الحلقة ١٥

48 6 0
                                    

لليوم الثالث على التوالي يجتمع الشباب الأربعة من أجل نقاش علمي شيّق في مسألة خلق الإنسان..


وقبل أن يبدأ مؤمل الكلام قالت له خطيبته:


- لا تنسَ يا مؤمل بأنك وعدتني ليلة أمس أن تكون هذه آخر جلسة لنا لننهي بها نقاشنا العلمي هذا .


قال ضياء مستهجنًا كلامها :


- ولكن الحديث مشوّق لماذا مَللتي منه بهذه السرعة؟ قالت دعاء وهي تحاول أن تبدو طبيعية:


- لم أمُلّ من النقاش يا ضياء، لكن والدتي صارت تنزعج من قدومي يوميًا إلى منزلكم!


قالت ميساء وهي تحاول تهدأة الموقف قبل أن يتطور مثلما حدث بين الاثنين في الليلتين الماضيتين:


- هذا الأمر من حقها يا ضياء .. هيا لنستغل كل دقيقة ولنستمع إلى مؤمل فكلنا شوق لمعرفة نهاية حكاية خلق الإنسان!


قال مؤمل:


- هذا ما كنت أريد قوله، لنبدأ على بركة الله.. سيكون حديثنا اليوم عن جزء مهم بالنسبة للجنين ولولا هذا الجزء فلن يستطيع الجنين أن يعيش في بطن أمه للحظة واحدة! فهل تحزرون ما هو؟ صاح ضياء متحمسًا : انه القلب!


قال مؤمل : كلا يا ضياء، فلقد تحدثنا عنه في مرحلة التمايز .


قالت ميساء : أظنه الحبل السري!


إبتسم مؤمل وهو يقول : إجابتكِ قريبة جدًا.. ولكني أقصد جزءًا آخر.


قالت دعاء : إنها المشيمة.. صح؟!


قال مؤمل بفرح : نعم.. أحسنتِ غاليتي!


أن المشيمة أيها الأحبة هي جهاز فائق الأهمية يسد جميع حاجات الجنين إلى حين ولادته، فالمشيمة تعمل كوحدة غسيل للكلية وتعمل عمل القلب والرئة والكبد مادام الجنين في بطن أمه ،وتقوم بجميع هذه المهمات في وقت واحد وتصميم خارق تؤمن حياة الطفل والأم معا .


سألت دعاء : وهل لها وظائف أخرى؟


قال مؤمل : نعم عزيزتي.. فبالاضافة إلى حمايتها للجنين في رحم الأم فهي المسؤولة عن إيصال الغذاء والاوكسجين له .


أما حماية الجنين فيتم عن طريق وجود خلايا في الطبقة الخارجية للمشيمة تكون عبارة عن مصفاة بين عروق الدم للأم والجنين ..


سأل ضياء متعجبًا : مصفاة!؟


- نعم يا ضياء.. إنها تعمل كمصفاة، إذ أن الخلايا الدفاعية التي في بطن الأم تتوجه نحو الرحم كي لا يتعرض الجنين للهجوم من قبل الأجسام الغريبة، وعند مرور الغذاء إلى الجنين تقوم هذه الخلايا الموجودة في الطبقة الخارجية للمشيمة بمنع مرور خلايا النظام الدفاعي التابعة لجسم الأم .

وداعا أيها الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن