الفصل الخامس

2.5K 79 2
                                    

في قلب الاعصار الفصل الخامس

.يوم لا تعلم نهايته او ماذا سيحدث به فقط تتمني ان يمر مرور الكرام دون خسائر او ع الاقل بأقل الخسائر..انتفخت اوداجها بعد جمله المأذون المعروفه ف تلك المواقف:بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير
بالطبع كان الحفل بسيط ولكن مدعو فيه جميع رجال المجتمع والقيادات العليا ف ذلك زفاف الاعصار ومن لم يتمني زيارته ف ذلك المنزل الذي جُهز ع اكمل وجه لذلك اليوم لم يكن احتفالا..بل معلومه للفرعون ان تم زواجهم وان خطته تسير ع ما يرام وكما يريد ف وجهه نظره
اما عن تلك العصفور اللتي تجلس بفستانها الابيض لم يكن مبالغ ولم يعد فستان للزفاف بالاصل
اما تلك العيون المتربصه بها اللتي تخص مصعب الاعصار وكما يلقب نفسه كان يتفحصها من اعلاها الي اخمض قدميها كانت ايه ف الجمال بحق بذلك الشعر الحريري اللذي تجمعه ف ربطه الي فوق رأسها فكما كانت طلتها ساحره الا انها طله تدل ع القوه بكل معانيها امرأه شامخه بحق..حاول مداراه مشاعره المتخبطه ف اعصاره ذلك وهو يستقبل التهاني من الجميع ولكن مازال نظره مسلط عليها حتي واخيرا اللحظه اللتي سيجتمعن بها ف شرفه المنزل كما امرت جدته
مصعب وهو يقوم بحل زر الجاكت الخاص به وينظر لها بدون مقدمات بعدما اغلق الشرفه خلفه ويضع يديه بجوف جيب بنطاله
مصعب:انتي طبعا عارفه الفتره اللي هتقضيها هنا عامله ازاي واي الخطه فيها..وي ريت اي حاجه تحصل تعرفيني يعني مكالمه تليفون حد قابلك او كلمك..وطبعا مفيش نزول الجيم الفتره دي

كانت تنظر له بدون تعابير واضحه ايلقي بوجهها اوامر بتلك السرعه حتي تنحنحت وهي تردف
كيان:اه طبعا فاهمه..زي مانت فاهم كويس ان علاقتنا لازم تكون ماشيه كويسه اوي قدام اختي وجدتك
مصعب بتفهم:فاهم..ع العموم هما ساعتين وهبلغ الناس ان الحفله انتهت
اومأت له وهي تذهب لتجلس اعلي الكرسي بتفهم
****
اما تلك العيون الاخري وبعد علمها صدفتا ان حور تصبح شقيقه كيان وهي لم تهدأ ف منذ بدأ الحفل وهو يدور بعينه عليها ف جميع ارجاء المكان نعم يعترف بل ويرفع رايه الاستسلام انها قد سلبته تفكيره ف في تلك الايام وهي لم تكلف خاطرها ان تاتي ولو ع سبيل ان تكمل موضوعها حتي..الي ان انتبه الي ذلك الطاووس بقربه وهو يهندم ملابسه ويغمزه ف يده
بدر:براحه ع نفسك بدل ما عنيك تطلع من مكانها كدا
اوس بتأفف:ي عم سيبني ف حالي شويه عايز اعرف راحت فين
بدر بابتسامه ماكره:طب واللي يقولك
اوس بتلهف:اديه عنيه نني نني ولا تهون عليا
بدر:بص ورايا وانت تعرف مكانها ي ڤلانتينو
نظر اوس خلفه بلهفه حتي وجدها تقف مع ذاك الشاب يبدو من شكله عدم كبر سنه ولكن كيف تقف معه وتضحك ملئ فاهه بل وتصافحه ايضا
تحرك ناحيتهم بغيظ حاول كتمانه قدر الامكان حتي ثبت امامها وهو يصافحها
اوس وهو يجز اعلي اسنانه:ازيك ي انسه حور
صدمت ف البدايه ولكن حاولت ان تمد يدها اليه لتصافحه
حور:اهلا ي اوس باشا..انت بتعمل اي هنا
اوس بهدؤ ما قبل العاصفه:ابقي صاحب مصعب
حور بفرحه فشلت ف كتمانها ف منذ تلك ايام الغياب وهي تفتقده ولكن تلعن نفسها قبل ان تذهب اليه مره اخري ولكن تبا لذاك المراهق بداخلها
كانت تحاول مداراه مشاعرها وهي تكمل:دي فرصه سعي...
وقبل ان تكمل كان يجزبها من زراعها بقسوه ولكن يشوبها حنان بالغه لم يعرف ان يخفيها عليها..حتي دلف الي اقرب غرفه وكانت من نصيب (المطبخ)وهو يغلق الباب خلفه واصبح يقترب منها خطوه بخطوه
كانت ترجع للخلف منصدمه خائفه لا تعلم ماذا يحدث
حاولت ان تتكلم بصعوبه وهي ترجع الي الخلف
حور:لو..لو سمحت متقربش تاني
فصل اخر خطوتين بينهم وهو يجزبها حتي التصقت به ومن ثم اكمل بانفعال يعلم منبعه جيدا
اوس بغضب:ولو قربت
ابتلعت ما بجوفها وقد بدأت الدموع تترقرق بعينيها
حور:انت بتعمل كده ليه
اوس بتهدج ونبره معاتبه:انت الي بتعملي كدا ليه..ليه غيبتي الايام اللي فاتت دي
لم تعلم بما ترد عليه وكأن جف حلقها حتي جمعت اخر ما تبقي من حروفها قبل ان تسقط دمعه خائنه اعلي خديها
حور:وانا اهمك في ايه
رفع يد وهو يتتبع تلك الدمعه اعلي خديها  ثم اكمل
اوس:تهميني..وجدا كمان
فاذا كان للعزاب صوت لكان صرخ ان تقف امام تلك الحوريه دون رد فعل منك..اقترب ببطئ كانت هي قتيلته حتي اصبح لا يفصل سوي بضع انشات بينهم
اوس:عايزك..عايزك ليا
اما هي ظلت ترتجف مغمضه العينين لا يصدر منها اي رده فعل فقط تبقي كما هي لا تقوي علي الحراك
ابتعد وكانه لم يرد الابتعاد ابدا..ظل يتطلع باعينها وهو يبتلع ما بجوفه ولكنه مازال ع قربه المهلك منها
اوس بتهدچ:انتي بتعملي فيا اي..
*****
كانت تقف ع مقربه منه ذلك البدر تعترف انه يعجبها بشده تلك الصلابه والخشونه التي يشوبها قدر بالغ من الحنان برجل واحد كانت مقابلته ف الاساس صدفه ولكن ي حسنها صدفه
حسمت امرها وهي تتجه اليه ف الحديقه كان يقف يتحدث بالهاتف بانفعال مفرط والان اصبح شارد ولكنها تعلم انه مازال غاضب علامه ع صدره الذي يهبط ويرتفع بسرعه وصوت تنفسه الذي علي للافق..اتجهت له برفق تمد يدها اليه بكوب العصير وهي تناديه برقه
ليلي:بدر باشا
لم تفت الثوان الاخري الا وهو يرفع بوجهها سلاحه وبسرعه خاطفه كان يلقمه وجاهز للاطلاق باي وقت..صرخت بوجهه وقد كسر الكوب بيدها من شده ضغطها عليه اصبحت لا تعلم تصرخ آلما ام رهبه من الذي يلقم بوجهها سلاحا
بدر وقد بدأت توضح الرؤيه امامه تنهد بنفاذ صبر وهو يضع السلاح بمكانه ثم
بدر:.انتي بتعملي اي هنا
حقا ايسئلها بهدؤ وكانه لم يكد ان ينهي حياتها رعبا منذ قليل حتي انفجرت به صارخه ومتالمه
ليلي:وانت مالك..بقولك اي ي جدع انت هو انا كل ما اشوفك ترعبني كدا انا اعصابي مبقتش مستحمله
بدر بعدم اهتمام:وانا اعملك اي انتي اللي بتيجي ف اوقات غلط
ليلي:وهو انت كل اوقاتك غلط كدا..اةةة ي ايدي
بدأ ان يلاحظ بدر بضع قطرات الدماء اعلي اصابعها حتي ذهب لها تلك الخطوه يمسك بيدها المصابه
بدر بقلق:مش تخلي بالك..ينفع كدا اتعورتي
ليلي بحده:مانا لو كنت اعرف انك هترفع ف وشي مسدس مكنتش جيت ناحيتك
بدر ضاحكا:خلاص ي ستي معلش تعالي بقي ف الحمام عشان اشو...
صرخت بوجهه قائله بتوجس:حمام اي..انت عايز تاخدني فين
بدر:بس بس انتي فهمتي ايه دانا هعملك ايدك تحت المايه..خلاص تعالي المطبخ لو خايفه
ليلي:اه لو ع المطبخ يلا بينا
دلف بدر مصاحبا ل ليلي الي وللأسف المطبخ لم تنتظر ليلي او حور ثانيه اخري حتي ركضو هاربين حور من اعين بدر المتفاجئه للوضع ومن اعين اوس  الحارقه واللتي تشعر بانها تخترق كل جزء بها..اما ليلي ركضت خجلا وهي تتوعد ان تقتل حور اشد القتال ع آمرين اولهم انها لم تعطها فرصه التقرب من ذاك البدر ولو لدقائق وثانيهم ع استسلامها لاقتراب اوس الشديد منها
اما اوس ف كأن لم يحدث شئ فقط بقي واقفا يضع يده بجيب بنطاله وهو ينظر ف اتجاه بدر الذي اتجه ناحيته باعين ما زالت ع وسعهما
بدر:هو اي اللي كان بيحصل هنا ده
اوس بعدم اهتمام:اي اللي كان بيحصل..محصلش حاجه
امسكه بدر من كتفه وهو يردف:تصدق صح اصلي بعيد عنك عيني بقت تتخيل حاجات كدا استغفر الله تدخل النار
ربت اوس اعلي يد بدر واكمل:لا ي حبيبي ابقي اكشف اطمن احسن الموضوع يزيد
بدر:لازم..لازم اكشف ضروري
ثم خرج اوس من المطبخ وهو يصفر بشفتاه اللتي ترتسم عليها اجمل ابتسامه قد حصل عليها يوما وكانت حوريته من تسببت بها
***
وبعد استأذان الجده فرحه ان تدخل الي شرفه المنزل الجالسين بها كيان ومصعب اللذي ومن اليوم سوف ترتبط اسمائهم ببعض دوما في كل حديث
فرحه:معلش ي ولاد قاطعتكو بس جايه اقولكم ان الناس هتمشي ولازم تطلعو تسلمو عليهم
كانت كيان تنظر باعينها تنظر بداخلها تتطلع بوجهها بجرأه وهي تعلم وتقول بداخلها(بالطبع لم تتعرف علي وكيف ستعرفني بعد مرور كل تلك السنوات ف الحمد لله اني استطعت تغير لقبي حتي لا يعلمني احد سوف اخرج منها كما دخلت ولن يعلم احد حتي لوجودي)
مصعب:حاضر ي حبيبتي  احنا جاين وراكي
خرجو كيان ومصعب وفرحه الي الخارج يودعون الحاضرين جميعا اللذين تمنو لهم بدوام حياه زوجيه سعيده لم يتمنوها يوما ولكن فاليبتسمو الآن باحترام ثم تعود ملامحهم مره اخري باستهجام وبعد ان فرغ البيت تماما وذهبت ليلي مع ابيها بعد عودته من السفر وبعد ذهاب حور الي غرفتها اللتي خصصها مصعب لها وبعد صعود كيان ايضا وفرحه استأذن مصعب ان يقوم بمكالمه مهمه لعمله
مصعب وهو يجلس بشرفته:مع حضرتك ي فندم
ابراهيم الشيال:انا عارف ان الفرعون بيهددك كتير الفتره دي اوعدك اول ما عمليه بكرا تخلص هنفضاله وهجيبه لحد عندك
اومأ مصعب كأنه يراه وهو يكمل:متقلقش من ناحيته انا اعرف اجيبه كويس اوي الموضوع مش محتاج غير شويه وقت ولو ان شاء الله ربنا كتبلي عمر بعد عمليه بكرا فا مش هيبقي عندي اكتر منه
ابراهيم:متقلقش ثقتي ف ربنا كبيره وثقتي فيك انت كمان تتعدي الحدود..انت وحش من وحوشنا وان شاء الله هترجعلنا بخير..انا صعبان عليا انزلك يوم صباحيتك والله ي عريس بس انت فاهم شغلنا مفيهوش اعذار
ابتسم مصعب بسخريه احقا اصبح يلقب بعريس:لا متقلقش ي فندم من الناحيه دي
انهي اتصاله بأحترام ثم صعد درجات السلم بخطي ثقيله فهو كل ما يحلم به الأن هو الفراش ووساده تحتوي آلام رأسه الحاده
دلف الي الغرفه بعدما طرق بابها بأحترام وسمع صوت كيان يأذن له بالدخول
حتي فرغ فاهه مما رآي اتلك العروس المنتظره..كانت تقف كيان مرتديه تلك المنامه الخاصه البيضاء التي لم يتعدي طولها فخذيها هو ف الحقيقه لم يتعدي  اي شئ ذو فتحه صدر مثلثيه وفتحه ظهر ايضا كان يلمحها بوضوح من انعكاس المرأه خلفها..خصلاتها مموجه اعلي ظهرها  تصل الي منتصفه بلونه البندقي ذاك..كانت طله ساحره..ساحره بحق ولاول مره يري كيان الانثي كيان بدون الآت رياضيه او اوزان للحديد..كيان الفتاه
شعرت بأن العالم يدور من حولها وهي تراه يتقدم منها ببطئ ولكن خطوته كانت تساوي الكثير من المسافه تري نظراته اللتي توحي بأشياء كثيره ليست جيده بموقفها
تكلمت بتلعثم وصوت مبحوح متحشرج وقد اصبح امامها حرفيا لم يبقي سوي بعض السنتيمترات ولا يوجد مفر من رجل امامه انثي مكتمله الانوثه ذات قوام مثالي ترتدي ملابس توحي باشياء عده
كيان بأرتباك:جدتك فرحه هي اللي صممت تلبسهوني..فضلت واقفه معايا لحد ما لبسته صدقني
مصعب وقد كان مغيب بدرجه تذيب العقل:مصدقك.
كيان بتوتر:طب بتقرب ليه..ما تبعد ش..شويه
مصعب بمكر ولهجه ولاول مره يلقيها ع مسامعها:.عيب مش لازم اسلم ع عروستي..دا حتي فرحه تزعل
كيان بتوتر لاول مره يظهر امام ذلك الرجل:ف..فرح اي..احنا مش متفقين ولا هو كلام عي..
قبل ان تنهي باقي حروفها كان يلتهم المسافه بينهم حتي تراجعت هي ع اثره خطوتين ولكن لم يعطها الفرصه ف حين جذبها اليه بقوه ارتطمت به ع اثرها وقبل ان يبدي اي رده فعل ماكره كما اوضحت عيناه كانت تدفعه بما تبقي من قواها واكملت وهي تلهث بشده
كيان بنبره تحزيريه:اياك تفكر انك تقرب مني تاني انت فاهم..انا فعلا كنت غلطانه لما سمعت كلام جدتك
تحدث بتهكم وهو يجلبها من يدها اللتي كانت ترفعها امامه
مصعب:ولما انتي زعلانه ورافضه اوي كدا..ازاي تلبسي حاجه زي كدا قدامي(ثم اكمل بهسيس افعي بجانب اذنها)..الا لو قصدك حاجه بيه
رفعت يدها الاخري تنوي صفعه وهي تهدر:انت قليل الادب
وقبل ان تهبط يداها كان يجذبها للخلف حتي اصبح ظهرها مقابل لصدره ويدها ملتفه خلفها
مصعب بحده:المره الاولي والاخيره اللي تفكري تعلي صوتك فيها في البيت دا..الفتره اللي هتقعديها هنا هتقعدي باحترامك وبآدبك..اي نقص او استهانه منك هنسي انك بنت قدامي..واوعي تفتكري ان اللي حصل دا ضعف مني..مفهووم
اومآت له بسرعه بتآلم ظهر ع قسمات وجهها
حتي تركها وذهب يستلقي اعلي الفراش بعدما ابدل ملابسه ولحقته هي الاخري الي المرحاض ابدلت ثيابها واستلقت اعلي الاريكه..كان ينظر لها بطرف عينه ولكنه لم يعطي لها اهتمام..حتي اكمل اغلاق عينه الي ان ذهب ف نوم عميق ولمده ساعات قليله..اما ف صباح اليوم التالي

#في_قلب_الاعصار
#شهد_اكرم

في قلب الاعصار بقلم شهد اكرم (كامله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن