نظرت له تسنيم بصدمة قائله: رائد انت عايش تقريبا نص عمرك فسويسرا... وعمرك ما قولتلي أن بلدك مصر.. اسكندرية رائد.
لينظر لها رائد بهدوء قائلا: بابا وماما ماتو هناك بعد ما سافرت على طول وبعد ما بابا سلمني الشركات واستقال...واخويا عاصي هناك والمفروض اكون جنبه. لتنظر له بذهول قائله: رائد انت... انت عمرك ما قولتلي أن عندك اخوات حتى... دا احنا أقرب صحاب احنا بيست فريند.
لينظر لها رائد بسخريه وهو يقول بنبرة لا تحتمل نقاش: هرجع لاخويا وبنات خالتي.. واديكي عرفتي اهو أن عندي عيله ومحتاج يمني وعايز ارجعلهم...وحضري نفسك لو هتسافري معايا لاني فخلال بكره هكون فطايارتي لمصر...انا نقلت كل الشغل اللي هنا لمقر الشركات اللي فأسكندريه...ولو هتيجي معايا ياريت بسرعه لأن معنديش وقت.
لتنظر له بهدوء قائله: تمام تمام...انا لازم اكلم ماما الاول لأنها فسفريه لأمريكا وبعدين هشوف لو هاجي معاك.
ليقول لها رائد وهو يلملم مقتنياته ويتركها بمفردها في مكتبه: تمام..ياريت بسرعه متتاخريش.
عند شادن.
كانت تجلس بشرود في مكتبها معطيه ظهرها للباب بعد نهاية يومها الحافل وهي تدلك رأسها بتعب.
لتشعر بشخص يدلف للغرفة وهو يمشي ببطئ على أطراف أصابعه ويضع يديه على عينيها قائلا بمرح: عووو انا مين؟
لتقهقه شادن على طفولته ومرحه الدائم لتقول وهي تلتفت: العفريت.. اقعد يا عابدين اقعد بلاش هبل انت بتقلب طفل بعد ما الأطفال يمشوا... ما تخليك طفل وهما قاعدين.
ليقول عابدين بعد أن جلس أمامها على كرسي المكتب: لا يبنتي والبرستيج اعمل فيه اي ولا اوديه فين.
لتقول هي وهي تبتسم ابتسامة جميله: لا لا عندك حق...الاطفال يقولوا عليك اي برضو.
ليبتسم لها الآخر قائلا: هتروحي ازاي.
لتقول له بهدود: هطلب اوبر أو أي حاجه مش هغلب يعني.
ليقول لها: لا يلا انا معايا عربيتي...تعالي هروحك.
لتنظر له بامتنان قائله بمرح: راجل...راجل بجد مش هيسيب بنت تمشي لوحدها وتتبهدل فالمواصلات.
ليقول لها وهو يصطحبها خارج المشفي: طول عمري راجل يبنتي... نعدي على رفيف نجيبها ولا اي.
لتقول له بنبرة عاديه: لا هي هتخرج مع صحابها انهارده بعد محاضراتها.
ليومأ لها وهم يكملون طريقهم.
عند رفيف.
تمسك هاتفها تضغط على أرقام منتظره الرد بتوتر وهي على مسافة بعيدة بعض الشئ عن اصدقائها.
ليرد عليها الخط قائلا: نعم.
لتبتسم رفيف وهي تقول بصوت متوتر: عاصي عامل اي.
ليقول عاصي بنبرة متعجبه بعض الشئ: كويس..في حاجة ولا اي.. أول مرة تتصلي بيا.
لتقول له رفيف بسرعه: لالا مفيش حاجه...بس انا كنت عايزه اقولك ان.. ان أنا واصحابي هنتأخر شويه.
ليقول لها: أمم..هتتأخري لي أن شاء الله.
لتقول له وهي تبتلع لعبها بتوتر: ا آحنا واحنا قاعدين فالكافيه قابلنا شله صحابنا مقبلناهمش من زمان...فهنقعد مع بعض شويه...ماشي ولا اي؟
ليطول صمته ورفيف تنتظر رده بتوتر ليقول بعد طول صمت: ابعتيلي اللوكيشن بتاعك عشان لو اتأخرتي اعرف انتي فين بالظبط واجي اخدك..دا بعد اذن الهانم طبعا.
لتومأ له سريعا وهي تقول: حاضر حاضر...شكرا يا عاصي باي.
ليغلق الهاتف معها وهو يتنهد بضيق قائلا داخله: اهدي يا عاصي...انت قولت هتتغير مش هتخنقها انت مش هتخنقها.
عند رائد يجلس على فراشه بضيق وهو يفكر بها...كيف حالها الان...اتتذكره...اتفكر به مثل ما يفكر بها...ايتأرق نومها بمجيأه في أحلامها مثل ما تفعل معه في احلامه...اتتخيله بين احضانها مثل ما يتخيلها بين أحضانه يشبعها تقبيلا يفعل بها ما يحلو له... لتخطر في باله فكره ويجد نفسه يمسك هاتفه ويهاتف رقم منتظر رده بتوتر.
ليرد عليه الرقم قائلا: اي ياروحي...اكيد مش قادر على بعدي بتتصل بيا مرتين فاليوم بعد ما كنت بتتصل بيا كل شهرين مره...لا في تطور جامد.
ليسكته رائد قائلا: دمك تقيل... ومش متصل عشان سواد عيونك يا حلو امك انت..انا متصل عشان اقولك اني هاجي كمان كام يوم.
ليقول له عاصي بصدمه: هتيجي فين..؟
ليقول رائد بضجر: هاجي اسكندرية يا عاصي بطل غبائك دا... وهنقل كل الشغل اللي فسويسرا لاسكندريه وبالنسبه لإدارة الشركات والشغل والصفقات اللي بتتصدرلها هخلي اي حد مالموثوق فيهم هنا يكون هو رئيس مجلس الاداره فغيابي.
ليقول عاصي بتفهم: ماشي ربنا يرجعك لينا بالسلامه.
ليقول هنا رائد بصوت خافت وبتوتر: عاصي.. هي عامله اي؟
ليقول عاصي ببرائه مزيفه: بتتكلم عن مين يا حبيبي...اه رفيف..اتطمن يا حبيبي دي فعنيا ونت عارف مش محتاج توصيتك يعني اتطمن من ناحيتها.
ليقول هنا رائد بعصبيه: عاصي انت عارف انا بتكلم عن مين متعصبنيش انا هولع لوحدي.
ليقول هنا عاصي بشبه ضحكه: خلاص خلاص متتعصبش اسف..هي كويسه يرائد متقلقش.
ليقول رائد بشرود: خلاص يا عاصي كل حاجه لازم ترجع زي الاول...انا مبقتش قادر ع الغياب اكتر من كدا.
ليقول عاصي بتفهم لوجع شقيقه: لازم ترجع اصلا يا رائد... ومش من دلوقتي ولا من كام يوم لا دا من زمان ونت كان لازم ترجع...غيابك مأثر فينا كلنا وبالذات هي وللأسف مبينة للكل انه عادي وكاتمه وجعها ومش بتبين..لازم ترجع.
ليومأ رائد وكأنه يراه قائلا: هانت يا عاصي هانت.. يلا سلام.
ليغلق معه الهاتف وهو ينظر بشرود أمامه غارقا بأفكاره شاردا فالمقبل عليه.
أنت تقرأ
همسات رائدها
Romanceتركها...تركها لسنوات طويله وهجرها وترك قلبه وعقله ووجدانه معها...وبعد سنوات من غيابه قرر العوده لها وارجاعها له حتى لو بالقوه...ليجد كل شئ كما تركه وأفضل.. إلا من شئ واحد وهو أهم شئ.. مما جعله في صدمه من شادنته.. صغيرته الخاصة به التي تكاد أن تفقده...