في قلب الاعصار بقلم شهد اكرم (كامله)

الثالث عشر

في قلب الاعصار الفصل الثالث عشر

انطفئ اشتعال الحفل الصغير بعد الكثير والكثير من الفرحه التي اكتملت بأهل النوبه من نساء ورجال وبالاخص النساء والاتي بفضلهن عود تتدلل هنا وهناك برسوماتها السوداء اعلي بشرتها المرمريه التي لم تزدها سوي فتنه وجمال فوق ما كانت عليه..ليذهب كل من مصعب وكيان وحور واوس وبدر ووالدته الي القاهره مره اخري...
كانت تتململ بالفراش بانزعاج بسبب الضوء الذي يداعب اعينها الكحيله لتفتح اعينها وكان اول ما وقعت عليه عدي..بل زوجها بل حبيبها بل الرجل الاول والاخير الذي تسلم مقاليد القلب
حاولت النهوض بهدؤ دون ان يشعر حتي نجحت اخيرا لتتسحب حتي خرجت للبيت نفسه التي لم تره الي الان وذلك بفضل عدي الذي اصر ان يدلفا البارحه من الباب الخلفي للمنزل..واول م صدر منها كان شهقه حاربت لاخفائها ولكنها فشلت تنظر مصدومه فارغه فاهها من ما تراه من عجائب الدنا السبع
احست بيديه وهي تلتفت بخبث حول خصرها وهو يستند بمقدمه رأسه اعلي كتفها ليعطي قبله صغيره بنحرها وهو يتطلع بابتسامه رضا الي الغرفه المزينه ع اكمل وجه من بالونات وورود كثيره من انواع عده ولكن تغلب عليها النوع البلدي الذي فطن بعشقها له هو والوانه الزاهيه والصريحه لم يمر اكثر من دقيقه قبل ان تلتفت اليه تحتضنه بشده وهي تمنع عيونها من ذرف الدموع..دموع السعاده التي لم تراها سوي معه وكأن بدأ العمر الجديد وتوقف القديم عند هذه اللحظه

..عندما تشعر ان المساحه اصبحت تضيق من حولك..فلا تذهب للشرفه حتي تستنشق الهواء..بل اذهب الي حبيب ينقل اليك جميع معاني الراحه التي ستوسع من حولك تلك المساحه المخذيه..

عود بابتسامه سعاده:شكرا..شكرا ع كل حاجه عملتها وبتحاول تعملها عشاني..شكرا ع وجودك ف حياتي شكرا ع ان اللحظه دي انا بعيشها معاك انت..شكرا ع كل حاجه
مسح عدي تلك الدمعات الهاربه من اهدابها بابتسامه حانيه وهو يكمل بذات الابتسامه:انا الي شكرا عشان سمحتيلي ان اليوم دا بكل تفاصيله اعيشه معاكي انتي وتكوني انتي بطلته الوحيده وانا بطله..مكنتش متخيل ان اليوم دا هيجي انا لحد دلوقتي مش مصدق الي بيحصل حوالينا دا..انا كنت بتمني بس النظره حتي لو بالصدفه..بتمني تكلميني ولو كلمه حتي لو ع اني راجل غريب..واخيرا جه اليوم الي بقيتي فيه ف حضني وبين ايديا

بدأت ان تجهش ف البكاء وهي ترتمي باحضانه تتمني ان لا تتنتهي تلك اللحظه ابدا..وف تلك اللحظه كان من الواجب اغلاق الستائر ع عاشقين بليله لم تكفي للتعبير عن عشق سيولد من رحم الآم وقسوه يمكن ان نقول عليها اصبحت من الماضي
***
ذهبت للركض بتلك الحديقه الخلفيه للمنزل بالصباح الباكر تفكر به كيف لا وهو اصبح يشغل حيز كبير من تفكيرها..تفكر والشياطين تلعب بمخيلتها وكأن الحياه قد حكمت بعدم اخماد نار صدرها ابدا وكان القدر قد اجمع قبضته ليصفع بوجهها ف كل مره تحاول النهوض لم تشعر بالوقت او بذلك الذي يصيح خلفها فقد احست بتلك اليدين التي تحيط خصرها توقفها عن الركض وتقربها اليه لترتطم بذلك الحائط البشري اللذي يلهث من شده الركض
مصعب:بقالي ساعه بنده عليكي مش سامعاني
نظرت اليه بتفاجئ طفيف وخجل اثر لمسته التي ازداد تكرارها منذ فتره بأريحيه لتضع كفها اعلي قبضته ولكنها لم تتزحزح
كيان بخجل:م..مسمعتش
ليبتسم وهو يحكم قبضته ويقربها اليه لتشهق اثر فعلته
مصعب:بتفكري ف ايه..(ثم اقترب اكثر بجانب اذنها يهمس بفحيح افعي)..بتفكري فيا
كيان بأرتباك لفعلته:لا طبعا وانا افكر فيك ليه
نظر اليها قليلا قبل ان يكمل بخبث:يعني انا اعرف ان اي واحده متجوزه اكيد بيعدي عليها وقت ف يومها بتفكر ف جوزها صح
نظرت اليه قبل ان تبعد كفيه بذات الحده وهي تردف:دا لما يبقي واحد ومراته ناس طبيعيه يعني..لكن مش انا وانت
فرغ فاهه ضاحكا عليها لتتسمر هي بمكانها لحظات تتفنن ف تلك الابتسامه..هل ع زوجها الذي لم تتزوجه الي الان ان يصبح بتلك الوسامه حقا ي الهي تقسم اذا لم يتوقف ستبادر وتلكمه حتي لا يضحك مره اخري لاي انثي فلا احد يدري كم من فتاه وقعت بشباك تلك الابتسامات التي يوزعها ببزغ
انتهي من ضحكاته وهو يكمل:والله..طب ماحنا متجوزين..ولا ف حاجه تانيه عشان يبقي اسمنا اتجوزنا
كيان بجديه:اه..ف مليون حاجه..اولا الموده والرحمه..الحب الي بينا الي هينتج منه اطفال قدام يعيشو بين اب وام متفاهمين..عارفين ان العيله مش مجرد حيطه ولا اتنين..لا فاهمين ان العيله معناها اعمق من كدا بكتير اوي..ازاي هنطلع اطفال سويه وانا وانت مفيش بينا تفاهم..ازاي هنطلعهم كويسن وهما كل يوم شايفين اب وام بيتخانقو ويهينو بعض متخيلهم هيطلعو رؤساء مجتمع مثلا..العيله يعني كل الي فيها يكون حاسس انه ف آمان وعايش مرتاح مش شرط فلوس خالص ع فكره..مرتاح فكريا ونفسيا مش شايل هم بكرا وهو فاهم انه وسط اتنين قادرين يعدو بيه اي حاجه يقع فيها ميخافش لما يقع ف مشكله..واحنا منقتلوش لو غلط بالعكس داحنا نشجعه انه يجرب ولو وقع يبقي فاهم ان ف ام هتشجعه واب يقدر يحلهاله