الحلقة العاشرة

50 6 0
                                    

انطلقت الفتاتان في صباح اليوم التالي إلى الجامعة، وقبل أن يبدأ جدول المحاضرات لميساء اتجهت مع ابنة خالتها إلى المكتبة ..


في الطريق إلى هناك أخذت ميساء وعدًا من دعاء على أن تكون متماسكة عند رؤيتها لخالد وأن لا تخبره بأنهم عرفوا الحقيقة حتى يعترف لهم بنفسه!


دخلت ميساء المكتبة وكانت دعاء تسير خلفها بخطواتٍ بطيئة، أشارت ميساء إلى أحد الكراسي التي تحيط بطاولة كبيرة وقالت لدعاء:


- اذهبي أنتِ واجلسي هناك..


قالت دعاء بشيء من الخوف:


- ولكن أين هو الآن؟ هل يمكنني أن أراه؟ قالت ميساء وهي تخفض صوتها أكثر:


- أنه هناك، ذاك الذي يجلس خلف المكتب وأمامه سجل كبير يكتب فيه ..


أدارت دعاء وجهها نحوه ثم شهقت!


أسرعت ميساء لتضع كفها على فم دعاء وهي تقول:


- ألم تعطيني وعدًا بأن تكوني متماسكة؟


أمسكت دعاء بذراع ميساء وهي تقول بصوت مرتجف:


- أرجوكِ.. خذيني إلى أقرب كرسي، فقدماي لا تساعدانني على الوقوف!


أخذتها ميساء وأجلستها وهي تردد : اللهم.. قوة!


أسندت دعاء ذراعها إلى الطاولة التي أمامها واستسلمت للبكاء، بينما اتجهت ميساء بخطوات ثابتة نحو مؤمل ..


قالت بصوت مهذب:


- السلام على أخي العزيز ..


رفع مؤمل رأسه وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة هادئة وهو يقول:


- السلام عليكِ أيتها الأخت الغالية .



قالت بعد ُهُنيهة من الصمت:


- لقد أرادت إبنة خالتي إستعارة أحد الكتب عن علم الفيزياء، ولأنها من جامعة أخرى والمكان غريب عليها بعض الشيء فلقد رافقتها إلى المكتبة، سأتركها هنا وأعود إلى محاضرتي التي لم يبقَ على موعدها إلا خمس دقائق، فأرجو أن تساعدها بالبحث عن الكتاب المطلوب .


قال مؤمل وقد شعر بالارتباك بعض الشيء:


- ولكن أين هي؟


قالت ميساء وهي تشير إلى مكانها:


- إنها هناك!


وعندما نظر إليها الإثنان كانت ما تزال تسند رأسها إلى ذراعها على تلك الطاولة!


قال مؤمل متعجبًا: ولكن ما بها؟ قالت ميساء بشيء من الجدية:


- لقد أصيبت بالصدمة عندما رأتك لأول وهلة!


ثم أردفت بابتسامة مصطنعة : فلا تنسَ يا مؤمل إنك شبيه أخي خالد!


وفي محاولة منها لتأدية دور الممثلة بجدارة قالت:

وداعا أيها الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن