الحلقة التاسعة

43 4 0
                                    

صدمت ميساء وهي تنظر إلى صورة " دعاء " إبنة خالتها وخطيبة أخيها الراحل!..


قالت بعد صمت قليل:


- ما الذي أتى بهذه الصورة عندكِ يا غادة؟ وما علاقة مؤمل بها؟ قالت غادة بكل ثقة:


- لقد وجدتها في كتابهِ! وقررتُ أن أطلعكِ على أمرها لتعرفي حقيقة مشاعر ذلك الشاب.


شعرت ميساء بالدوار، أعادت السؤال مرة أخرى وهي تمسك بيد غادة وترتجف:


- أقسم عليكِ يا غادة أن تخبريني الحقيقة.. أين وجدتِ هذه الصورة؟ قالت غادة بعد أن شعرت بأن هناك سر خطير في الموضوع:


- أقسم بالله على صحة كلامي يا ميساء، لقد طلبتُ الكتاب من مؤمل لأقرأ فيه فقال إنه كتابه الشخصي وقد أحضره لي من منزله، وما أن فتحتُ الكتاب حتى وجدتُ هذه الصورة بين طيّاته!


قامت ميساء من مكانها وهي تحمل الصورة وتقول:


- هل أستطيع أخذ الصورة معي؟ وسأعيدها لكِ بعد يوم أو يومين.


قالت غادة بارتباك:


- لكن بشرط .


- وما هو؟


- أن لا يعلم مؤمل بأمرها.. بتاتًا!


- أعدكِ بذلك.


عادت ميساء إلى المنزل وفي فكرها تدور عشرات الأسئلة : من أين أتى مؤمل بصورة دعاء ؟ وهل تعلم دعاء شيئًا عن هذه الصورة؟ ومنذ متى فقدتها؟ وما حقيقة علاقة مؤمل بدعاء؟!


وفي طريق العودة أخرجت هاتفها المحمول واتصلت بدعاء وطلبت منها الحضور إلى منزلهم بأسرع وقت.


في عصر ذلك اليوم كانت دعاء مع والدتها عندهم، اصطحبت ميساء ابنة خالتها إلى غرفتها بعدأن تركت كل من والدتها وخالتها تتحدثان في أمور الحياة .


وما أن دخلت دعاء غرفة ميساء حتى وقع بصرها على صورتها التي وضعتها ميساء على السرير، قالت بدهشة وهي تأخذ الصورة بيدين مرتجفتين:


- هل وجدتيها أخيرًا؟!


قالت ميساء بدهشة أكبر:


- وأين كانت هذه الصورة يا ترى؟!


أجابت دعاء بعد حسرة طويلة:


- حتمًا إنكِ عثرتي عليها بين أغراضه وحاجياته.


- ولكن هل أنتِ من أعطيتي خالد صورتكِ هذه؟


- نعم أنا .


- متى كان ذلك؟


- قبل الحادث بيومين .


ثم أكملت والدموع تملأ مقلتيها:


في زيارته الأخيرة لي طلب مني هذه الصورة لأنني أظهر فيها بكامل حجابي، قال بأنه سيحملها معه أينما ذهب لأنه لم يعد يحتمل فراقي!

وداعا أيها الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن