الدليل الاول 2

356 21 2
                                    

بعد أن هدأت العاصفة تجمهر أهل مدینة الغول في دائرة واسعة جدا حول جثة

الغول وعلى وجوههم مزیج من الرعب والذهول. هتف أحدهم باكیا:

- یا ویلي، من قتل الغول؟

أغلق آخر عینیه ونكس رأسه وهو یقول في بؤس:

- سنباد جمیعا لقاء هذا.

دفعه أحد جانبا وهو یقول بغضب:

- ماذا هناك؟

التفتت أنظار الأهالي إلى ذلك الغریب الغلیظ - كان طویلا وقوي العضلات یلف

على جسمه عدة سلاسل ویرتدي بنطالا وقمیصا واسعین، وأكمام قمیصه

القصیرة تظهر عضلاته القویة المفتولة، علیه حزام محمل بسكاكین ثلاثة،

ویرتدي حذاء عسكریا طویل العنق -. تقدم نحو جثة الغول بثبات وثقة، فهتف

أحدهم مذعورا:

- لا تقرب.

التفت إلیه الغریب بغضب فتابع بنبرة صوت أخف وهو یشیر إلى الجثة بید

مرتعشة:

- لسنا متأكدین من موته بعد.

جال بصره في وجوه الأهالي قبل أن یهتف بغضب:

- حمقى، ما كل هذا الرعب الذي یخیم علیكم ؟

ضرب شیخ الأرض بعكازه وهو یتقدم بضعف نحو الغریب ویقول:

- هل ترید معرفة السبب؟

نظر إلیه الغریب بنظرة من الشك قبل أن یتقدم نحوه، وقف أمامه تماما وهو

یقول بغلظة:

أتمنى أن یكون مقنعا.

استدار الشیخ وخطى ببطء وهو یقول:

- تعال معي إذا.

وتقدما حتى مقربة من حافة الهضبة وأشار الشیخ إلى نقطة ما وهو یقول بحزن:

- هناك.

التفت الغریب إلى حیث یشیر الشیخ لیرى مقبرة واسعة، فتساءل باهتمام:

- قبور؟

تابع الشیخ بحزن أكثر:

- هذه القبور لمائة مقاتل حاولوا القضاء على الغول قبل زمن.

ثم بكى وهو یقول:

- ولكنه قضى علیهم في معركة واحدة.

ثم توقف عن الكلام لیبكي فتابع أحد الأهالي بحزن:

- ومنذ ذلك الحین ونحن تحت سطوة الغول.

ثم تحول إلى الغضب وهو یتابع:

- والآن بعد أن قتله أحد الحمقى سیحضر الزعیم لیبیدنا.

التفت الغریب إلى جثة الغول وأبعد المواطن الغاضب جانبا وهو یمضي نحوها

الهاربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن