الفصل السادس

477 31 6
                                    

بعد أن رأي تلك السيارة الحمراء في الإتجاه المقابل له وهي تلوذ بالفرار بسرعة وجبن بعد مافعلته بتلك الفتاة المسكينة ..شعر ببعض تأنيب الضمير من التفكير أن يتركها علي تلك الحالة تموت وهو يري خلو الشارع من المارين ولم يري أحد ما حدث ولا يوجد أحد بالشارع وهو يراها تسقط أرضًا تنزف من رأسها بغزارة ..فنفخ بقوة وهو ينحرف بقوة علي الطريق يدور بالسيارة للجهة الأخري لإنقاذ تلك الفتاة مسببًا بعض العلامات علي الطريق جاذبًا إنتباه بعض أصحاب المحلات ..وهو يتجه للفتاة بسرعة وهو يتردد علي ذهنه كلام الضابط عن تأمين جدته وهو يسب بأن إذا حدث لها أي شي سيحمّله هو المسؤليه ..وهو يفكر بأن جدته معها قوات تأمين وقد أرسل لها النجدة ولكن تلك الفتاة علي عكسها ..فأخد يتمتم بالدعاء لله أن يحفظ له جدته وهو يخرج من سيارته مهرولًا لتلك الفتاة جاثيًا أمامها وقد بدء بعض الأشخاص تأتي إليها ..
آسر بقوة وهو يحملها بشفقة إلي سيارته :حد يفتحلي باب العربية بسرعة ..وجري بها بسرعة علي السيارة تاركًا الناس يتطلعون إليها بشفقة متحدثين بين القيل والقال..
🍀🍀🍀🍀🍀

بعد مرور ساعة يقف وهو يطالع ذلك الهاتف الصغير الزاريرالمحطم شاشته كليًا.. بفكر شارد بعد أن لحقه أحد الأشخاص المتجمعين لسيارته معطيه إياه قائلًا أنه يخص الفتاة ..وبعد أن أدخلوها الطواري إستمر في الضغط علي زر الإتصال للوصول لأي شخص يعرفها لعدم وضوح شي من تلك الشاشة ،حتي جاءه صوت إنثوي أبلغه بإختصار عما حدث خاتمًا بعنوان المشفي .. وحتي الآن مر ساعة وهو ينتظر خروج أي طبيب أو مجيء أحد من أهلها ..وهو يشعر ببعض الهدوء النسبي بعد أن إطمئن أن جدته بخير ولم يمسها سوء وتم القبض علي المجرم ..إتجه بسرعة لممرضة تخرج من العمليات
آسر باستفسار :طمنيني عن البنت؟
الممرضة بهدوء وعملية :لسه حالتها خطرة ومحتاجة نقل دم بسرعة ..وفصيلتها B -مش متوفرة في بنك الدم
آسر بسرعة :أنا O خدي مني إللي عايزاه بس..
قاطع كلامه خطوات مهرولة ومجي عم سعد وإبنته
عم سعد بقلق وإندهاش :آسر بيه.. وتطلع للممرضة بقوة ..وهو يتابع بقلق وخوف :بنتي نور في حد كلمني وقالي حصلها حادثة وهي هنا ..طمنيني عليها يابنتي إلهي يسترك

آسر بإستغراب : هي دي بنتك ياعم سعد
الممرضة بعملية :لو تقصد البنت إللي جوه فحالتها خطر ومحتاجة نقل دم بسرعة ..ولو سمحتم متعطلونيش أكثر من كده أنا ورايا شغل وتطلعن لآسر وأنت يا أستاذ يلا ورايا لو هتتبرع عشان الحالة مش مستحملة تأخير..وتركتهم وغادرت لإستئناف عملها.. وغادر معها آسر بعد أن أخبرهم
🍀🍀🍀🍀
يجلس ذلك الشاب الأسمر اللحية ..ذات البشرة المخمرية في قصره تتطلع عيونه السوداء إلي أحد أركان الفيلا وهي تنطلق منها الشرار.. يعلو صدره ويهبط بإنفعال وهي تطلع منها الشرار ويضعط علي أسنانه بغيط من أفعال أخيه الطائش وهو يشكل قبضته ويضغط عليها بقوة محاولًا كفح غضبه ..ولكن ما أن سمع بتوقف تلك السيارة الحمراء أما القصر ..حتي علم بوصوله وبالفعل لم تمر عدة دقائق حتي دخل شاب القصر يترنح بعدم وعي وعلي وجهه إبتسامة ..لا يستطع الوقوف بإستقامة ..
لم يستطع ذلك الذي يحاول كفح غضبه من الإنتظار أمام ذلك الموقف ..فإندفع إليه وضربه بقوة علي وجهه ..جاعلًا من الأخير يسقط أرضًا وهو مازال لايعي شي ..ونطق ببعض الثمالة :في إيه يا سراج
سراج بغضب وقوة وهو ينحني علي الشاب الملقي أرضًا : مافيش فايدة فيك ولأ في تصرفاتك ..مش عايز تتعدل أبدًا ..وإنهي كلامه بصراخ :أعمل فيك إاااايه
قاطعه أحد الحراس لديه وهو يأتي مهرولًا عليه :سراج بيه ..في أخبار وحشة
نظر له سراج بغضب يتجلي بوضوح علي وجهه ..إبتلع الحارس ريقه الحارس بخوف وهي يخفض عيناه أرضًا وينطق بسرعة :العملية فشلت وجدته بخير ..وإتقبض علي رجالتنا
سراج بصياح وهو يكسر أحد التحف الثمينة :إطلع برااااا وثم أكمل بتهديد وصوت مرعب ينم عن خلفه عن نوايا كثيرة :إستني ...إتصرفوا وهاتولي جدته يإما مش هرحمكم ..وأكيد عارف كلامي هنفذه علي مين ..أكيد مراتك وعيالك هيوحشوك بس ليهم عمر ووقت هينتهي فيه عمرهم ..ونظر للأخير الخائف وقد فهم تهديده المبطن جيدًا ..وهو يكمل بتهديد :أكيد فاهمني
هزا الحارس رأسه وتمتم بطاعة :طبعًا يافندم ..إللي تؤمر بيه هيتنفذ فورًا
أشار سراج له بيده للإنصراف وجلس علي كرسي وهو يغمض عيناه بضيق وتعب ومازال الغضب يسيطر عليه ..ولكنه بمجرد أن تذكر أخاه نظر للبقعة التي سقط عليها وجده إختفي ..هزا رأسه بخيبة أمل وأغمض عيناه مرة أخري..
🍀🍀🍀🍀🍀
بعد مرور ساعتين من الإنتظار يغمرهم القلق والتوتر ..سمعا فتح غرفة العمليات وخروج أحد الأطباء فأندفعوا عليه بقلق
الدكتور بإطمئنان :الحمد لله قدرنا نوقف نزيف دماغها ،بس لازم نستني 24 ساعة الجايين لو عدتهم بخير ونتمني ده من غير أي مضاعفات تمام  هيكون حلو جدًا ..وعندها كسور في إيديها اليمين وبعض الكدمات المتفرقة في جسمها تتفاوت مابين شديدة ومتوسطة ..إدعولها وعن إذنكم

غادر الطبيب تاركًا عم سعد يستند بضعف علي الجدار خلفه ويظهر علي وجهه علامات الألم ..ساندته إبنته رضوي وهي تبكي بألم وأما عن آسر فأسنده من الجهة الآخري وهو حزين علي عم سعد علي تلك الفتاة المصابة يغمره الشفقة عليها..

عم سعد بألم وحزن يظهران جليًا علي جهه :صعبانة عليا جدًا اللهم لأ إعتراض أنا عارف أنه له في كل حاجة حكمة وده الخير ليها ..حتي لو شايفين عكس كده ..بس نظرتنا كبشر قليلة وهو عز وجل نظرته أعمق وهو أرحم بينا ..بس كل إللي أقصده إنها صعبانة عليا ،قلبي وكلني عليها ،خايف يحصلي حاجة وأموت وأنا قلقان عليها وأسيبها لوحدها ..بعد  ما كنت مطمن إن معاها راجل بعد ما إمها مامت وبقت وحدانية ..قلت لنفسي ربنا كرمها براجل ياسعد ومتجوزة حتي لو كان قعيد بس لقب متجوزة حفاظها من عيون الناس إللي طامعنة فيها ومش بترحم ..من ناحية حسن ومن ناحية صاحب البيت والفلوس إللي عليها ومشها من بيته ..ومن ناحية مش لاقية تاكل ..لحد الحادثة إللي مش عارفين هطلع منها عاملة إزاي ..وقال بوجع :يااااارب كون معاها

رضوي ببكاء هيستيري وهي تربط علي كتف والدها ونحيبها يعلو ويزداد مع كلام والدها : وحد الله يا بابا وإدعيلها يابابا هي محتاجة دلوقت دعانا أكتر من أي حاجة ..روح صلي إشكي لربنا وإدعيله

آسر بحزن و هو يضغط علي يد عم سعد ببعض القوة يعطيها له : وحد الله ياراجل ياطيب ..وأتاكد في ربنا إنه هيعوضها ..مش إنت عارف إن في إبتلائه حكمة ..ربنا هيكرمك فيهم وتشوفهم أحسن الناس بس روح إلجأ ليه وفضفضله

عم سعد بحزن وبعض الإنتباه :بس أنت ماقولتليش يابني عرفت إزاي وحصلها الحادثة إزاي ؟
آسر بتنهيدة :مافيش ياعم سعد بس وأنا ماشي شوفت عربية خبطتها وجريت وملحقتهاش ..فجبتها وإتصلت بيكم ومعرفتش إنكم أهلها غير أما شوفتكم ..
وأكمل وهو يناولهم هاتفها المكسور :إتفضلوا

تناوله منه عم سعد وهو يتمتم بالشكر ..ومنذ ساعتان وهم بالبيت بعد أن أكد عليهم الطبيب أن المسكن لن ومفعوله لن ينتهي قبل ساعات أي بعد طلوع الشمس ونصحهم بالذهاب لبيوتهم وأن ينالوا قسط من الراحة وخاصة أن الساعة تعدت الثانية صباحًا ..فغادر عم سعد وإبنته عازمين أن يأتوا مبكرًا للإطمئنان عليها وأوصلهم آسر بعد أن أكد عليهم عدم القلق بشأن أي شي وأنه سيكون موجود معهم ولايحملوا هم أي شي ،وأعطي عم حسن أجازة حتي الإطمئنان علي إبنته ويرتاح قليلًا ثم المجي وغادر تاركًا إياهم في وضع يرثي .. فقد غادرالنوم عيونهم تلك الليلة ..فأما عم سعد كان قلقًا علي نور ويفكر بطريقة لتدبير أموال المشفي ،أما إبنته فقد شاركته قلقه ولكنها شاردة في شي آخر يستحوذ علي فكرها منذ أن رأت صديقة عمرها من خلف الزجاج حبيسة الفراش لاتتحرك وهي تستولي علي رأسها فكرة لازميلتها حتي لو علي حساب نفسها ..وتابعت بألم تفكيرها لكن الأخري أختها وصديقتها لن تتحمل فراقها أبدًا ..حتي لو علي حساب نفسها ..وقد عزمت علي تنفيذ تلك الفكرة دون أن يعرف أحد!!

في اليوم التالي يقف عم سعد وإبنته أمام الغرفة العناية المشددة ينظروا إليها من الخارج بآلم وخوف ..وهم يروا فحص الطبيب لها ..حتي خرج وتوجه إليهم وعلي وجهه علامات الأسف :للأسف المريضة دخلت في غيبوبة..!!
🍀🍀🍀🍀🍀🍀

يتبع..
وفي الختام :

‏"اللهُمّ عوّضنا عن كُل عسرٍ شتتّ طرقاتنا وأبدّله يُسرًا أينما وجهنا وجوهنا."❤️

معاني الحب ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن