اتجه عاصي وبعض الحراس إللي عابدين المنفزع والمنصدم من وجودهم ليقول لعاصي بهلع و وخوف: انا معملتش حاجه.. معملتش.
ننظر إلى رائد الذي ذهب إلى شادن الفاقد للوعي أرضا ليس بها أماكن بجسدها الا وهي بها كدمات وتنزف بشده مما جعل وجهها شاحبا ابيض كالموتي..شفتيها بيضاء وتنفسها يقل رويدا رويدا مع دقات قلبها الخافته التي كادت أن تسكن بخزي مما كانت به من رعب وظلم الان.
ليقول لها وهو يتحسس وجهها ودموعه تنزل على وجنتيها: شادن متسيبنيش لا...عشان خاطري متسيبنيش.
ليضعها برفق على الأرض وهو يتجه إلى عابدين المنصدم كما كان قائلا له وهو ينظر له بغل وقسوة العالم: اعمل حسابك هتدفع تمن دا غالي... هتدفع تمن كل حاجه أضعاف ما انت متخيل.. ومش هسيبك عايش لحظه تتهني..هتموت بالبطيئ.
وفي لحظة قست نظره عابدين واصبح جامدا باردا ليقول له بصراخ وهو يحاول أن يفلت من الحوائط البشريه الذي يكتفونه ويصرخ بهستيريه: انت اللي عملت كدا ...سيبتها وجاي تدور عليها دلوقتي..بعد ما سيبتها وعذبتها جاي ترجعلها... انا بحبها.. انا استحقها اكتر...انا حبيتها بجد مش زيك لعبت بيها وضحكت عليا وبعدين رميتها...انت حقير ووسخ وزباله...انت جاي تأخذها مني بعد ما لقيتها.. بعد ما اخيرا خليتها جنبي بعد ما كنت هموت عليها من ساعه ما دخلت المستشفى ونا بحاول اتقرب منها وهي تصدني ويوم ما نقرب انت تيجي وتبوظ كل اللي بخططله من سنين.
لينظر له رائد ببرود ثم يشير إلى الحراس وهم ياخذونه خارج المخزن إلى مكان مجهول بالنسبه لعابدين.
ليقول عابدين بصراخ وهو يُجر من الحراس حتى يسمعه رائد: هتندم.. هتندم وهندمك ع اليوم اللي فكرت تتجوزها فيه أو تقرب منها من تاني.
تجاهله رائد تماما ثم توجه إلى شادن التي استعادت وعيها بنسبه غير ملحوظه.
لتقول له وهي تحاول جاهدة أن تخرج صوتها وتضع يدها وجنته قائلا له بهمس: اخيرا ج يت...ا اتمنيت تيجي كتيرر.
ثم تبتسم بتعب وهي تغلق عينيها وتغيب عن الوعي مره اخرى.
ليحملها رائد سريعا متجه إلى سيارته وخلفه عاصي الذي قال للحراس أن يبقى في هذا المخزن لحين أمر منه قائلا له: نفسها بيقل كل شويه يا رائد..لازم نلحقها.
ليقول له رائد وهو يصعد فالكنبه الخلفية وعاصي هو من يقود السيارة بسرعه جنونيه: اطلع بسرعه على أقرب مستشفى...بسرعه يا عاصي بسرعه.
ليوما له عاصي ويزيد من سرعته اكتر.
في المستشفى.
يقف رائد مع عاصي يمر ذهابا وإيابا بتوتر وخوف حد الموت من شادن الذي توجد فغرفه العمليات منذ أكثر من ساعه ومعه عدلي ورفيف.
ليرن هاتف عاصي برئيس الحرس معتز ليرد عليه عاصي قائلا: ايوا يا معتز.. خير.
ليقول له معتز بصوت خافت واحترام: حضرتك احنا اخدنا عابدين لفيلا الطريق الصحراوي المهجوره لو حضرتك عارفها وسيبت كام واحد من رجالتي موثوق فيهم يشوفوا اي وضع المخزن دا ومشبوه ولا تمام عشان لو مشبوه نشوفوا تبع مين و يتهد.
ليرد عليه عاصي قائلا: تمام فين المشكله.
ليقول معتز: حضرتك المشكله ان انا كنت بحسب حضرتك ورائد باشا فالقصر ولما روحت ملقتش غير تسنيم هانم بتلم شنطها وماشيه ونا دلوقتي بعتتيلها واحد يوقفها وهي عماله تصوت وتزعق...اعمل اي؟
لينظر هنا عاصي إلى رائد ليلاحظ رائد وينظر له نظرة بمعنى ماذا؟
ليعطيه عاصي الهاتف وليقص عليه معتز مشكلته ليقول له رائد بشر: خدها واحبسها مع عابدين...ونا هتصرف معاهم.. وخلي دا فأوضه وهي فأوضه.
ليغلق الهاتف فور ما رأى الطبيب يخرج من غرفة شادن ليقول هنا رائد بفزع وخوف وجميعهم يلتفون حوله: اي.. شادن كويسه؟
ليرد الطبيب وهو يتنهد باسف قائلا: استاذ رائد...مش عارف اقولك اي بس هي مش هتفوق دلوقتي...هو بس سؤال حضرتك متجوزها صح؟
ليوما له رائد بشده قائلا: ايوا فعلا.. شادن مراتي...لي..شادن سليمه؟
ليفهم الطبيب مقصده قائلا بسرعه: متقلقيش اه سليمه.. انا بس بقول لأن هي كانت مخطوفه وبما أن جسمها كلوا كان بينزف وكدا قولت مثلا ممكن تكون اتعرضت لاعتداء لكن هي سليمه.. اتطمن محدش جه جنبها.
ليحمد رائد ربه داخله قائلا: طب هي هتفوق امتى أو الجروح اللي فيها دي اي وضعها.
ليرد هنا الطبيب بلهجة تقرير: الجروح اللي فجسمها هتاخد كام يوم وتختفي حتى مش هتعمل مكانها إثر هي والكدمات كمان لأن من حسن حظها كلوا سطحي..حتي الشئ اللي اتعرضت للضرب بيه شئ هش وميعملش حاجه وسبب اغمائها دا إجهاد وضعف َطبعا من نتيجه انها اتعرضت للحظات صعبه وكل حاجه اتجمعت مع بعض وعملت الأثر اللي هي بتعاني منو دلوقتي...لكن هتفوق امتي دي بتاعه ربنا.. شادن نايمه لأنها خايفه وبتهرب من حاجه...هي مش فغيبوبه.. هي بس نايمه نومه طويله ومحتاج تتطمن مش اكتر..خليكوا عارفين انها لما تفوق هتبقا فصدمه تقريبا واستعدوا منها على أي رده فعل هي ممكن تقوم بيها...ادعولها.
ليربت على كتف رائد وهو يتجه إلى مكتبه.
لينظر رائد لآثار بتعب وهو يتنهد ويمسح وجهه بكفوف يده.
لينظر إلى رفيف التي تبكي بقوة وهي تضع يدها على وجهها وحولها عدلي وعاصي يهدؤنها ولكن باتت محاولتهم بالفشل.
ليتجه إليها يربت على خصلاتها بحنو اخوي قائلا: خلاص يارفيف اهدي هي هتبقى كويسه...اهدي.
لتهدا رفيف قليلا قائه: انا عايزه اشوفها.. عايزه اشوفها يا رائد.
ليوما لها وهو يسحبها من يدها وخلفه عاصي وعدلي الصامت تماما يتابعهم بصمت.. ليسال رائد الممرضة اذا كان مسموح أهم بالدخول أو لا..ليقول له مسموح وهو يتجه إلى الداخل ويترك رفيف مع شقيقتها وهو يقف مع عاصي وعدلي بالخارج.
ليقف رائد بقسوة بجانب الغرفه وهو يشعر يوقوف عاصي وعدلي أمامه ليقول عدلي بهدوء: ناوي على أي يا رائد... انا ما صدقت اتجمعتوا مش عايزكوا تتفرقوا تاني؟
لينظر له رائد بغموص قائلا: كل خير...كل واحد هياخد حسابه تالت ومتلت ومش هسيبهم يا عدلي..ريح نفسك مش هسيبهم.
ليقول هنا عاصي بمسايسه محاولا تهداه رائد قائلا: طب بص اسمعني...لو شادن قالتلك متعملهمش حاجه عشان خاطرها وسيبهم...هي اكيد هتبقا خايفه عليك واحنا كمان.. ونا متأكد انها لو فاقت هقولك كدا يبقا سيبهم.. احنا مش عايزين تتاذي معاهم..دول شر.
لينظر له رائد بقوة قائلا بوجع: شوف...وحيااه شادن المرميه جوه بين الحيا والموت.. وحياه قلبي اللي بيتفتفت ونا شايفها فالحاله دي ومش عارف اعملها حاجه منا سايبهم.. اقفل الموضوع يا عاصي دلوقتي.
ليكاد عاصي أن يتحدث ولكن بضغطة من عدلي على يده جعلته يصمت تماما ويتاكد أن قله الحديث معه افيد.
عند رفيف.
تمسك رفيف يد شادن الشاحبة قائله وهي تبكي: يلا بقا يا شادن.. مش عايزه اشوفك كدا.. من أمتي ونتي بالضعف دا.. انا كنت باخد منك قوتي.. انتي كنتي مصدر الحنان والعطف ليا...وامي واختي وصحبتي وكل حاجة ليا.. قومي عشان خاطري...مينفعش تعملي فيا كدا...مينفعش تكسريني بالطريقه دي..مينفعش.
تستند على يدها وهي تبكي بقوة. ليدخل عاصي وعدلي الغرفه. ليمسك عاصي يد رفيف وهو يخرج معها ويحتضنها قائلا يهمس: خلاص بقا يا حبيبتي.. هتبقا كويسه اهدي بقا.
لتحتضنه هي الأخري بقوه وهي تبكي قائله: انا خايفه عليها اوي...هي هتفوق امتى ولا مش هتفوق اصلا؟
ليربت الآخر على خصلاتها قائلا: أن شاء الله هتفوق انتي بس متعيطيش.. عشان خاطري.
لتومأ له وهي تتجه إلى المقعد وتنظر أمامها بحسره.
وكل واحد منهم به الكثير من الأفكار داخل عقله ولا يقوى على الحديث.
مر يومان بالتحديد.
كل يوم رفيف بالصباح مع شقيقتها وعدلي معها ويأتي في المساء عاصي ورائد بعد رجوعهم من الشركه ويتجمعون معها.
وفي يوم يجلس رائد بمفرده في غرفة شادن يمسك يدها البارده يقبلها بقوة قائلا بصوت مبحوح: شادنتي...حبيبي وحشتيني اوي...حياتي من غيرك ملهاش طعم... اتفقنا اننا مش هنسيب بعض ونتي غدرتي بيا ينفع.. دوقت طعم الدنيا من غيرك تاني.. اتحرمت منك تاني... كنتي قدامي ومش عارف اعملك حاجه ونا شايفك تعبانه وبتموتي قدامي... بحبك وهفضل عمري كله بحبك... ارجعي بقا عشان خاطري... انا مش هفضل كتير كدا..قلبي بيتقطع من غيرك انا مفيش... انا اتحرمت منك كفايه ارجعي بقا.
ليشعر بيدها تتحرك بين كفه الكبير ثم تسكن للحظات وهي تفتح عينيها بعدم وعي.
ليقوم رائد من الكرسي الذي كان يجلس علية بصدمة وفزع وهو ينظر لها وهي تنظر له لدقيقة.
وهي تحاول تذكر ما الذي يأتيها هنا وما هي الحالة التي توجد بها الآن.
وتتذكر ثم تبكي بقوة وتشهق وتضع يدها على وجهها. ليحتضنها رائد برفق لجروح جسدها قائلا لها: بس يا شادن... شادن اهدي انتي معايا... انتي كويسه مفيش حاجه...اهدي وبطلي عياط طيب.
لتنظر له هي لأول منذ استفاقتها لتحتضنه سريعا وهي تبكي وتشهق بقوة قائله: رائد...هو خطفي... هو فضل يضربني ونا محستش بحاجه...هو اكيد هنا وهيرجع تاني...تسنيم كانت معاه...هي الي قالتله يعمل كدا.
ليحاول هو تهداتها كم الحديث التي تتحدث دفعه واحده وهو ينظر في عينيها بقوة مستشعرها وجوده: شادن.. اهدي.. خلاص انتي معايا انتي فامان معايا... بطلي عياط واهدي انتي كويسه...اهدي.
لتومأ هي له بالموافقة وهي تاخد نفسا عميقا وتحاول تهداته أنفاسها مره تلو الأخرى.
لتهدا ثم تنظر لرائد ناويه الحديث ليقول رائد قبل أن تتحدث وهو يقبل كف يدها: انا عارف اللي حصل..عارف كل حاجه... اهدي وهو دلوقتي عندي...ومتخافيش مش هيرجع تاني... مش لازم تخافي طول ما انتي معايا..انتي دلوقتي فحضني اهدي.
لم يكاد ي كمل جملته الا وقد دلفت رفيف تهرول إلى شادن ثم عاصي ثم عدلي.
لتقول رفيف بفزع وهي تبكي بقوه وتحاضن شقيقتها: شادن.. كدا تلقينا عليكي...كدا ينفع برضو يا شادن...انتي احسن دلوقتي...انتي كويسه يعني.
لتقول لنا شادن بهدوء وهي تمسح دموعها هي الاخري: انا كويسه...خلاص متعيطيش انا كويسه.
لتجلس رفيف جانبها وهي تحتضنها وتقبل يدها بقوه.
ليقول هنا عاصي ثم عدلي: الف سلامه عليكي ياشادن... ان شاء الله هتبقى كويسه متقلقيش.
عدلي: الف سلامه عليكي يا بنتي.. خلاص انتي دلوقتي معانا متقلقيش من أي حاجة.
لتومأ لهم شادن بابتسامه مرتعشه وهي تنظر إلى رائد الذي يطمئنها بنظراته.
مر الليل بسلام وجميعهم ملتفوقن حولها وهي نائمه يطمئنون عليها.
حتى جاء الصباح ونزل كل من عدلي ورفيف وعاصي ليجلبوا لهم افطارهم وبعض القهوه لحاجتهم.
ليجلس رائد بجانب شادن التي تنظر له بهدوء قائلا: حبيبي انا سالت الدكتور امبارح ونتي دلوقتي كويسه...انتي هتخرجي انهارده تمام.
لتومأ له شادن وهي تستند على كتفه قائله بخوف: رائد انا خايفه...عايزه اطلب منك طلب.
ليلتف زراع رائد حولها بحماية قائلا بصوت هامس مبحوح: خايفه من أي حبيبي انا جنبك.. شاوري اي طلبك؟
لتتنهد هي قائله وهي تحتضنه بقوة وهو ايضا: خايفه عليك...وطلبي انك.. ت تسيب تسنيم و عابدين لو انت حابسهم.
ليبتعد عنها ببطئ مُناظرها بصدمة قائلا: بعد كل دا عايزاني اسيبهم يا شادن.. بعد كل البهدلة اللي اتبهدلناها دي عايزاني اسيبهم.
لتقول له ببطئ ومسايسه: اهدي.. احنا كويسين كلنا ونا كمان كويسه...اانا عايزاك جنبي...انا خايفه عليك مش اكتر... حقي وربنا هياخدهولي منهم لكن انت متعملهاش حاجه وسيبهم... دول شر صدقني..انت تعرف تسنيم اكتر مني انا مش هتكلم عليها لكن انا عارفه عابدين.. مش هيسكت.
لينزل بيدها بقوة من على كتفه يقول بعصبيه زائده: لا يا شادن... مش هسيبهم... وحياتك منا سايبهم حتى لحظه يتهنوا ومتقوليش سيبهم تاني.
لتنظر له بهدوء مُقلق قائله: يعني مش هتسيبهم يرائد.
ليوما لها وهو يشعر بأن عقله يعجز عن التفكير كلما تذكر الحالة التي كانت بها شادن.
لتبتلع هي لعابها استعدادا لما ستقوله لتتنهد هي قائله بصوت مرتعش: طيب يا رائد بما انك مش عارف مصلحتك...يا تسيبهم وتفضل معايا...يا يفضلوا معاك وتسيبني لاني مش هسمح انك تضيع وتدمر نفسك عشان ناس زي دي ونا واقفه ساكته وبتفرج عليك!!
أنت تقرأ
همسات رائدها
Romanceتركها...تركها لسنوات طويله وهجرها وترك قلبه وعقله ووجدانه معها...وبعد سنوات من غيابه قرر العوده لها وارجاعها له حتى لو بالقوه...ليجد كل شئ كما تركه وأفضل.. إلا من شئ واحد وهو أهم شئ.. مما جعله في صدمه من شادنته.. صغيرته الخاصة به التي تكاد أن تفقده...