حديد وملح

الفصل العشرون:خاتمة

كانت الشوارع هادئة اليوم.. كانت السماء الرمادية والغيوم الداكنة تعلن عن صباح كئيب آخر.

انتشرت القطرات على النافذة ، مُخلّفة من بواقي المطر الذي هطل منذ ساعات ، إنقلب العالم رأساً على عقب في كل واحدة منهم.. جونغكوك شاهد صورة شوارع غانغنام تنعكس من خلالهم.. لم يخرج الكثير من الناس إلى الشوارع.. كانت باردة جداً ، قبيحة جداً.. إذا كان سيخمن ، فسيبدأ هطول الأمطار مرة أخرى قريباً ، لذلك فهو يفضل الوصول إلى حيث يحتاج بسرعة.. آخر شيء كان بحاجة إليه هو أن تتلطخ بدلته بالمطر.. كانت سوداء جديدة، وقد صنعها خصيصاً لهذا اليوم.

عندما تململ على ساقيه ، تجعد الغلاف البلاستيكي حول الباقات.. ثبتهم في حضنه ، وأبقاهم في مكانهم بترتيب منمق.. لم يكن جونغكوك جيداً في التعامل مع الزهور ، لكنه حصل على ثلاث باقات من الزنابق البيضاء.. كان قد سمع بأنهم يرمزون إلى السلام.. ربما كان هذا هراءً ، لكنها على الأقل أعطته هو نوعاً من السلام ، أو على الأقل ، اعتقد بأنه كان كذلك..جونغكوك لم يعرف حقيقة ما يشعر به هذه الأيام.. كان خدراً قليلاً في بعض الأحيان ، قانعاً أحياناً ، لكنه في الغالب كان مثل السماء خارج نافذته.

على الرغم مما أصبحت عليه حياته الآن ، لكنه كان راضياً.. حقاً .. لا يستطع الشكوى،خاصةً عندما أصبح كل شيء يسير في النهاية بسلاسة بعد الإنتقال وجميع التغييرات التي أمر بها ، وكذلك تلك التي نفذها بنفسه.. كانت الأمور تسير على ما يرام.

لكن اليوم ، كان الأمر مختلفاً بعض الشيء.

تباطأت السيارة حتى توقفت وانقطع المحرك.. "نحن هنا يا لورد جيون".قال سائقه وهو يبتسم في مرآة الرؤية الخلفية، تراجعت عينيّ جونغكوك إلى النافذة.. امتدت حقول شواهد القبور أميالاً خلف السياج الأبيض.. لا توجد روح واحدة في الأفق ، باستثناء امرأة تقف في وسطها وهي ترتدي ملابس سوداء من رأسها حتى أخمص قدميها ، ورأسها منخفضاً لأسفل عند شاهد قبر.

فُتح الباب له ، مما جعل جونغكوك يجفل. اقترب سائقه لمساعدته في الباقات ، لكنه رفع يده رافضاً.

خرج جونغكوك وشد وشاحه ليقاوم اللدغة الجليدية لهواء يناير.. خلف سيارته كانت هناك سيارة أخرى سوداء لاتُظهر أبداً من بداخلها ، كان فريقه الأمني ​​يراقبه.. كان يعلم أن والده كان لديه فريق لنفسه ، ولكن بعد حمام الدم في تلك الليلة ، اختار جميع رؤساء العشائر ضمان تدابير أمنية أكثر صرامة لجميع شخصيات مصاصي الدماء البارزة في البلاد.. لذلك أصبح الآن أربعة رجال يتنفسون باستمرار حول رقبته طوال اليوم ، كل يوم.. لم يكن الأمر سيئاً للغاية ، على الرغم من أنه لا يستطع المجادلة ضده.