الفصل الثامن عشر:غضب

3.4K 262 400
                                    

حدث كل شيء بصورة ضبابية.. في البداية كان يركض ، إلى متى لم يكن يعرف - الشيء الوحيد الذي سجله هو الضربات الصاخبة لخطواته - ثم ضربت رائحة التبييض النفاذة أنفه ولم يعد في عتمة الليل ، ولكن تحت صرير مصابيح الإنارة.. جيمين كان واعياً بشكلٍ مبهم على وجود إمرأة (ممرضة؟) أمامه.. قالت شيئاً ، وانطلق جيمين بعدها.. كان على وشك البكاء وهو ينتظر المصعد.. قلبه لم ينبض بهذه القوة من قبل وأقسم بأنه سيقفز من صدره.

عندما اقتحم جيمين الغرفة ورأى عمته فاقدة الوعي وموصولة بأنابيب وإبر ، انهار.. كان هناك طبيب.. سمعه جيمين يقول اصطدام سيارة ، معصم مكسور ، غرز، وعندما أوضح إن صدرها قد اصطدم بشدة في عجلة القيادة لدرجة أنها تعرضت لسكتة قلبية وكان لابد من وضعها في غيبوبة طبية لمنع دماغها من التورم ، حينها توقف جيمين عن الإستماع.

تحطم عالمه كله.

لم يستطع حتى فهم المشهد أمامه.. كانت شاحبة جداً ومصابة بكدمات.. تقريباً كما لو كانت ميتة.. تم حلق معظم الجانب الأيمن من رأسها حيث كانت الغرز ملفوفة بشاش.

استقرت يد على كتفه المرتجفة.. تحدث جونغكوك ، لكن جيمين كان أصماً لكلماته ، جالساً بجانب السرير بينما يمسك بيد عمته ويلصقها بجبينه.. بالدعاء والدعاء والدعاء أخبره الطبيب بأنها حين تستيقظ ستكون بخير.. كانت عيناه ورأسه يؤلمانه من كثرة البكاء ، لكن الدموع لم تتوقف.

بمجرد أن غادر الطبيب الغرفة ، أغلق جونغكوك الباب.. كان صوت التنبيه الثابت لجهاز مراقبة دقات القلب مُريحاً لجيمين.

"هناك مستشفى آخر أقرب إلى موقع الإصطدام". قال جونغكوك فجأة،"لكنهم أحضروها هنا إلى مستشفى جيون للرعاية" ،عقد ذراعيه واقترب من جيمين، "والدي ..هو من فعل هذا".

تحرك رأس جيمين ، والدموع تنهمر من ذقنه.. كانت رؤيته غير واضحة لدرجة أن جونغكوك كان أكثر بقليل من مجرد نقطة أمامه.. "بالطبع كان هو!". بصق جيمين كلماته، "لقد فعل الشيء نفسه بي منذ سنوات وقتل والدتي!" ،لسوء حظ بيونغهو فقد نجا جيمين من حادث السيارة،والآن كان يحاول أخذ آخر شيء في هذا العالم عزيز على قلب جيمين لأنه كان شديد العزم على تدمير حياته.

تجنب جونغكوك عينيه وفرك مؤخرة رقبته.. لم يفوّت جيمين زجاجة الأوكسي الجديدة التي تطل من جيبه، "لابد بأنه يحتجزها هنا ليغرينا بالعودة إلى لوميا".

قام جيمين بإحكام قبضته على ملاءات السرير الزرقاء حتى أصبحت مفاصل أصابعه بيضاء.. مع وجود عمته في غيبوبة تحت تصرف بيونغهو ، لم يكن أمام جيمين أي خيار آخر حقاً.. حتى لو كان مجنوناً بما يكفي لمحاولة تهريبها إلى مستشفى آخر ، فلازال بإمكانه شم رائحة كل مصاصي الدماء الذين يسيرون بين القاعات.. الطبيب الذي تحدث معه كان يعرف بالضبط من هما ، جيمين كان متأكداً من ذلك.. من كان يعرف عدد أتباع بيونغهو الذين كانوا يراقبونهما داخل طاقم العمل فقط.. كان اللقيط يرسل رسالة وسمعها جيمين بصوتٍ عالٍ وواضح.

حديد وملححيث تعيش القصص. اكتشف الآن