الهارب

مواجهة مع جیش الظلام

هتف غیلاني وهو على ظهر وحید القرن الذي كان یندفع بقوة خلف كتیبة
الفارس الذهبي:
- انتظر لحظة أیها الذهبي.
توقف حصان الذهبي وخیول رجاله على إثر صحیة غیلاني، والتفت الفارس
الذهبي نحوه وهو یقول بغرور:
- ما الأمر یا غیلاني ؟ لماذا استوقفتني ؟
أوقف غیلاني خرتیته الضخم وهو یجیب:
- لقد طلب مني الزعیم اللحاق بكتیبتكم لكي أحاول إقناع كسار بالانضمام إلینا؛
فأنا صدیق عزیز لدیه.
تساءل الذهبي معترضا:
- وماذا نصنع به لو انضم إلینا ؟ جیش الظلام لا تنقصه القوة.
أجاب غیلاني بغضب:
- لا تتسرع أیها المغرور، فلست أدري أأنت تعلم أكثر من الزعیم أم ماذا؟ كسار
هو الأول على مستوى الغیلان في رمي المطرقة فرمیته هي الأقوى والأسرع
والأدق إصابة بلا منازع.
ارتبك الذهبي قلیلا وهو یتساءل محاولا تصنع القوة:
- حسنا، وكیف سیتم ذلك ؟

أجاب غیلاني:
- اقبض على زمیلیه دون أن تقتلهما، بعدها أتفاهم مع كسار ثم أحاول إقناع
زمیلیه.
صاح الذهبي:
- هل أنت من یلقي الأوامر هنا ؟
رد غیلاني باستهتار:
- إذا كنت ستحاول فسیسر الزعیم بالاستماع إلى تفاهتك هذه.
استدار الذهبي وهو یقول مجبورا:
- حسنا، ما دامت هذه رغبة الزعیم.
ومضى بمرافقة غیلاني مع الكتیبة خلال الغابة حتى وصلوا إلى مشارف
صحراء الفناء. التفت الذهبي إلى رجاله وقال آمرا:
- لقد بلغنا الصحراء أیها الجنود، خذوا ما یلزمكم من الماء والطعام قبل أن
ندخل، هیا.
وتفرقت الكتیبة للتزود بالماء والطعام وأدار كل من الذهبي وغیلاني ظهره
للآخر وعلى وجهیهما علامات العداء.
_______________

تقدم الفریق بسرعة نحو جبال الضفادع یتقدمهم كسار بحكم معرفته للطرق،
وتابعوا التقدم حتى بلغوا كهفا مظلما في الجبل، تقدم كسار نحو بابه ثم استدار
إلى زملائه وقال:
- والآن لسنا بحاجة إلى تسلق كل ذلك الجبل، سنعبر الكهف ونخرج من الناحیة
الأخرى.
قال جنزیر:
- هذا عظیم، والآن فلنجمع ما یلزمنا من الماء والطعام، فالجهة المقابلة صحراء
حسب قولك.
رد كسار باشمئزاز:
- لا أیها الجاهل، لن نكون بحاجة لذلك؛ فخریطتي توضح أماكن الواحات أیضا
وهي متوفرة وسنمشي على طول خط الواحات حتى نجاوز الصحراء.
قال جنزیر آمرا:
- الاحتیاط واجب.
رد كسار:
- حسنا سنتزود من الماء والطعام في أول واحة وهي لیست بعیدة عن نهایة
الكهف. فما رأیك؟
أجاب جنزیر:
- حسنا لا مشكلة ولكن إن لم تكن الواحة موجودة فالویل لك.
رد كسار بابتسامة عابسة:
- لا مشكلة، فأنا واثق من ذلك.
التفت جنزیر ناحیة الكهف وقال:
- حسنا هیا لنعبر الكهف.

وتقدم الثلاثة نحو الكهف واستمروا في التقدم حتى بدأ الكهف یظلم فتوقف
جنزیر عن السیر وقال:
- انتظر لحظة یا كسار، كم بقي لنا ؟
أجاب كسار:
- لقد قطعنا خمس المسافة فقط.
رد جنزیر بغضب:
- لم تخبرنا بذلك قبل الآن فهل معك شعلة ؟
أجاب كسار باستهتار:
- لا
صاح جنزیر بغضب:
- حسنا، وكیف سنرى الطریق الآن ؟
أجاب كسار بهدوء:
- سر قلیلا وستحصل على الشعلة.
تقدم الفریق تبعا لإرشادات كسار، وفجأة بدأ یظهر من بعید نور خافت یمیل إلى
اللون الأخضر، وبعد مدة قلیلة توقف كسار والتفت إلى رفیقیه وقال:
- حسنا هذه قریة من قنادیل البر المضیئة، لا تتصرفا أبدا أي تصرف غیر
السیر ورائي؛ فهي مخلوقات ودیعة إذا أمنت جانبنا، وأي تصرف غیر محسوب
سیدفعها إلى نسفنا دون تردد، أیة أسئلة ؟
تساءل صندید:
- هل تعرف كیف تتعامل معها ؟
رد كسار بثقة:
- بالطبع، مررت من هنا عدة مرات.