لسان الحروف

94 13 5
                                    

يأتي الأدبُ ويُعرف بكونه تعبيرًا إنسانيًّا يوظِّف الكاتب أو الأديب من خلاله الكتابة بأبهى صورها الإبداعيّة، للتّعبير عمّا يجول ذهنه مِن خواطرٍ وأفكارٍ ومشاعر، ويُقسم الأدب إلى نوعين رئيسَين، ثم يمكن إعادة تقسيم نتاجهما إلى أصنافٍ أخرى، فيكون الأدَب على ذلك حصرًا على الشّعر من جهةٍ، وعلى النّثر من جهةٍ أخرى، واليوم ها هنا مقالنا الذي سيعرّفكم على الأدب الرّوائي، سواءً في الأدب العربي أو في العالمي، والوقوف عندَ أهم عناصره، سِماته، تقسيماته وجماليّاته.

بدايةً وقبل أن نغوص في مقالنا هذا، من منظوركم؛ ما هو الأدَب الرّوائي؟

إنّ الرّواية هي إحدى أقسام الأدب، ويمكن تعريفُها على أنّها: أدبٌ نثريٌ، يعملُ في حقلِ الخبرات الإنسانيّة، جنبًا إلى جنبٍ مع الخيال، والرّواية تكون سرديةٌ مرويّةٌ، فهي بحاجةٍ لراوٍ ينظرُ إلى الشخصيّات  كأنّه من مكانٍ مرتفعٍ، فيتحدّث بلسانِ الشخصيّات  أحيانّا، ويفسحُ لها المجال للحديثِ أو الحوار -وهو سمةٌ من سِمات الرّواية- أحيانًا أخرى، وتأتي الرّواية كأطول الأجناس الأدبيّة من ناحيةِ عدد صفحاتها، كما وتتميّز بأنها تكون -غالبًا- مع مُددٍ زمنيةٍ أطول في امتداد أحداثها.

لرُبّما نتساءل أحيانًا، ما الذي يجب أن يشتمله الأدب ليُقالَ عنه أدبًا روائيًّا؟
ولأُجيبكم فيُمكنني القَول أنّ الرّواية تتميَّز عن غيرها مِن الأجناس الأدبيّة والأدبيَّة النثريّة بأنّها: ذات شخصيّاتٍ متعدّدةٍ، وأحداثٍ متنوّعةٍ، كما قَد تكون نتاجًا خالصًا لخيالٍ خصب، أو تكون ذات أصلٍ وانعكاسٍ واقعيٍ، أو مزيجًا بينَ الواقع والخيال، وهُنا يجبُ الإشارةُ إلى أنّ الرّواية ظهرت لأوّلِ مرّةٍ في أوروبا، وعليه فإنّ الرّواية في الأدب العربي منقولةٌ عن الأدب الغربي الأوروبي، ولا يعني هذا أنّ الرّواية في الأدب العربي، محض تقليد.

تحتوي الرّواية في عددِ صفحاتها المُمتدّة بما يُمكن تسميتُه بعناصرِ بناء الرّواية، وفي الأساس تكون هذه العناصر على قدرٍ من الأهميّة حيثُ أنّ الرّواية لا تكون روايةٌ حالَ خلوّها مِن بعضها، وذلكَ لأنّ الرّواية تدورُ في فلكها، وتروي الأحداث بمقتضاها، والآن ذكرٌ لأهمِّ عناصر الرّواية، حيثُ لا يُمكن إغفالها في حديثٍ حول تعريف الرّواية.

وعناصر الرّواية هي الآتية:

الحبكة: الحبكةُ باختصارٍ هي سير أحداث القصّة اتّجاه حلِّ العُقدة.
ويوجدُ نوعين:
أ- الحبكة النّمطية: وفيها تسيرُ الأحداث بوتيرةٍ هادئة مِن البداية الطبيعيّة للأحداث ثمّ التّسلسل المعتاد فى حدوثِ الأزمة ثمّ تصاعدها ومحاولة حلّها.
ب- الحبكة المركبة: التي تبدأ الأحداث فيها بالنّهاية أو مِن حيث موضعٍ شائك في القصّة، ثمّ يتِم استعراض الأحداث التي أدّت لتلكَ المُعضلة ورحلة الشخصيّات  في حلّها، أي يبدأُ الكاتب بالعُقدة ثمّ يحاول حلّها.

واحة الأدبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن