبادل عناقه الساحق الذي ألم ضلوعها بفعل قوته..ولكن يكفي أن تكون بأحضانه لفتره.
انتهت من بكائها لتجمع شتات نفسها قائله وهي تدفعه بعيدا عنها: اوعا تنسي نفسك انت دلوقتي حيالله ابن خالتي.. فتطمعش فأكتر من كدا... في ناس تانيه محفوظلها أماكن أفضل.
لينظر لها بعدم فهم وغيره قائلا لها: مش فاهم سيادتك...ناس مين وأماكن اي اللي محفوظالهم..افهمي كلامك كويس قبل ما تقوليله.
لتنظر له بثقة بعد أن ازيلت آثار دموعها قائله: انا فاهمه كلامي كويس..انت بس اللي مش فاهم أو بتتصنع عدم الفهم...مكانه مثلا زي مكانه حبيب...زوج..شريك عمر.
ومن دون تفكير فيما سيحدث بعد ذلك وهي تقول بقوة وشجاعة لم تعتادها من قبل كانت ترد قائله: وشخص مثلا زي...زي عابدين!
لتركض هي من أمامه قبل أن يستفيق من صدمته التي توقعته بها الآن قائله: أظن انا كدا رضيت غرورك وجاوبت على اسالتك... باي.
لتركض من أمامه متجهة إلى غرفتها تاركاه بصدمته وحيرته بمفرده في بهو القصر.
مر اليوم كامل بسلام حتي جاء عصر اليوم مما تجمع كل من تسنيم ورائد وعاصي وشادن ورفيف الذي يلاحظون التوتر بين معاملة شادن ورائد أو تهرب كل منهم من الاخر وحفاظا على عدم تلاقي اعينهم..
ليقطع غدائهم أو وصلة صمتهم بمعني ادق دق نعل رجالي في الأرض لينظرون جميعهم إلى مصدر الصوت ليجدون أمامهم رجل في بداية الخمسون من عمرة يتميز بطول القامه بالطبع كحفيده الأكبر...لم يظهر عليه الشيب ابدا بقبعته السوداء ونظارته باهظة الثمن وسجاره الفاخر وبذلته من أرقى واغلى البراندات...
ولما لا فهو عدلي صفوان من أغنى أغنياء الإسكندرية ومصر باكملها تقريبا قائلا لهم ببرود: مفيش ترحيب بعدلي باشا...مفجأه حلوه مش كدا..!
أنت تقرأ
همسات رائدها
Любовные романыتركها...تركها لسنوات طويله وهجرها وترك قلبه وعقله ووجدانه معها...وبعد سنوات من غيابه قرر العوده لها وارجاعها له حتى لو بالقوه...ليجد كل شئ كما تركه وأفضل.. إلا من شئ واحد وهو أهم شئ.. مما جعله في صدمه من شادنته.. صغيرته الخاصة به التي تكاد أن تفقده...