معاني الحب ❤️

الفصل الأول

في أحد البيوت المتهالكة لأحد أحياء القاهرة القديمة المتهالكة الفقيرة يظهر من تهالكها قلة المستوي المادي لساكنيها ..

نجد في بيت يشع الحزن منه يعلو منه صوت القرآن الكريم ويجلس العديد من السيدات يرتدين الأسود وينظرن لتلك الفتاة الحزينة تبكي بحرقة علي زوجها المتوفي  لاتشعر بمن حولها عيناها حمراوتان متورمتان مستمرتين في ذرف الدموع بقوة علي خديها لا إراديًا كبرها حزنها وجعلها تبدو بالاربعين رغم أنها لم تنهي بعد عمرها الثاني والعشرون ..

بعض السيدات يتطلعن لها بشفقة وآخريات بحزن وبعضهن تمصمص شفتيها بضيق ونظراتها توحي بالضيق ولاتطيق الإنتظار للخروج ..

بجانبها صديقتها رضوي تنظر لها بحزن علي حالها وهي تبكي وتهزها بقوة محاولةً إفاقتها من حالتها تلك ..

وهي تتحدث ببكاء وصوت عالي بعض الشئ : يا نور كفاية بقا .. ماينفعش كده .. هو إرتاح .. لازم تفوقي من حالتك دي وتكمل حياتك .. لازم تفوقي ..

وإنفجرت مجددًا بالبكاء وهي تري صديقتها لاتشعر بها أو حتي تسمعها وغير دارية بما يجري حولها أو نظرات النساء الآتي يعدون الوقت لينتهوا من ذلك الواجب ويسيروا متابعين حياتهم ..

تبكي نور وهي تفكر " أ يعتقدوا أنه كان لها مجرد حمل لا يعلموا أنها هي من تتكي عليه إنه كان لها سند وقوة وعائلة ، ويصبرها علي حالها أما بموته ذكرها كما هي يتيمة "

أما بالأسفل حيث مكان جلوس الرجال في العزاء في إحدي الأركان يجلس رجل خمسيني العمر غزا الشيب وجهه وترك بوجهه بعض التجاعيد التي لها الأثر الكبير في ما عاشاه من مواقف وحكم في حياته .. وهو من رباها بعد وفاة والدها وهي في الرابعة من عمرها وتولي رعايتها هي وإبنته رضوي من قام بتربيتها وإعتبرته أباها وكان دائمًا معاها ..

يجلس بجانبه شاب في عامه الثلاثين طويل ذو بشرة قمحية لديه جرح  غائر في وجهه من أسفل عيناه وأما عن ملابسه وطريقة حديثه فهما لايختلفان نظرًا لمهنته مع قطاع الطرق وذلك لايتناسب مطلقًا مع اسمه حسن..

نكز حسن عم سعد بكتفيه بهدوء محاولًا جذب إنتباه عم سعد  .. مُتحدثًا بهدوء وبإبتسامة سمجة فنظر له الآخر بإستفسار يغلب عليه الحزن : أنا كنت عايزاك في موضوع ياعم سعد ..

عم سعد بحزن وعدم قدرة علي الحديث : مش وقته يابني أنت شايف اللي احنا فيه ..

حسن بإصرار : ماينفعش الموضوع مهم ..

أجابه الأخير بإستسلام : قول يابني بس بسرعة