مواجهه الهارب 2

122 17 1
                                    


تقدم جنزیر وكسار بثبات بینما العاصفة الترابیة تهب، ولاح في الأفق ظل

المدنیین المتجمهرین، انعقد حاجبا جنزیر وهو یهمس متعجبا:


- هل یتجمهر هؤلاء حول جثة الغول كل یوم ؟

تقدم مع كسار نحو المدنیین المتجمهرین، كانت الدهشة تعتریهم وهم یتهامسون

فیما بینهم، اخترق جنزیر صفوفهم حتى وصل جثة الغول، واتسعت عیناه

بدهشة هائلة، لقد كانت الجثة أضخم من أن یتصورها عقل عاقل، تمتم بدهشة:



- ما هذه الضخامة ؟

ثم تلفت باحثا عن دلیل وهو یتابع:



- هل فعلها ثانیة ؟

وتوقف بجانب الجثة، ورأى الخرقة التي مسح بها القاتل سیفه، أمسكها بید

مرتجفة وهو یهمس لنفسه بدهشة:




- كیف فعل هذا؟ یا لقوته ! ولكن لماذا بقي هنا ؟ أو لماذا عاد؟

قطع أفكاره صوت جلوس كسار الذي نظر إلى وجه الغول القتیل بترقب،

وعندما رأى وجهه تنهد بارتیاح وقال:




- هذا جید إنه لیس أخي.

التفت إلیه جنزیر بنظرة غاضبة ناقمة، تراجع كسار قلیلا بقلق، تجاهله جنزیر

وهو ینهض ویجول ببصره في وجوه أهل القریة ویقول:




- أیها السادة هل رأى أحدكم قاتل هذا الغول ؟

لم یجبه أحد وظل الجمیع یتلفتون حول بعضهم ویتهامسون، ویهز بعضهم كتفیه

نفیا.

تلفت جنزیر مجددا وهو یتساءل:


- أین الجثةالغول السابق؟

أشار أحدهم بید مرتجفة مترددة نحو قبره، توجه جنزیر إلى هناك وهو یقول:




- هل تهاجم الغیلان هذه القریة بشكل دوري؟ ربما قاتل الغولین هو قاتل غیلان

متخصص ولیس مارق الهارب!

وقف عند قبر الغول السابق وقرأ اللافتة:

( مع الشكر الجزیل لقاتله البطل الهارب مارق.)

نهض وتوجه بخطى ثابتة نحو شیخ القریة، لم یتحرك الشیخ من مكانه حتى

أصبح جنزیر على مقربة منه، توقف وسأل باهتمام:




- هل تهاجم الغیلان قریتكم بشكل اعتیادي ؟

أجاب الشیخ بصوته المرهق:




- اسمع یا بني، لقد سبق وقلت لك أن هذا الغول استعبد القریة ثلاثین سنة

الهاربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن