عند شادن وعابدين.
تجلس شادن شاردة بجانب عابدين الذي يقود السيارة بأنتظام وهدوء.
لتقول مره واحده بضجر وصراخ: اي يا عابدين في اي... انت رابع مره تعدي من قدام نفس السوبر ماركت دا انت عمال تلف لي.
ليقول عابدين بذهول: انتي بتهزري صح...انا اول مره اشوف السوبر ماركت دا اصلا.
لتقول له شادن بعد أن هدأت قليلا: يعم يلا احنا بقالنا فوق الساعه بنلف.
ليقول لها بعد أن استفاق من ذهوله قليلا: ايوا ايوا...ثواني وهتكوني واصله لبيتك ولا يهمك.
لتومأ لن وهي تمسك هاتفها ناويه أن تحادث رفيف ولكنها وجدت الخط مغلق.
لتحاول معها مرار وتكرارا ولم تجدي نفعا ليلاحظ عابدين ضيقها ليسألها بتوجس قائلا: في اي عماله تتنهدي ومش مظبوطه...مالك.
لتقول له هي بقلق: بتصل برفيف فونها مقفول مش عارفه ولا مفيش شبكة ولا اي.
ليقول لها محاولا تهداتها: خلاص اهدي ممكن يكون فصل شحن... تحبي نعدي عليها نتطمن عليها...هي قاعده فكافيه اي؟
لتقول له بعد أن تذكرت وهدأت قليلا: بس خلاص هو عاصي اكيد كلمها أو عدي عليها ياخدها... هو يستحيل يسيبها بالوقت دا بره الا لو هي كانت قايلاله أو معرافة المكان يروح يجيبها.
ليومأ لها وهو يستكين قليلا لم يلبث بعض دقائق حتى وصلوا إلى المنزل قائلا: خلاص وصلنا.
لتقول له شادن بنبرة عاديه: تعالى اطلع معايا ممكن تكون نانا فريده جارتنا عندنا اصلا عشان هي دايما بتقعد معانا فالوقت دا...تعالي شويه.
ليقول لها: لالا انا مقتول عايز انام وبعدين رفيف مش فوق وانا مضمنش أن فريده تكون فوق..اطلعي انتي وانا هروح انام مش قادر...يلا تصبحي على خير ومتتاخريش بكره.
لتومأ له وهي تضحك وتترجل من السياره وتدخل إلى منزلها: ونت بخير...ومتخافش مش هتاخر.
عند عاصي.
يقف أمام المكان الذي توجد به رفيف دون علمها في عربته الخاصه وهو ينظر أمامه بعصبيه منتظرها..ومن ثم يراها تخرج من باب الكافيه وهي تضحك مع شاب ومعها أصدقائها البنات.
لينظر لها بصدمة محاولا استيعاب ما يراه ليترجل من السياره وهو يقف أمامها بهدوء محاولا تظبيط أنفاسه التي علت بسبب أنفعاله الشديد قائلا: مقولتيش يعني أن صحابك شباب...وكمان خارجه برا الكافيه من غير ما تتصلي بيا.
لتنظر له بصدمة وهي على وشك البكاء لتفتح فهما تكاد تبرر له فتجده يمسكها من ذراعها وهو يجرها نحو السياره يزجها بداخلها وهو يركب ويقود بجانبها.
وأصدقائها ينظرون إلى ماحدث بصدمة..فهم يفهمون علاقه عاصي برفيف وكيف بينهم حساسيه كبيره دائمهض.
عند رفيف وعاصي في السياره.
نظرت رفيف إلى عاصي الذي احمرت عيناه بشدة وبرزت عروق رقبته وايديه قائله وبعيناها دموع أبت النزول: عاصي..والله انا كنت هقولك ونا بكلمك ونا قاعده مع صحابي البنات قبل ما ييجوا الشباب.. دول كانوا معانا من ايام الثانوي والله وكا...ليقاطعها وهو ينجرف إلى أحد الأرصفة ويديه تضرب الدريكسيون بقوة قائلابصراخ: لاا مقولتليش يا رفيف ومكنتش هتقولي...انا غلطان اني وافقت اخرجك اصلا ونا عارف ان انتي ماشاء الله مقضياها ولافه على حل شعرك.
لتنظر له بصدمة اولا ثم تنهار أمامه فالبكاء قائله بصراخ: والله كنت هقولك والله....انا مكنتش اعرف انهم من ضمن اللي قابلناهم اصلا لأن صحابنا اللي قابلناهم كانوا بنات بس...وهما كانوا بره وجم قعدوا معانا ونا مكنش ينفع اقوم وكلوا قاعد..واتهامك دا انا لايمكن أقبلوا وظلمك ليا وكلامك دا انا عمري ما هعديهولك ولا هسامحك عليه...انا غلطانه اصلا اني بقولك على أي حاجه ومعتبراك زي اخويا...بس انا اللي عملت كدا وبعد كدا الوحيده اللي هاخد منها الأذن هي شادن ونت مالكش اي حاجه عندي فاهم.
ليقول لها عاصي بعد أن استودت عيناه من تشبيهه لها بالاخ: لا مش فاهم ووريني هتفميني ازاي؟ لتقول لن رفيف بصراخ: انا نفسي افهم انت بتعاملني كدا لي... انت بتكرهي لي انا عايزه افهم... دا حتى رائد اللي مبيكلمنيش الا كل فين وفين بيبقا نفسو يجيبلي نجمه من السما وبحسو بيعاملني كأني بنته الصغيره مش اخته اللي مش من دمه كمان...انت لي بتعمل معايا كدا...انت بتكرهني وبتكرهني فيك لي هاا ليييي.؟
وانهارت فالبكاء ليحتضنها عاصي سريعا وهو يدفن وجهها في صدره قائلا: بس يا رفيف بس..انتي ازاي تقولي اني بكرهك...انا مبحبش حد فالدينا ادك.
لتبتعد عنه وهي تنظر له ثم تمسح دموعها وتعدل من هيأتها وتنظر أمامها بحزن وشرود.
ليتنهد ويتحرك بالسيارة وهو الآخر يعلم أنه أخطئ واحزنها بشده..ليتحمل نتيجة أخطائه اذن.
ليصل أمام منزلها لتأخذ هي هاتفها وحقيبتها وتهم بالنزول.
ليمسك هو كف يدها وهو ينحني ويقبله برقة غير معهوده منه عليها وهو يقول لها بعد أن ابعد شفتيه عن يدها: اسف اني زعلتك يا رفيف..اسف.
لتنظر له وهي تشعر بتجدد الدموع في عينيها مجددا وهي تسحب يدها وتترجل من السياره وتصعد راكضه إلى المنزل.
لينظر هو الي خطاها بحزن وينطلق كالصاروخ إلى منزله.
ثم يأتي اليوم الموعود...اليوم الذي سيأتي به رائد من سفره بسويسرا بعد غيبه لسنوات طويله.
أنت تقرأ
همسات رائدها
Romanceتركها...تركها لسنوات طويله وهجرها وترك قلبه وعقله ووجدانه معها...وبعد سنوات من غيابه قرر العوده لها وارجاعها له حتى لو بالقوه...ليجد كل شئ كما تركه وأفضل.. إلا من شئ واحد وهو أهم شئ.. مما جعله في صدمه من شادنته.. صغيرته الخاصة به التي تكاد أن تفقده...