الوليمة الجيدة 2

78 5 2
                                    


هبط الطائر الضخم قرب قریة الذئاب الزرقاء ونزل الركاب عنه وسلم كسار
المبلغ له وهو یقول:
- إذا أردت أن توصلني من قریتي فهل یمكنك ذلك ؟
رد المروض:
- فقط أرسل لي غراب رسائل، وسأحضر في أقرب وقت، ربما أتأخر إذا ذهب
شارو لتناول السمك.
رد كسار:
- حسنا، توقعه قریبا.
صعد المروض على طائره وهو یقول:
- إلى اللقاء.
وحلق مبتعدا عن المكان.
التفت كسار إلى جنزیر وقال:
- حسنا إلى الغداء.
صاح جنزیر بغضب:
- غداء ماذا ؟
رد كسار باستیاء وهو یدفع جنزیر أمامه:
- اخرس أیها التافه، فرعد لم یصل بعد ولا یمكنك الذهاب دون شاهدین على
الأقل.
تلفت جنزیر إلى كسار وأبعد یدیه وهو یقول:
- حسنا لا تدفعني.
وصلوا إلى خیمة كسار، وكان عابس ینتظرهم خارجا ویقول مرحبا مبتسما:
- أهلا ومرحبا بالضیوف نورتم قریتنا.

وفتح لهم باب الخیمة حیث كان ثور مشوي یتمدد وسط المائدة وحوله الحمص
والخبز والطماطم والخل.
حدق جنزیر وصندید بدهشة وتساءل صندید بدهشة:
- هل سنأكل هذا الثور ؟
رد عابس بخجل:
- الجود من الموجود.
رد صندید:
- لا نستطیع أكل نصفه حتى، أین سیذهب الباقي ؟
رد كسار:
- سینضم إلینا أبي وغیلاني.
رد صندید:
- نحتاج إلى المزید من الأشخاص.
قال كسار:
- لا، ثمانیة أشخاص یكفون لأكل ثور، ألیس كذلك ؟
تساءل جنزیر:
- ومن هم رقم سبعة وثمانیة ؟
رد كسار بابتسامة هائلة:
- أنا وأنا.
جلس جنزیر بجانب كسار وهو یقول:
- كان یجب أن أتوقع شیئا كهذا.
دخل والد كسار وهو یقول:
- أهلا بالضیوف، تفضلوا وابدؤا.

وجلس على المائدة ونظر إلى صندید وهو یقول:
- لم تعرفنا بزمیلك الجدید.
رد كسار:
- إنه صندید، أقوى فرد في جیش العدالة.
ابتسم والد كسار وهو یقول:
- أهلا وسهلا بك .
رد صندید بخجل:
- شكرا على دعوتك .
تساءل والد كسار:
- هل سیحضر غیلاني ؟
رد كسار وهو یقاوم شهیته:
- هو أحد المقربین من زعیم جیش الظلام ولن یغادر بسهولة، ما رأیكم أن نبدأ؟
رد والد كسار:
- حسنا تفضلوا.
بعد بدء الأكل بقلیل دخل غراب الرسائل وهو یقول:
- كسار لدیك رسالة من رعد
رد كسار باستهتار:
- هات .
رد الغراب:
- ( حسنا سأقابلهم في القریة. مع التحیة )
تابع كسار تناول طعامه وهو یقول:
- جید، لقد انتهت مهمتك.

صاح جنزیر فجأة:
- كلا انتظر.
توقف الغراب لحظة فسأله جنزیر باهتمام:
- كم یلزمه من الوقت لیصل ؟
رد الغراب:
- یومان .
رد جنزیر بحنق:
- هذا كثیر.
علق صندید:
- أظن أنه سیكون هنا لیلا انه سریع جدا.
ابتسم الغراب بخبث وهو یقول:
- یومان على سرعته وخمسة على السرعة العادیة.
صاح جنزیر بغضب:
- لا .
نظر صندید بدهشة إلى الغراب بینما قال كسار:
- تفضل أیها الغراب .
رد الغراب:
- أتفضل ماذا ؟
رد عابس:
- شاركنا الغداء .
ابتسم الغراب بسعادة وهو یرد:
- بكل تأكید .

بعد الغداء نهض جنزیر وهو یقول:
- أشكركم كثیرا على هذه الولیمة الرائعة.
تساءل كسار بملل:
- إلى أین ؟
أجاب جنزیر:
- یجب أن أذهب إلى القاضي لأطرح علیه التهمة الموجهة لباسم لیصدر أمرا
بتوقیفه، لأنه قد یهرب إذا عرف أنني لن أقبض على مارق.
نهض صندید وهو یقول:
- إذا یجب أن أذهب معك.
نهض كسار بتثاقل وهو یقول:
- حسنا، لدي ما أدلي به أیضا.
ثم التفت إلى عابس وقال:
- أنت تعرف الرجل، أخبره أننا سبقناه لمحاكمة باسم .
رد عابس وهو یستلقي بكسل:
- رافقتكم السلامة.

الهاربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن