(الفصل السادس)
*------------*
ظل معمر ممسك بتلك الزجاجة بحيرة ممزوجة بتوتر وهو يري أنفال نائمة علي فخذتيه ، شعر بأنه شيفعل شيء سيندم عليه ويخلق مشاكل
بينه وبين رفيقه الذي أوصاه علي أهل بيته ، تنهد معمر بصوت مكتوم ثم غرز تلك الزجاجة بكفه كي يفيق ولا يستسلم للشيطان تألم معمر
علي أثرها ليترك الزجاجة علي الأرض بأهمال ويلتقط برابطة عنقه ويلفها حول كفه فزفر بألم وهو ينظر للسماء بضيق ليلهي نفسه بذلك الجرح الذي في يده حتي بدأ هلول الصباح والشمس التي بدأت بالشروق
تمطعت أنفال بنوم ثم فتحت أعينها تدريجيا لتري معمر متكأ علي الصخرة ومستسلم للنوم أغمضت أعينها مجددا ولكن جحظتها بحدة وقد
لاحظت بإنها نائمة علي رجليه وكفه المربوطة نهضت بسرعة ممزوج بتوتر
شهقت أنفال بخضة : يالهووووي .. انا نمت هنا
أنتفض معمر ثم قال بصوت متحشرج وهو يفرك عينيه : بطلي صداع علي الصبح
أنفال بقلق ثم أشارت علي يده : هو انت اتعورت .. طب ازاي .. هو .. هو في ديب هجم هنا وعضك
رد معمر عليها بتهكم : والديب اللي هيجي هنا هيعض أيدي ويمشي مش كان من الواجب أنه أكلنا
جزت أنفال علي أسنانه فهو يتعمد أن يسخر منها : انت ديما بتتريق عليا هي إيدك وجعاك أوي؟!!
رفع معمر يده الملفوفة برابطة عنقه التي تحولت باللون الأحمر أجابها بنبرة مطمئنة : مجرد جرح بسيط
تابعت بصوتها القلق : طب ايه اللي حصل
أغمض كلتا عينيه ثم قال بشرود : دوست علي الأزازة بأيدي بالغلط
أنفال بنبرة تساؤل : هي الساعة كام؟!!
معمر بحيرة : ماعرفش .. قبل ما أنام كانت الساعة 3 ونص والموبايل فصل شحن .. ممكن تكون الساعة خمسة
لوت فمها بتذمر : أتأخروا علينا أوي
عقب لها بسخرية : معلش هبقا أتخانق معاهم لما يوصلوا .. انتي ناسية إن احنا غيرنا المكان ده غير الضلمة .. مش بعيد يكونوا تاهوا هما كمان وكل ده بسببك
عضت شفتيها وهي ترد عليه : والله كان غرضي شريف أنا ...آآ
قاطعها بتهكم : يعني ايه كان غرضك شريف .. انتي بتقولي هجص والسلام
حدقت بمقلتيها له بغضب فأكملت الحديث : أقصد لما أصور والصور تعجبك ماتقعدش تقولي انتي بنت وإن الشغل ده ماينفعكيش
رفع معمر حاجبه ثم قال ببرود مستفز : انتي عارفة انا ونوح بقالنا 6 سنين بنشتغل في التصوير الفوتوغرافي .. وبنسافر كتير مافيش مرة
أنت تقرأ
سم عسلك لعنة
Romanceكلامك مثل العسل في الحلق ولكنه سم للدم، لمسة من العسل ولمسة من المر كان حُبك سهلًا وسرعان ما تحول سم عسلك لعنة. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات