المواجهة الفاصلة

58 6 0
                                    


أشرقت الشمس كما تفعل كل یوم على مدینة روابي بهیة، وعلى التلة -المعروفة
بتل الرجاء - كان جنزیر وكسار ومریع ینتظرون حضور مارق بناًء على دعوة
التحدي التي علقها جنزیر في مركز المدینة، وعلى إثرها كان هناك بعض
الناس ینتظرون هذا التحدي المجهول السبب لهم، تساءل جنزیر:
- كسار، هل من المعقول أن یأتي حقا ؟
أجاب كسار بثقة:
- یبدو لي كمحارب حقیقي، ولهذا لن یرفض التحدي كما أخبرتك، ثق بذلك.
همس مریع لنفسه:
( أیها الأحمق، لماذا أخبرته بذلك)
وبدأ الهواء بالتحرك، وتطایر الغبار والتراب في الجو، وبدأ الجو یعصف أكثر،
وبینما الجو مضطرب، بدأ مارق یظهر من بعید، لم یحرك أحد ساكنا حتى
أصبح مارق على مسافة ملائمة للمحادثة، صاح مارق:
- حسنا، ها أنا قد حضرت فمن هو خصمي ؟
أجاب جنزیر وهو یشیر إلى مریع:
- مریع هو خصمك.
تراجع مارق خطوة وهو یقول:
- ماذا ؟

صاح جنزیر بقوة:
- فلیبدأ القتال.
ووثب مارق فورا إلى الخلف وهو یستل سیفه، وانقض مریع نحوه وهو یضع
یده على مقبض سیفه وعندما بلغ مسافة مناسبة سحب سیفه بسرعة خاطفة
وانقض نحو مارق، ووثب مارق جانبا لیتفادى سیف مریع المتذبذب ثم انقض
بهجوم معاكس فوثب مریع نحوه وأزاح ضربته بضربة من سیفه وفورا كانت
ضربة أخرى تنقض نحو مریع من الجانب الأیسر فصدها بقوة أیضا، وهبط
الخصمان على الأرض وهما یتقارعان بالسیوف بقوة، ووثب مریع خطوتین
إلى الخلف بسرعة ثم أعاد سیفه إلى غمده ثم سحبه بسرعة لیكسبه تذبذبا هائلا
وانقض نحو مارق فضرب مارق الهواء بسیفه ضربة أفقیة لیطلق ضربة هواء
شدید تبددت على سیف مریع وأوقفت تذبذبه، ثم ضرب مارق ضربات متتابعة
نحو مریع أثارت الغبار بشدة والریاح تنقض نحو مریع، ولم یضع مریع
فرصته وانقض نحو عواصف مارق متزحلقا لیمر من تحتها وسارع بإغماد
سیفه وسحبه بسرعة مجددا لیتذبذب بقوة، ثم قفز فجأة في وجه مارق بسیفه
المتذبذب من بین الغبار، وبشكل سریع صد مارق هجوم مریع بسیفه، ولكن
سیفه المتین لم یكن یتحمل التذبذبات الشدیدة فتحول فورا إلى قطع متناثرة
تتطایر في الهواء أمامه.
هدأت الریاح تدریجیا، ووقف مارق مذهولا أمام قطع سیفه المنهار وهم
بالتحرك ولكن سلاسل جنزیر كانت قد أحاطته بإحكام.
نظر مارق إلى جنزیر بغضب وهو یقول:
- أیها الدنيء، تعرف أنه لا یستطیع الرفض.

حدق جنزیر بمارق باستهزاء وهو یقول:
- هذا ما تظنه.
صاح مارق:
- أیها القذر، هل تدعي الغباء؟
لم یرد جنزیر وكمم فم مارق بقطعة قماش سمیكة ثم ربطه على حمار ومضى
وهو صامت، وسار الركب حتى أظلم علیهم اللیل.
ربط جنزیر مارق إلى شجرة وجلس قربه وهو یقول:
- حسنا سأحرس أنا أولا، اذهبا إلى النوم.
استدار كسار ومریع وكسار یقول:
- تصبح على خیر.
وعندما خلدا إلى النوم سحب جنزیر مارق نحو شجرة أبعد، وفك الربطة عن
فمه وهمس له:
- هي، أنت، ماذا كنت تعني بأن مریع لا یستطیع الرفض ؟ أنا لم أجبره على
شيء وكان بإمكانه الرفض.
صاح مارق:
- أیها ال...
وضع جنزیر یده على فم مارق وهو یقول:
- اخفض صوتك ستوقظ فریقي.
وأزاح یده فهمس مارق بغضب:
- أیها الأحمق ألا تعرف شیئا حقا ؟ إنها أوامرك ولا یستطیع الرفض.
تساءل جنزیر متعجبا:
- ولم لا ؟ نحن مجرد فریق وهو عضو فیه .


الهاربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن