الحلقة ١١

51 7 0
                                    


مضت الأيام والليالي ومؤمل مستمر بالتعرف أكثر عن ماضيه من خلال الاتصالات التي صارت تتكرر يوميًا بينه وبين خطيبته وإبنة خالته دعاء..


سألها في إحدى المرات:


- أتساءل كيف وافقتي على الارتباط بي في وقت كانت أفكاري تختلف إختلافًا جذريًا عن أفكارك؟!


أجابت دعاء بعد صمتٍ قليل وقد فاجأها سؤاله :


- أخشى أن أخبرك الحقيقة فتنزعج!


تغيرت نبرة صوته قائلًا : ما الذي تخفيه عني يا دعاء ؟ أجابت بحذر :


- كنت غير مقتنعة بك لولا إنك كنت تجبر خالتي على الإلحاح في مسألة الخطبة، حتى أنني في تلك الليلة التي عرفت فيها إنك ما زلت حيًّا كنتُ قد قررت أن أتكلم معك في موضوع الانفصال ..


إختنق مؤمل بعبرته وهو يقول:


- ما الذي تنتظرينه إذن.. لماذا لا تطرحي الموضوع؟ قاطعته بالقول وقد سقطت دموعها من غير إرادتها:


- لا تفهمني خطأ أرجوك يا مؤمل!


خلال نطقها بهذه العبارة دخلت والدتها فجأة إلى الغرفة ورأت دموعها وهي تهمس بإسم "مؤمل" وتتوسل إليه أن يفهمها!


أخذت الأم المصدومة الهاتف من يد ابنتها ورمته بقوة على الأرض حتى تحول إلى حطام!


صرخت في وجهها:





- هل هذا جزاء تعب والديكِ ومحبتهم لكِ؟ هل هذا جزاء ثقتهم العمياء بكِ؟ ألم تفكري بسمعة أهلكِ وشرف عائلتكِ؟ ألم تفكري بأن الله يُمهل ولا ُيُهمل؟! ألم تفكري بأن هناك موت وآخرة وحساب وعقاب؟ هل نسيتي كل هذا؟


ما الذي حصل؟ ومن هذا الذي استطاع أن يضحك على عقلك هكذا؟


ثم كيف تكوّني علاقة مع شاب ولم يمضِ حتى عام واحد على وفاة خطيبك وإبن خالتك؟! إن لم يكن لديك احترام لدينك وأهلك احترمي روح ذلك الشاب على الأقل!! لقد كان مستعد أن يقتل نفسه لأجلك!


بكت الأم وهي تردد : ليت روحي صعدت إلى السماء قبل أن أراكِ تعصين ربك بهذا الشكل، وأنا التي كنت أظنكِ قوية الإيمان والعقيدة!


في تلك اللحظة كانت دعاء تتمنى أيضًا لو أنها ماتت ولا تتزعزع ثقة والدتها بها هكذا!


ثم ماذا تقول لها؟ هل ستصدقها لو أخبرتها بأنها كانت تتحدث مع خالد نفسه!


وهل سيرضى خطيبها أصلًا بأن تبوح بسره؟!


خرجت والدتها من الغرفة وتركتها وسط دموعها وغصتها، قالت وهي تضرب على وجهها بقوة:


- لستُ أنا من تكسر ثقتكم يا أمي! لستُ أنا من يضحك عليها أ يَّا كان بسهولة، لستُ أنا من تعصي أمر ربها بهذه الوقاحة، لست من فتيات الشيطان يا أمي ، لقد تعبتم على تربيتي ولم أضيع تعبكم هباءًا منثورا..

وداعا أيها الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن