حديد وملح

الفصل الرابع عشر:الحقيقة

كان الماء دافئاً على بشرته ، لكن جونغكوك كان أكثر دفئاً.. امتص رقبة جيمين ليُخرج قهقهة خفيفة.. تحت الدش ، قبّلا بعضهما البعض بينما جونغكوك يطوق جيمين بذراعيه من الخلف.. لقد غسلا أجسادهما بالشامبو وقاما بتنظيفها بالفعل ، لكن الماء كان منعشاَ ، وكذلك جلد جونغكوك العاري الذي يحتضنه.

جونغكوك شد ذراعيه بإحكام حول خصره وهو ينفث الهواء برفق في أذنه.. أصدر جيمين ضوضاء خافتة و استدار برأسه. لكن جونغكوك فعل ذلك مرة أخرى وجيمين تلوى في قبضته.

"توقف ، سأصبح منتصباً"،احتج.

"وهل هذا سيكون أمراً سيئاً؟"، قال جونغكوك ضد كتفه.

"علينا المغادرة قريباً ،ولا أريد أن أخبىء فخذاي تحت مفرش الطاولة طوال فترة وجودنا هناك".

ترددت ارتعاشات خفيفة عبر جلده بينما كان جونغكوك يهمهم على جلده.. في وقت سابق ، أخبره جونغكوك بأنهما سيذهبان إلى حفل عشاء في القصر الليلة.. لقد قال إنه كان مشابهاً للمأدبة التي حضراها قبل يومين ، ولكن بدلاً من أن يكون العشاء مفتوحاً للجميع ، كان حصرياً لشاغلي القصر وعدد قليل من الأشخاص المختارين الذين تلقوا الدعوة ، تكريماً لرؤساء العشائر الثلاثة جيون وبارك وكيم.. كان هذا تقليداً مُتبعاً ، على ما يبدو.

بالطبع ، لم تكن فكرة التواجد في مكان مُغلق مع مجموعة من كاملي الدماء مثيرة للحماس بالنسبة لجيمين ، ورؤية جيون بيونغهو مرة أخرى لم تجعله أكثر تلهفاً ، ولكن لم يكن هناك الكثير الذي يمكنه فعله.. كانت ليلة واحدة فقط.. بعد أن يجتازاها سيكونان أحراراً لبقية الصيف.

جيمين تساءل عما إذا كان سيقابل كيم نامجون هناك أيضاً.. لقد احتفظ بلقائهما الأول لنفسه عندما اصطدم به هو وجونغكوك بالأمس.. بالحكم على ردة فعل جونغكوك وطريقة رده على أسئلة جيمين ، أصبح جيمين حذراً من الرجل.. خاصة بعد أن ذكر نامجون بأنه كان في غواناك..جونغكوك قدم إجابة قصيرة مقتضبة ولم يُسهب في التفاصيل حول هذا الموضوع ، لكن جيمين لم يستطع إلاّ أن يتذكر الرجل الذي اعتقد بأنه شاهده من الأشجار عند البوابة الخلفية للجامعة بعد خروجه من مسكنه إلى شقة جونغكوك.

وبشكلٍ مثير للريبة ، ظهر نامجون من بين الأشجار في البحيرة عندما إلتقيا.. لا يمكن أن يكون ذلك مصادفة ، أليس كذلك؟ هل من الممكن أن يكون نامجون في الواقع يراقبه بالجامعة؟ ربما لم يكن جونغكوك يخبره بكل شيء ، وهو ما لم يقدّره جيمين.. ربما هذا يفسر سلوك جونغكوك الغريب المتمثل في التحديق دائماً في الأرجاء كما لو كان شخص ما يراقبهما ، أو ربما لأنه كان يراقبهما بالفعل.

حاول جيمين نزع ذراعيّ جونغكوك لكنه سحبه للخلف أكثر وهو يصدر صوتاً مُحتاجاً، "لا.. أريدك هنا "، قال ، وهو يدفن وجهه في انحناءة عنق جيمين.