الأجناسُ الأدبيّة في اللُّغةِ العربيّة هو مصطلحٌ جمعَ بين عدّةَ أنواعٍ من أنواع الأدب، فكلمةُ الأدب تعني عندَ كلّ الشّعوب بمفهومٍ ينصُّ على كونها عمليّةُ الإبداع الكتابي والتّعبير عن القضايا بلغةٍ أدبيّة تحملُ صورًا بلاغيّة تستطيع أنْ تُرضي وتَسحق حاجز القارئ، فتختلجُ نفسه وتتلمّسُ حاجاته وقضاياه فتعبّر وتعرب عنها عبر عدّة طرقٍ مغايرة، أمّا الأجناس الأدبيّة في اللّغة العربيّة توضّح أنّ المقصود هو تصنيفُ هذا الأدَب العربي لعدّة أجناس ترتكزُ على كاهلِ معاييرٍ ومقاييسٍ معيّنة في تقسيمها.
الأدبُ هو شكلٌ من أشكال التّعبير الإنساني، فيوظّفه الإنسان للتّعبير عن عواطفه وأفكاره عبر كتابة الكلام البليغ الذي يرجرجُ ويزعزعُ دواخل النّاس سواء كان ذاك الكلام شعرًا أو نثرًا.
وأمّا الأجناس الأدبيّة فهي تصنيف الأدب العربي لعدّة أجناس تعتمد على معايير ومقاييس في تجزيئها كالمعايير الخطابيّة، أو الأسلوبيّة، أو الموضوعيّة إلخ، وكمصطلح فهو جمعٌ بين عدّة أنواعٍ من أنواع الأدب.
ونجد أن الأجناس الأدبيّة تتعدّدُ وتتغاير من نوعٍ لآخر إذ يكون لكلّ جنسٍ من تلكَ الأجناس سماتٌ تميّزه عن باقي الأجناس الأدبيّة الأخرى، وتضُم تلك الأجناس «الشّعر، الرّواية، القصّة، والمسرحيّة المكتوبة -لأن الأجناس الأدبيّة تعتمدُ على القراءة فى المقامِ الأوّل-»
والمجموعات الرّئيسيّة للأجناس الأدبية هي:
- الدراما.
- النّثر.
- الشّعر.
- الأدب الواقعي (غير المتخيّل.)
- الإعلام.
سنتناولُ في فصلنا هذا الحديث عن بعض أنواع الأجناس بشكلٍ عام، وسنقوم بتخصيص حديثنا عن كلِّ نوعٍ في الفصول القادمة!
وفي مطلع الحديث لنبدأ بالنّثر!
لدينا بعضُ الأعمال التي يضمّها النّثر بين ذراعيه كالأقصوصة، القصّة والرّواية.
والأقصوصة هي عبارة عن سَردٍ لمشهدٍ واحد فقط، ولا يُعنى الكاتب بتقديم بداية أو نهاية لها.
وأمّا القصّة فهي فنٌّ أدبيٌّ منثور تتضمّنُ سردَ أحداثٍ واقعيّةٍ أو خياليّة بحيث يتوالى عدّدٌ مِن الأحداث، ويُمثّل هذه الأحداث عددًا من الشخصيّات منها التي تَقعُ تحتَ ضغطِ العُقدة في ترقّب الحل ويُسيّجها جوٌّ مِن التّشويق حتّى لا يضجر القارئ.
وهنالكَ نوعين للقصّة، القصّة القصيرة والقصّة المتوسّطة.
والقصّة القصيرة هي القصّة التي تتراوحُ صفحاتها ما بين ثلاث إلى عشرين صفحة، وتعتمد الأحداثُ فيها على الإنتقاء، حيثُ تُشيد على الإختيار الدّقيق للأحداث اللّازمة وعزلِها بطريقةٍ فنيّة عن الأحداث الأخرى التي لا ضرورة لها، إلتزامًا بضيق زمن القراءة الذي يتطلّبُ عرضَ ما يَهمُّ المتلقّي وإن صحَّ القولُ أن يُدرك القارئ الفكرة التي يرمي إليها الكاتب دون تشتيت انتباههِ بسردِ أحداثٍ بعيدة عن هدف القصّة.
أنت تقرأ
واحة الأدب
Non-Fictionسنُرافقكم هنا في جَولةٍ حول الواحة، حيث سنَستَنْشق رمال الأدب بين أنفاسنا، ونرتوي من لُجة أنواعه، سنُعلمكم عمَّ تخطوه خطوة بخطوة، وسنأخذكم إلى قَاعِ الواحة لنغرقكم في عالمها، ثم سننسج لِتفاصيلها ملبسًا آخر، وسنتناول الكلمات فوق طاولة كتابتنا، وسنطهو...