طرف وحكايات

71 8 0
                                    

جميعنا نحوز على حكاية سبق وقصت علينا، تلك الحكاية قد تواردت بين عائلةٍ ما، أو لربما حكاية عن أسطورة تداولت بين الأجيال جميعها، قد يكون أحدها ذا طبع وأثر يحمل الترح بين جنباته، أو يضم العاطفية بين ضلوعه، ولربما يسيج الكوميديا بسياجه، وبذكر الكوميديا بالتأكيد جمعينا نعرف عدة طرف تكتنف الكوميديا وسط سطورها؛ فمفهوم الطرفة كما عُرف حديثًا هو كل قول يميل إلى الفكاهة والخف من دواخل الذات، ومن مقدمة مقالنا هذا قد اتضح أنه سيتناول الطرفة والحكاية في مأدبة اليوم.

لنتطلع في البداية لجنس أدبي فُقه بلفظ الحكاية، والحكاية هي كل قصة أو أسطورة نُقلت من جيل لآخر شفويًا، ودائمًا، وإن صح القول غالبًا فتلك الحكايات تقحم طي جدرانها العبرة، فتُحكى غالبها بغاية إدراك المنفعة في ختامها، أو انتصافها، والحكاية كذلك كما ذكرنا فهي ترتحل من
جيلٍ لتنطوي ضمن كنف ورعاية جيل آخر، وبالتالي تتغاير بعض التفاصيل فيها لكي تتجانس مع مفهوم الجيل الذي تعاصره. ويمكن للحكاية أن تُعرض عبر أسلوب السرد فحسب مع التخلي عن الحوار، أو مع السرد والحوار سويًا.

وتُعرض الحكاية أو تقبع سُفل عدة أشكال، ألا وهم: «الحكايات الطويلة، الخرافات، الأساطير، والحكايات الخيالية» وسنشرح كلًا منهم عبر صورة سطحية توضح مفاهيمهم؛ فبالتأكيد سيتم تناولهم على مآدب أخرى بشكلٍ مُفصل.

أولًا الخرافة: والخرافة هي قصة مختصرة متداولة بين جميع الدول، وترتحل من جيلٍ إلى آخر عبر تناقل الأحاديث، وغالبًا أو دومًا ما تكون تلك القصص خارجة عن المألوف ولا تمت للمنطق بصلة (كتحدث نبتة بلغة البشر مثلًا).

ثانيًا الحكايات الطويلة: هي قصة مع عناصر غير حقيقية، لكن بعض شخصياتها يلتمس من الواقع شخصه، والبعض الآخر محط خيال، وظهرت تلك الحكايات لأول مرة في الأدب الأمريكي الشعبي.

وأما ثالثًا فهي الأساطير: هي سرد قصصي يوضح الظواهر والمواقف والتغيرات التي نشأت من بداية البشرية حتى الآن، وترتبط بالتفاسير الدينية، والتي تكون غالب شخصياتها آلهة، كما آلهة الإغريق القديم كأكبر مثال.

ورابعًا الحكايات الخيالية: وهي قصص تكون شخصياتها بالفعل تقليدية وشعبية، وتُخط تلك الحكايات في كتب الأطفال غالبًا، وتدون بهدف التناقل، وغالب شخصياتها: «عملاقة، تماثيل، عفاريت، أو جن».

في ختام ذكر الحكاية سنود لو نذكر ما يرجع منها لقرائها، فللحكاية تأثيرات إيجابية تحديدًا على الأطفال، وتعزيز خيال الطفل، كذلك عج بصيرته بالأفكار وتقوية مهاراته الإبداعية، حتى يغدو قادرًا في المستقبل على تخير مهنته مثلًا، ويغدو محبًا لتزويد ذاته بالمعلومات؛ فالحكايات تحوي ثقافات مختلفة، ومغايرة من جميع بلدان العالم؛ مما يُزيد رغبة الطفل في التعلم والولوج أعمق في معلوماتها.

وأيضًا التمييز بين الصواب والخطأ، فالحكايات تساعد بطريقة شبه مضمورة على التفريق بين الصواب والخطأ، والتمييز بين الحق والباطل، وتقديمه عبر سطورها؛ كما تزيد من مهارات التفكير والتحليل.

وبالتأكيد الحكايات تحوز على عدة فوائد دون تلك، وقد كثرت وتنوعت؛ ولكن مقالنا الصغير هذا لن يقوى على احتضان جميعها؛ لذا لنتطرق الآن لذكر الطرفة.

وتعتني الطرفة كل ما هو غير شائع وجديد ومحبب، وقد كثر استخدامها كثيرًا كوننا نستهلك الطرفة كثيرًا في حياتنا اليومية، في القصص، في الروايات، المقالات وفي الكثير من الأشياء قطعًا؛ فهي تمد الحديث سواءً كان مكتوبًا أو ملفوظًا بروح مغايرة تكتظ بالدعابة والخفة، ومن المفترض أن تحوي الطرفة عظة، أو عبارة مميزة تكون في ختامها، وغالبًا ما تحمل تلك العبارة لب الموضوع جله؛ والهدف من الطرفة أو الغاية المرجوة منها عمومًا هي التسلية والضحك والبلوغ لقلب المنصت، أو القارئ، وإن لم يحدث ذلك؛ فتكون الطرفة قد أخفقت في أداء مهمتها.

ومن أشهر الكتّاب الذين اختصوا بكتابة الطرفة هم الجاحظ، والثعالبي في كتابه «خاص الخاص» والأصفهاني في أغانيه، والآبي في «نثر الدرّ».

وبهذا يكون مقالنا قد خُتم، ونرجو لو أنكم انغمستم جيدًا في لُجتَّنا، وأن مقالنا رجع عليكم براجعةٍ ما.

وأخيرًا أيود بعضكم لو يسرد علينا طرفة مشهورة، أو حكاية مشهورة يعرفها؟

المصادر

تعريف الحكاية، موضوع.
الطرائف والنوادر، جامعة بابل.

دمتم بخير، كانت معكم العضو آريسفيا.

واحة الأدبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن