الفصل العاشر

2.3K 77 2
                                    


حلت الرابعه فجرا وهي تمشي خلفه خارج دوريه الشرطه مغمضه الاعين من كثره انتفاخها بسبب البكاء منكسه الرأس هي لا تقوي ان تنظر له ابدا و هو يسير امامها وتكفي صوت خطواته وتنفسه العالي لتعلم انه بأقصي مراحل غضبه وانفعاله منها كان يود لو يدور لها يجز رأسها من عنقها فهو وللمره الاولي يدلف الي دوريه شرطه ويخرج منها متهمه بسبب وساطته او منصبه ولولا ان الشرطي الذي اتخذها صديقه لكانت الان بين نساء الحجز وتتلقي الصفعات والمهانه منهم علي اكمل وجه... عندما علم كان سيتركها تأخذ جزائها ولن يهتم فهي مذنبه و لكن بالطبع الغبي الذي بداخله لا يسمح له بذلك
توجه الي العربه ليحدثها بهدؤ بالغ ولكنه ما قبل العاصفه اللتي ستهب بعد قليل
بدر:اركبي قدام
اومأت له بدون مجادله ثم دلفت للسياره بهدؤ لتراه يذهب للجهه الاخري بعدما أمر السائق ان يذهب الي بيته وانه سيوصلها لمنزلها..يمشي ببرود..يتكلم بهدؤ..لا يظهر ف صوته اي شئ يدل ع انفعاله..كل ذلك كان من الممكن ان يطمئنها اذا لم يكن بدر ولكنه للاسف بدر تعلم جيدا ان عقابها لن يكون هين ابدا
استقل السياره من ثم الطريق الرئيسي وهو يتوجه الي منزلها الذي وبالطبع لا احد به سوي الخدم فوالدها ك حاله ف رحله عمل
حاولت ان تخرج الحروف منها بارتباك بالغ وعينيها تدور اعلي وجهه تريد ان تلمح اي رده فعل
ليلي:ب..بدر ا..
بدر وقبل ان تكمل:ششش مش طايق اسمعلك صوت
بدأ كلمته بهدؤ وهو يرفع يده بمعني الصمت وانتهت كلمته ايضا بهدؤ وكأنه يصمم ان يجلد روحها خوفا
وصل الي منزلها وكانه كانت اشاره له ان يتخلي ع هدؤه قليلا وضع السياره بمكانها المخصص*الجراج* ثم نزل منها وترك بابها مفتوح ليتحرك اتجاهها بعصبيه وانفعال تراهم عليه واخيرا ليجزبها من خصلاتها تحت صراخها وترك السياره كما هي فهو لم يكن لديه صبر ل ان يغلق ابوابها او ان يجلب المفتاح منها..كان يجرها خلفه وهو يجزب حقيبتها ويأخد منها مفتاح المنزل ليدلفو اليه وبمجرد دخولهم تركها ولكن قبل ان تبتعد كان يلقي عليها العديد من الصفعات المتتاليه حتي احمر وجهها واصبح يسب
بدر بانفعال ولاول مره يجد حاله به:انتي واحده و.. متاستهليش اي حاجه تتعملك بتضربي مخدرات ي ليلي من امتي..هاا انطقي من امتي ي ...
ابتعدت عنه بصعوبه وهي تبكي بشده والصفعه اللتي كانت تهبط اعلي خديها لم تؤلمها كما تؤلم روحها وبرغم علمها انها مخطأه وبرغم كل ذلك كانت تتمرد وهي تدفعه من صدره ليبتعد عنها وتزمجر فيه بقوه وهي ترفع سبابتها بوجهه
ليلي بصراخ:ايااك..سامع اياك ترفع ايدك عليا تاني..انت مالك بيا مش من حقك تدخل ولا يبقي ليك دعوه بيا اصلا..انت مجرد حارس شخصي شغال عندي بيوديني ويجبني من مشاويري يعني ف اي وقت ممكن اقولك امشي من هنا..ساااامع شغال عندي
لم يحتمل كم الاهانه والاخطاء المتكرره ليجزبها من خصلاتها مره اخري وهو يرجع رأسها للخلف ويهدر بفحيح افعي
بدر:اخرسي..لما تبقي غلطانه تتعاقبي وانتي ساكته..دا واحده مكانك كانت تتكسف ترفع عينها ف عيني..لكن اقول اي ع واحده و.. معندهاش لا دين ولا تربيه واحده تافهه زيك
ابعدت يده عن خصلاتها بصعوبه وهي تبتعد عنه لم يكن لديها سوي الضحك ملئ فاهها وهي تمسح دموعها بكف يدها تضحك وتضحك بوقت غير مناسب ولكن ضحكاتها لم تخلو من الدموع الحارقه
بدر بصراخ:انتي شاربه ايييييه
توقفت عن الضحك وهي تنظر له ثم جزبته من يده ناحيه غرفتها وهي تصرخ به
ليلي:انا هقولك شاربه ايه
دلفت للغرفه ثم فتحت انوارها واتجهت الي درج ف الكمود بجانب فراشها اخرجت منه عده وريقات تمسك واحده تقرا ما بها ثم تلقيها بين يديه
ليلي ببكاء حاد: دي شهاده ثانوي بمجموع 98% بامتياز مع مرتبه الشرف..اما دول بقي شويه كورسات انجليزي ع الماني ع كمبيوتر وتنميه بشريه..عندك دي شهاده خبره ف سن صغير ..اما دول ف شركتين اشتغلت فيهم الكل بيشهد بكفأتي وامتيازي فيهم..دول بقي شويه جوايز وشهادات تقدير ف سباحه ع جمباز
ثم اكملت وتبقت ورقه اخيره بيدها..اكملت وكل انش بجسدها يرتعش تشعر ان العالم من حولها قد انتهي ف الاصل منذ فتره
ليلي ببكاء اكثر مخالط لعصبيه مفرطه:كككل دا حققته ومحدش كان جمبي فيه لا صاحبه ولا ام ولا اب..صحابي كلهم جمبي لمجرد اني مضافه لعدد اصحابهم موجوده وسطهم ف خروجه حلوه ولمه كدابه كل واحد بيشتم ف ضهر التاني اول ما يلف..من غير ام لان امي ماتت وانا عندي 9 سنين ملحقتش حتي اشبع منها..من غير اب اللي فاكر نفسه بشغلته ولا بسفره بره دا انه اب..انا ابويا ميعرفش حاجه عن كل الشهادات دي دا حتي ميعرفش انا جبت كام ف ثانوي..يوم النتيجه دا عمري ما هنساه كان يوم سفره بره كالعاده جبت النتيجه وفرحانه بجري عليه..ثم اكملت بسخريه..طبطب ع راسي وقالي مبروك ي حببتي وبعدين مشي حتي النتيجه فرحت بيها لوحدي من غير حد يشاركني فرحتي
ثم هدأت نبرتها ولكنها كانت تحمل جميع معاني المعاناه والاسي
..انا عارفه اني غلطت..لكن مفكرتش تسال نفسك الغلط دا كان سببه اي..لما ميبقاش حد جمبك تستشيره ف الصح او الغلط او حتي تفرح معاه بحاجه عملتها..يبقي محدش يقدر يلومك ع تصرفاتك ي بدر..فبعد كل دا ابقي فعلا تافهه؟
انهت كلمتها وهي تزيل آثار دموعها ثم جلست اعلي الفراش تتنهد وترتشف بعض قطرات المياه من اعلي الكمود واخيرا بعد طول انتظار وبعد سنوات من العذاب اخرجت ما يجيش بصدرها الذي كاد ان يطبق عليها في يوم..اما عن بدر فلا احد يسأل عن حاله الآن بعد كل الصدمات التي تلقاها بيوم واحد..كان داخله يتألم ولو قال اكثر منها لا احد يلومه وكانها جائت بروحه ثم مزقتها اربآ يردد بداخله ان كيف..كيف لتلك الصغيره تحمل كل ذلك يتلوي آلما وكأن اتي من طعنه من الخلف يود لو يشاطرها احزانها ولكن كيف يفعل
ذهب اليها بخطوات ثابته ثم جلس بجانبها وبهدؤ كان يلف ذراعه حول كتفها لتستند هي عليه وتجهش ف بكاء حار انتظرته سنوات كثيره ليكمل وهو يبتلع ما بجوفه بآسي ولكنه حاول مداراه الموقف بمزحه
بدر بابتسامه:تصدقي مطلعتيش تافهه..طلعتي ارجل مني شخصيا
ابتسمت وهي تزيل الدموع المعلقه باهدابها وتنظر له حتي تكلم هو ضاحكا
بدر:لا والنبي متسبليش بجوز العيون القمر دول مستحملهمش
ارتفعت ضحكاتها اكثر وهو يشدد من احتضانها اكثر ويرتفع بمستواه ليقبل اعلي رأسها ويكمل
بدر:حقكك عليا..انا اسف
....
كانت الخامسه فجرا وهي تدور داخل الغرفه ذهابا وايابا ماذا تفعل لا تعلم اوقفتها ارجلها عندما سمعت شئ يصتدم بالنافذه التابعه للغرفه لتذهب وهي تقطب حاجبيها لتراه يقف اسفل شرفتها ويلقي عليه الحجر حتي كادت واحده ان تصيبها لتزمجر فيه بحده
حور:اةة عيني ي بني ادم بتعمل ايه هنا
اوس:لامؤخذه مخدتش بالي..لا مفيش كنت قاعد فاضي قولت اما اتمشي شويه..متبوظيش اللحظه الرومانسيه الله يسترك بقي
ابتسمت له هي من شرفتها لتكمل وهي تستند اعلي خشبها:وجاي لي ي عم الرومانسي
اوس بنبره ذات مغزي:اطل ع القمر اللي ف الشباك دا
حور:امم..وطليت
اوس بمكر:لسه شويه بقولك اي ما تنزليلي
انفلتت شهقه من حور مفاجأه وهي تفتح عينيها ع وسعها مما تراه بجانبه انتفض لها اوس بالاسفل
اوس:ف اي هو انا هاكلك ي بت انزلي مش هتندمي
لا رد منها فقط دخلت وقفلت نافذه الغرفه..اما هو بالاسفل يحاول ان يرفع صوته قليلا يخشي من ان يسمعه احد
اوس:ي بت..ي بت بلاش الحركات دي تعالي اقولك
مصعب وهو يرتشف من كوب القهوه الخاص به ويربت اعلي كتفه معلش نادي تاني يمكن مش سامعه
اوس:مانا بناد..كاد يكمل ولكنه لاحظ من يقف بجانبه ليكمل وهو يضع يده ف جيبه ويكمل بتحذير للعدم
.واي حد تاني هيرش مايه هبلغ عنه اديني بقول اهه..اي دا مصعب حبيبي وحشتني
قالها وهو يحتضنه وقبل ان يرد عليه كان يركض من امامه مستقل سيارته هاربا من تلك العائله ليبتسم مصعب بمكر عليه فصديقه قد انزلق بشباك شقيقه فاتنته ليتنهد بحراره وهو يبتسم لشرفه حور ثم يصعد مره اخري لغرفته بعدما استأذن الدخول
كيان بعدما تركها مصعب لتبدل ملابسها:ادخل
وجدها بالداخل ترتب الادوات المسعفه بعضا من الشاش والمكركروم اعلي الطاوله لتذهب اليه تجذبه من يده تجلسه اعلي الاريكه وتجلس جانبه ليفهم ما تنويه ويقول بنفاذ صبر
مصعب:مش محتاج حاجه دا مجرد جرح شويه ويلم
كيان بسخريه:دا لما تبقي مخبوط ف رجل كنبه لكن حضرتك مضروب برصاصه لو تفتكر
ثم جذبت من يده كوب للقهوه لتحاول فك ازرار قميصه بخجل لكن حاولت ان تخفيه قدر المستطاع وهي تخبره تحت ابتسامته الماكره
كيان:ان..انا لازم ابدا انزل الجيم من بكرا بقالي كتير مروحتش ولازم اتابع الشغل
مصعب بمكر:وماله
كيان بحرج اكبر:احم ممكن تساعدني لو سمحت وتقلع القميص دا
مصعب بنظره لا تحمل اي صله للبرائه:مش قادر ي كيان ساعديني
تنهدت وهي تنتصب ف وقفتها تحاول ان تساعده ع خلع القميص الملطخ بالدماء تحت نظراته اللتي تراها كثيرا ف الاونه الاخيره داخل عينه ولكن تتجاهل قدر المستطاع لا تنوي ان تخرج خاسره من تلك المهمه لأي شئ مهما كان..او حتي مشاعرها
بدأت ف تقطيب جرحه بالقطن تحت نظراته العابثه والتي اوقعت القطن من يدها مرتين للأن لتنفخ اوداجها وهي تحدثه
كيان: اووف انت بتوترني متبصليش كده
مصعب:صعبه دي
كيان وهي تهب واقفه:طب تمام ساعد نفسك
حتي جذبها من يدها لتقع جالسه اعلي فخذيه تحت صدمتها
مصعب:كملي شغلك
كيان بصدمه:هاا
كاد يقترب منها بعيناه اكثر وهو يمزجها بخاصتها وقبل ان يقدم ع اي فعل او كلمه وجدو الباب يطرق بقوه ثم دخلت حور وهي تلهث اثر ركضها
حور بلهاث:ماما ي كيان
هبت واقفه وهي تنظر لها منتظره بقيه حديثها بخوف من القادم
***
بدر بفرحه صادقه:وانا موافق ي عدي
هبت ناديه تزغرد فرحا وراح عدي يحتضن بدر بامتنان
اما عدي فلم يكن هنالك اسعد منه الان وكأن العالم اجتمع ان يسعده واخيرا ولو حتي كان لمده يوم
عدي:بقولك ايه سيبك من الخطوبه والجو دا انا مش غريب وانتو اكيد بتشترو راجل..احنا نكتب الكتاب كمان اسبوعين
بدر بتفكير:والله انا معنديش مانع انتو ايه رأيكو
ناديه:اللي تشوفه ي حبيبي
كانت عود تمسك يد ليلي وتضغط عليها بقوه اي قران ذالك الذي يتحدثون عنه
ليلي بآلم:اةة براحه ايدك دي ولا ايد خشب
عود بغيظ:بصي ي قمر انا كلمه كمان وهنفجر ف سيبيني ف حالي
بدر:بتقولي حاجه ي عود
عود:بكح ي حبيبي بكح
بدر بتفهم:طب يلا ي ماما بقي وري ليلي اوضتها عشان نسيب العرسان شويه
اومأت ناديه وهي تجذب ليلي من يدها اللتي ستمكث معهم الي ان يعود والدها بعد فتره ف بدر خشي ان يتركها وحدها وناديه وعود كانو متفهمين حتي انهم احبوها وبعدما دلفت ليلي للغرفه بصحبه بدر وكانت ناديه تعد العشاء
ليلي:انا مش عارفه اقولك اي بجد شكرا ع كل حاجه
بدر بضحك:انتي لسه شوفتي حاجه بوشكش محفوظ بيضحي النهارده..بكرا من النجمه تجهزي وتيجي معايا المكتب عشان نكمل المقال الي مش راضي يخلص دا
ليلي بابتسامه:يااه انت لسه فاكر دانا قولت هشيل الماده خلاص
بدر:طب والنبي ف قمر كدا ويبقي سقوطه..ثم دني منها ف مشاكسه وهو يكمل..ويقولو السقوطه راح القمر جه
ناديه:يلااااااا ي ولاد العشا جاهز
بدر بفزع:الله يسامحك ي ناديه غاويه تخضيني ف اوقات غلط
ابتسمت ليلي بشده وهي تسبقه للخارج الي طاوله الطعام
...
عود:بدري اوي اسبوعين دول
عدي بمشاكسه:خاالص..انا لو عليا عايز ادخل دلوقتي
عود بارتباك وخجل:نععم
عدي:انتي فهمتي اي..قصدي ندخل شقتنا اه ي قليله الادب
عود:بص ان..
عدي:بلا انا بلا مش انا..ثم اقترب اليها وهو يمسك بيدها وتحولت نبرته الي الجديه يشوبها الحنان البالغ
..انا بحبك..ومقدرش ابعد حتي لو انتي طلبتي كفايه عليا اوي اربع سنين بحالهم انا عارف انك لسا محبتنيش بس انا اوعدك قبل فرحنا هتكوني بتحبيني زي مانا بحبك..دا اول وعد بيني وبينك ووعد الحر دين عليه
نظرت له بشك وتفكير قليلا قبل ان تومأ له بابتسامه.. هي نفسها تريد ان تعطيه جميع الفرص الممكنه تريد ان يكون هو مالكها موافقه وبلا شك كلمه تقولها داخلها مئات المرات ولكن هل نطق بها اللسان مره؟..
....
كيان بقلق وهي تحتضن حور الباكيه بين زراعيها ف السياره:اهدي ي حور خلاص قربنا
حور ببكاء:لو..لو ماتت قبل ما اشوفها مش هسامح نفسي ابدا ي كيان..ابدا
ربتت اعلي خصلاتها بايدي مرتعشه ولاول مره تشعر شعور فقد الام
كان مصعب يسابق الرياح بسيارته حتي وصلو الي المشفي الماكثه بها فريده والده كيان وحوريه
لم ينتظرو كثيرا ف بمجرد وقوف السياره انطلقت كيان وحور بحثا عن غرفتها كاد ان يدلف خلفهم ولكن آتته مكالمه من رقم غير مسجل وب مجرد ان فتح الخط..
الشخص بصوت متغير بخاصيه ف الهاتف:عمرك شكيت ف اللي حواليك..اقرب الناس يعني.. ثم اكمل بسخريه..لو بتسال انا مين اعتبرني فاعل شر..خلي بالك من صاحبك ي مصعب بدر عايز يقتلك
.......
فين التفاعل بتاع ممس

#في_قلب_الاعصار
#شهد_اكرم

في قلب الاعصار بقلم شهد اكرم (كامله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن