صاح الجميع : ماذا؟ ما الذي تقوله؟
أجابهم مؤمل وقد سقطت دموعه صرعى أمام ذكريات الماضي المؤلم:
- نعم صدّقوني.. ما إن وقعت عيناي على الحاج كاظم في مركز الشرطة حتى عادت لي ذاكرتي ، فلقد كان هو آخر شخص علقت صورته في مخيلتي قبل الحادث، خاصة أنني قد
تألمت لأجله كثيرًا عندما قام صاحبي مؤيد بضرب رأسه في الحائط بعد أن امتنع عن اعطائنا النقود، حينها وقع على الأرض وهو ينزف من رأسه بينما قمت أنا بجمع الأموال في كيس أظنه احترق مع مؤيد والسيارة في ذلك الحادث الذي نجوت منه بأعجوبة!
في هذه الأثناء وبينما كان مؤمل يسرد للجميع تفاصيل يوم الحادث دخل عليهم الحاج كاظم وهو يحمل باقة من الزهور!
اتجه نحو مؤمل وقدم إليه باقة الزهور تلك قائلا:
- عافاك الله يا ولدي .
أخذ مؤمل يد الرجل وقبلها وهو يقول:
- سامحني يا حاج.. أقسم بأنني نادم أشد الندم على ما فعلناه أنا وصديقي في تلك الليلة السوداء!
- لا بأس يا ولدي .
قام أبو خالد بتقديم التقرير الطبي للحاج كاظم والذي يثبت له بأن ولده كان فاقدا للذاكرة طيلة هذه الأشهر، أبدى الرجل قناعته بكل ما سمع ورأى، نظر إلى مؤمل قائلا:
- لقد عرفت من خلال موقفك في مركز الشرطة عندما رأيتني للوهلة الأولى بأن صحتك لم تكن تمام!! لذلك أتيت لزيارتك بنفسي، أما الآن وبعد أن عرفت الحقيقة كاملة فإني أسحب تلك الشكوى وأتنازل عن حقي في القضية .
صاح مؤمل وهو يتوسل إليه:
- لا.. لا! أرجوك يا حاج لا تتنازل عن حقك، فأنا يجب أن أنال القصاص العادل حتى ولو كان السجن لعدة أعوام، المهم أن أنال عقوبتي في الدنيا لعل الله يغفر لي في الآخرة .
دمعت عينا ذلك الرجل الطيب وهو يسمع هذه الكلمات من مؤمل مما جعله في حيرة شديدة!
حاول أبو خالد وكذلك الأستاذ أحمد وضياء من إقناع مؤمل بقبول عرض الحاج كاظم بسحب الدعوة وغلق الملف، لكن مؤمل أصر على تقديم تلك التهمة إلى القضاء ليأخذ مجراه! بعد أيام قليلة اجتمع أفراد العائلة مع الأستاذ أحمد وزوجته وكذلك دعاء وأبويها في المحكمة ليستمعوا إلى حكم القاضي بخصوص قضية خالد ..
كانت عينا دعاء متجهة نحو القضبان تنتظر مجيء خطيبها ودموعها تتسابق مع دقات قلبها!
لاحظت والدتها تلك الدموع وذلك الاضطراب فمدَّت يدها لتمسك بيد إبنتها وهي تهمس لها:
- اصبري يا حبيبتي.. ولا داعي لكل هذا القلق!
في هذه الأثناء لاحظ الجميع مجيء شرطيين وهما يمسكان بمؤمل ويدخلاه قفص الاتهام!
أنت تقرأ
وداعا أيها الماضي
Spiritualبعد تعرضه لحادث افقده الذاكرة اطلق عليه اسم مؤمل ليبدأ حياته الجديدة بهذا الاسم ولكن مع معرفته بحقوق العباد بدأ رحلة البحث عن شخصيته ومن كان في الماضي لينصدم بالكثير من أفعاله... ومن هنا تبدأ رحلة مؤمل الشاب المؤمن في رداع ماضيه للتكفير عن ذنوبه...ف...