(الفصل الأول)
*-----------*
في أحدي الأحياء الشعبية ومتوسطة المستوي بالحارة التي يطلق عليها "بحر النحل" كانت هناك عمارة من أربعة طوابق ، ملك عائلة خباب
بجانب تلك العمارة مبني صغير متهالك كبقالة لبيع عسل النحل وبعض أساسيات الطعام جالس به شاهين خباب ذلك الرجل الوقور ، خرج من
العمارة أمام ناظريه شاب في العشرين من عمره مرتدي زي الجيش ممسك بيديه حقيبة سفر ووالديه يودعونه خلفه.
صاح شاهين بأبتسامة خفيفة : خلاص يا عبد الرحمن نويت
أبتسم له وأردف بهدوء : ده قانون وواجب يا عمي لازم أروح الجيش
زادت إبتسامة شاهين وهو يكمل حديثه : تروح وترجع بالسلامة .. ربنا معاك يا ابني
نظر لوالدته بنفاذ صبر ثم عقب بهدوء : ياما نفسي اسمع الكلام ده من أمي وأبويا .. لاحسن أطق
نظر شاهين لأخيه وقال بعتاب : أنشف يا مأمون كدة وبأذن الله خير
أكمل عبد الرحمن بمرح : السلام عليكم .. عشان ما أتأخرش لأول يوم ليا في الجيش
أحتضن عمه ووالديه ثم أبتعد عنهم وهم يدعون له دلفت زوجة مأمون "بهيجة" للداخل بينما ظل مأمون مع أخيه الكبير في ذلك الدكان ليتحدثون سويا.
كانت بهيجة ستصعد لشقتها ولكن أوقفتها أخت زوجها مشيرة : خليكي شوية معانا .. طاهرة زمانها نازلة
أومأت رأسها بحزن ثم دلفت لتلك الشقة التي تمكث بها حماتها "تحية" وأبنتها مشيرة .
بالطابق الثاني خرج شاب من غرفته وهو يزفر الهواء بضيق حرك وجهه الي الجانبين بريبة ثم ألقي بثقله علي أحدي المقاعد الخشبية المكسوة
بالقطن ، لاحظته والدته وهي ممسكة بصنية موضوع عليها أكواب من الشاي ثم سألته بفضول : عاوز حاجة يا بشير ؟!!
رفع رأسه إليها بفرحة وهو يقول بتأكيد: 100 جنية
أمتعض وجهها وردت عليه بسخط وهي تهم بالخروج : مافيش
نهض علي عجالة ليلحق بها وقال بنبرة سخرية : طب أستني بس الكلام أخد وعطا .. لمين الشاي ده
جزت علي أسنانها وأستأنفت بجدية : لأبوك برا في الدكان .. هروح أديله الشاي وأقعد شوية مع جدتك وعمتك
لوي بشير فمه بضيق : طيب والمية جنية
فتحت الباب وقالت بلامبلاة : قولتلك مافيش
نزلت من درجات السلم وهو يرمقها بنفاذ صبر ثم لمعت برأسه فكرة أبتسم علي أثرها بخبث ليقترب من غرفة شقيقه الأكبر وفتح الباب
أنت تقرأ
سم عسلك لعنة
Romanceكلامك مثل العسل في الحلق ولكنه سم للدم، لمسة من العسل ولمسة من المر كان حُبك سهلًا وسرعان ما تحول سم عسلك لعنة. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات