08- كلّ مَا أملِك.

366 38 137
                                    

••

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

••

القَطَرات المَطَر يَنزلُ مِن السّماء الدّاكِن، يَسقطُ علىٰ قَلبي مَلِئ بِالألام وَ الوَحدة، شَهقَهات العالِية تَخرجُ مِنّي في الأرجاء، رُغمَ نزل المِياه مِن الغَيمات الحارِقة لكِنّ مازالَ لا يُطفِئ نيرانَ قَلبي، قَلبي الّذي يَتَمزَق لِلأشلاء كلّ ما كانَ لَدَي ذَهَب، عائِلَتي حُبّ وَ حَنانِهم، كلّ ما كانَ لَدَي قَد غادَرَ مَعَ الرّياح.

كَم كانَ يَوماً سيئاً، كَم كان حَزيناً، إنكَسَرني بِسهولة جاثيا علىٰ رَكَبتاي وَ أطلبُ مِن الرّب سَحبَ روحي، طِفل فِي الثالِثة عَشَر مِن عُمره يَطلبُ المَوت وَ الرّحمة مِن الرّب.

وَحيد فِي الحَياة أسيرُ علىٰ التّراب بِدون أيّ أمَل بِدون أيّ أهداف، ضَعيف البنية قَليل الكَلام، هذا ما كنتُ أنا عَلَيه، السّنَوات الكَثيرة قَد مرّت وَ أنا مازلتُ أبحَثُ عَن الهَدَف، عَن الشّيء يَوقظني وَ يَملِئ قَلبي الفارِغ، أسيرُ لَيلاً وَ نَهاراً بِدون كَلل وَ مَلل باحِثاً عَن الشّيء يوعدني إلىٰ الحَياة وَ يُعطيني النّشاط.

كَثير مِن السّنَوات الأخرىٰ قَد مَرّت وَ بَقيتُ علىٰ قَيد الحَياة وَ تَوقفتُ عَن النّمو في السّن الثّلاثون كَوالِدي تَماماً، كانَ عَليّ العَيش مَعَ البَشَر وَ تَعامُل مَعهَم لكِنّي لَم أتَقبَل الأمر أنا الأَسد، وَ عّليّ أن أكونَ المَلِك~

لكِنّ حَياتي تَغَير فِي اللّيلةٍ الواحِدة، داخِلَ أحلامي الحُلوة، رأيتُها هِيَ بِفُستانِها الوُردي واقِفاً مِن البَعيد وَ تَبتسمُ لي، شَعرتُ بِالأمان، شَعرتُ وَ كَأنّ قَلبي يَخرجُ مِن مَكانه بِسَبَب إبتِسامُتها، كلّ ما لَقَيته هُوَ الذّهَب!!

بَحثتُ كَثيراً فِي المَمالِك، بَينَ النّاس لِإجادِها لكِنّ لَم تَكونَ مَوجودة وَ كَأنّها لَم تَولد بَعد، لم تأتي بَعدَ لِلَحياة كَي يُعيدني أنا أيضاً، مرّ اللّيالي المُخيفة البارِدة وَحدي لِأجدَ الغابَة، غابَة كَبيرة بِحاجة إلىٰ مَلِك يَحكُمها، وَ كنتُ أنا هُوَ~

كنتُ أسَداً لا يَقهَر، يَخافُ الجَميع عَلَيه وَ يَحتَرمونه، فِي البَعض الأحيان علىٰ هَيئة البَشَريّة أقومُ بِمُراقَبة النّاس وَ أنتَظرها بِدون المَلل، حتّىٰ أتُت أخيراً حِينَها أصدَرتُ زَئير السَعادة، زَئير يَقومُ بِتَعبير عَن ما أشعرُ بِه، وَ لُقَيتها وَ كانَت كَما تَوقَعَت، شُجاعة لا تَخافُ مِن العَواقِب مَهما إقتَرفَت مِن الذنوب، سَتَكون مُذنِبة أكثَر مَعي.

 الأسَد الذّهََبِي|| The Golden Lionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن