1- اللقاء الاول

9K 160 18
                                    

حديث النفس

"وليد"

رأيتها للمرة الاولى في المركز التجاري عندما مددت يدي حتى اضغط على زر المصعد لكن يدها الرقيقة التي كانت نقوش الحناء تزين اصابعها ضغطت على الزر قبلي ...نقلت نظري من يدها حتى وجهها من الجانب ثم انزلت نظري عليها ببطء حتى قدميها
كان من السهل علي ان انظر اليها لانها كانت كعلبة التونة مثل شقيقتي القزمة تماما ً.
لم ازحزح نظري عنها حتى عندما وصل المصعد و فُتح الباب
كنت سأدخل و لكنها فعلت نفس الشيء ؛ سبقتني و دخلت ثم استدارت جهة الباب و كانت هذه اول مرة انظر فيها الى وجهها  الملائكي
شعرت بالغرابة من تصرفها، هل هي تتعمد ان تتجاهل وجودي او انها حقاً لم تراني ثم ركزت اكثر عليها فوجدت انها تضع سماعات في اذنيها و الهاتف امام وجهها لتختار اغنية تستمع اليه
كانت لدي رغبة قوية ان اسحب احدى السماعتين حتى اشاركها و لكني كبحت تلك الرغبة حتى لا تقوم بشتمي او ربما ضربي فهيأتها كفتاة تستطيع اخذ حقها بنفسها رغم صغر حجمها.
ابتسمت على افكاري الحمقاء ثم ماتت ابتسامتي عندما انتبهت للفتاتين  الواقفتان امامي و هما تتهامستان و اللتان ابتسمتا لي بعدما نظرت اليهما
طوال حياتي كنت اكره هذا النوع من الفتيات اللواتي يرخصن من قيمتهن من اجل نظرة من شاب غني

وصل المصعد للطابق الارضي عند مواقف السيارات و الباب تأخر حتى يُفتح
بعد دقيقة من وقوفنا في الداخل بدأت سماع صوت انفاس قوية تبعها احساس شخص وهو يقوم بسحب ثوبي.
نظرت الى يساري و اذا بها نفس الفتاة ذات اليد المنقوشة تمسك بطرف ثوبي فتجرأت و رفعت نظري الى وجهها التي تصبغت خدودها باللون الأحمر مما زاد من جمالها
اعتقدت انها سترفع رأسها و تنظر الي و لكن نظرها كان ملتصق على الباب المغلق
كانت تبدو كالتمثال و هي واقفة من غير حراك فقط صوت تنفسها العالي هو ما يدل انها كائن حي
لم افق من هذياني الا عندنا سمعت احدى الفتاتين و هي تقول
"ما الأمر لماذا لم يُفتح الباب بعد؟؟!"

فضغطت على زر الجرس و انتظرت سماع صوت عامل الصيانة الذي تحدث بالانجليزية
" نعم يا سيدي...هناك عطل و سنصلحه بالحال"

نظرت لها مجدداً و اذا بها في نفس وضعيتها. شعرت بالتوتر قليلاً من منظرها لان اذا تأخر عامل الصيانة قليلاً اخرى ربما ستفقد الوعي فوضعت يدي على يدها من غير احساس فرفعت رأسها و نظرت الي بعيون دامعة و قالت ببراءة الاطفال
" سيُفتح الباب أليس كذلك!!"

اشفقت على حالها و توقعت انها تعاني من رهبة الاماكن المغلقة ثم قلت حتى اطمئنها
"نعم سوف يُفتح و يمكنكِ ترك ثوبي الآن"
ثم ابتسمت لها بلطف

حين عشقتكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن