سم عسلك لعنة

الفصل الرابع

(الفصل الرابع)

*-------------*

عند سماع معمر جملتها الأخيرة تغيرت ملامح وجهه الي الغضب الحانق وأسرع في خطواته تجاهها ، في حين خافت أنفال من منظره علي الفور تراجعت للخلف وهي تردد بخوف : وعليا انا ذات نفسي وعلي عيلتي كلها بس أهدي انا أسفة

مازال مستمر بالنظر إليها بغضب وكان سيسبها بأبشع الألفاظ الوقحة ، أستطاع بأعجوبة تلجيم لسانه وهو يقول بحدة : هعديها عشان خاطر نوح .. وأنا عند رأيي مافيش سفر ليكي

حدقت أنفال بأعينها إليه وودت وأن تكمل كلامها ولكن قال معمر بصرامة : الوقت خلص .. روحي علي بيتك

أومأت برأسها وتقدمت بضع خطوات ولكن نظرت إليه مجددا بتريث : طيب كنت عاوزة مفاتيح العربية عشان أمشي بيها وانا نسيت المفاتيح في البيت

حدجها معمر ببلاهة ثم زفر علي مهل : مفاتيح وعربية ايه ؟!!!

أنفال بصوت تأكيد : عربية أخويا .. العربية الزرقة اللي برا

أغمض معمر عينيه بعصبية وهو يلعن رفيقه وشقيقته سليطة اللسان ، ولم يعد قادرا علي التحمل أكثر من ذلك فصاح بغضب : نعم يا روح أمك عربية أخوكي ازاي .. العربية بتاعتنا احنا الاتنين .. واللي زيك أصلا يعرف يسوق عجلة عشان يسوق عربية

أبتسمت أنفال بثقة وهي تقول بفخر : علي فكرة انا سوقت العربية دي كذا مرة

ضيق معمر كلتا عينيه قليلا كأنه يتذكر شيء ثم أستأنف الحديث بشرود : انتي اللي كسرتي المراية ؟!!

توتر أنفال قليلا ثم نطقت بصوت جاد قليلا : آآآ .. هو .. هو كان نوح معايا

جلس معمر علي أقرب مقعد وتابع بسخرية : يعني انتي .. طيب انا مش موافق

أنفال بنبرة أستعطاف : أنا عندي حل كويس بخصوص العربية .. أنت يوم وأنا يوم .. هاا .. قولت ايه ؟!!

رمقها بسخرية ثم أردف بأستفزاز : ليه ان شاء الله كنتي ضرتي والعربية الراجل بتاعنا

لتعقب بضحك : طب اعملك ايه .. عشان توافق

معمر بأبتسامة أستفزاز : مش هوافق أصلا .. الستات مابتعرفش تسوق

كلماته أستفزتها كأنه ألقي بعود كبريت مشتعل بجانب بنزين ، تكلمت من بين صرير أسنانها : مين اللي قال كده .. الستات بتعرف تسوق بمهارة .. الست زيها زي الراجل مافيش فرق بينهم هو من حقه يسوق وهي كمان من حقها تسوق

وضع أصبعه علي وجنته ونطق بأبتسامة عريضة : برضو مش موافق

عبس وجهها قليلا ، لتزيد من نبرة الاستعطاف : لو سمحت .. انا والله بعرف أسوق نوح علمني .. بس المراية اللي أتكسرت غصب عني من فضلك ما ترفضش