(الفصل السادس والثلاثون)
*--------------*
ظلت داليا ترمقهم بأستفزاز ، زفر معمر بنفاذ صبر فأمسك بذراع عمته وتوجه بها إلي ركن ثم قال بضيق : انتي بتدبسيني يا عمتي
همست بتحذير : وطي صوتك .. تسمعك كده
جز علي أسنانه بتهكم : ما تسمع .. عشان تحس علي دمها .. دي بت ملزقة
ألتفت مشيرة ووضعت أصابعها علي فم معمر وأردفت بأستعطاف : والله هي اللي قالتلي عاوزة أروح معاهم .. أحرجت أقولها لأ .. أستحملها يا معمر
همس معمر بسخرية ممزوجة بحدة خفيفة : أستحملها هي كانت قاعدة علي راسي .. أنا علي طريقتها المستفزة .. أنا مش مسئول لو أنفال ضربتها .. دي مجنونة بنت مجانين وتعملها
ثم ألتفت خلفه وجد داليا تتحرك بميوعة وأنفال تبادلها نظرات تأفف هي وبنات عمه عاود النظر لعمته فنظرت له بتوسل ، أبتعد معمر عنها ليقترب من أولاد أعمامه ويتحدث بنبرة جادة : كاظم زمانه زهق من تأخيركم ألحقوه .. وآمنة هوصلها مع البنات
قبل أن يغادر بشير مع أولاد عمه رمق أخيه بتفهم ، ليخرج معمر والبنات خلفه فتح لهم السيارة وتحدث بجدية : أركبوا
صعد هو بالأمام وأنفال بجانبه في حين الفتيات بالخلف هتفت داليا بضيق وهي تحرك يديها : أنتو تخان اوي .. انا مش عارفة أخد راحتي المكان ضيق وحر
أردفت آمنة بضيق : ولما هو حر وضيق جاية معانا ليه
ردت داليا بغطرسة : أنا هنا في عربية ابن عمي .. انا كنت عاوزة أقعد جمب معمر
صرخت أنفال بغضب وهي تلتفت إليها : نعم يا روح أمك .. تقعدي جمب مين ؟!
أكملت حديثها بأستفزاز : ده أبن عمي .. أقعد جمب معمر
جذبتها أنفال من حجابها وهي تقول بعصبية : قعد عليكي عفريت وبتططك .. ابن عمك من فين .. ده جوزي
صفقت آمنة وهي تقول بحماس : أديها يا أنفال
كبس معمر علي فرامل السيارة فجأة مما جعلهن ينكمشن بأنفسهن ألتفت معمر بغضب : انتو فاكرين نفسكم فين
أبتلعت أنفال لعابها بتعلثم : أنت مش شايف برودها
صاح بها بحدة : أنا خلقي ضيق .. ماسمعش صوت واحدة فيكم لحد لما أوصل
ثم أدار السيارة مجددا وأستمر في طريقه ربعت أنفال ذراعيها بضيق شديد ثم أدارت رأسها للجانب الأخر لتنظر للشارع ولم تلتفت إليه إلا عندما قال بجدية : وصلنا
ترجلت أنفال ودلفت للداخل بوجه عابس تبعها الفتايات نظرت آمنة لداليا بحنق : أرتحتي كده يا بومة
أنت تقرأ
سم عسلك لعنة
Romanceكلامك مثل العسل في الحلق ولكنه سم للدم، لمسة من العسل ولمسة من المر كان حُبك سهلًا وسرعان ما تحول سم عسلك لعنة. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات