الیأس، والخوف

65 9 1
                                    

ضربت عصا الشیخ بعض الصخور وهو یتقدم بفانوسه الزیتي العتیق، والتقط

عن أرض تلك المنطقة الصخریة سیفا طویلا، أمسكه من مقبضه وأخذ یتلفت،

ثم خطى جارا السیف وراءه حتى بلغ كهفا صغیرا. رفع المصباح جهة الكهف

لینیر الطریق أمامه ولم یكد یفعل حتى قال بصوته المتهالك:


- أنت هنا.

أتاه الصوت من الكهف:


- أجل.

تساءل الشیخ بنبرة من العتاب:


- لماذا رمیت سیفك ؟

أجاب مارق دون أن یلتفت إلى الشیخ:

- لأنه عدیم النفع.

تساءل الشیخ بشيء من الصدمة:


- ماذا ؟

ودخل الكهف وهو یقول:


- السیف الذي حرر مدینتا عدیم النفع ؟

أجاب مارق بیأس:


- ربما حرر مدینتكم، ولكن أظن أنكم كنتم ستفعلون ذلك خلال وقت قلیل. لم

یكن هذا مستحیلا.

أجاب الشیخ:


- كان یفترض بنا هذا.

التفت مارق إلى الشیخ باهتمام فتابع الشیخ:

- لقد أعددنا سلاحا مدمرا یستطیع إبادة مدینتنا بأربع قذائف فقط.

صدم مارق لدى سماعه الخبر وهتف مندهشا:


- وما الحاجة لكل هذا ؟

أجاب الشیخ وهو یجلس مقابل مارق ویسند ظهره إلى جدار الكهف:

- كنا نرید التخلص من الغول به.

تساءل مارق فورا:


- ولماذا لم تفعلوا؟

أجاب الشیخ بنبرة حزن:


- لقد كنت أنا من اختار أفضل مائة مقاتل من مدینتنا، المقاتلون الذین لقوا حتفهم

الهاربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن