الحلقة الثامنة

48 3 0
                                    


8



مضت الأيام والأسابيع طويلة على مؤمل وهو ينتظر قدوم اللحظة التي يتمكن فيها من رؤية والديه وبقية أفراد عائلته .. كان الزمن يسير كأفعى رُبِطت بأثقال وسلاسل وهي تسير على الأحجار والصخور!


خلال هذه الفترة كانت غادة تتردد على المكتبة وتتحين الفرص للتحدث معه في حين أنه لم يكن يُظهِر لها أي علامة من علامات الارتياح!


أما ميساء فلقد كانت تتردد هي الأخرى للمكتبة كلما دفعها الشوق والحنين لرؤية وجه أخيها الراحل.


كانت غادة ومن خلال مراقبتها المستمرة لمؤمل تلاحظ تردد ميساء على ذلك المكان دون حاجة لديها، فهي قد تدخل لتُسلمّ على مؤمل وتخرج!


وللغيرة والحسد الذين كانت تكنهما هذه الفتاة لميساء ، وكذلك لمشاعر الإعجاب التي كانت تُظهرها لمؤمل فإنها قررت أن توقع بينهما وبشتى الطرق!


ففي إحدى المرات وبينما كان ذلك الفتى سامر يحاول التقرب إلى ميساء، اتجهت غادة مسرعة نحو المكتبة لتخبر مؤمل بما رأت فلقد حسبت أن هذه فرصتها الذهبية!


دخلت المكتبة مسرعة ومن دون أي مقدمات اتجهت نحو مؤمل وهي تقول:


- تعال معي يا مؤمل فالأمر لا يحتمل التأجيل!


قام مؤمل من مكانه فزعًا بعد أن ظن بأن أخته قد أصابها مكروه، قال بتوتر :


- هل أصابها شيء ؟ أخبريني ما بها ميساء؟ أجابت بمكر:


- لا لن يصبها شيء ، هيا معي لتراها مع من تتحدث؟ قال مؤمل وقد استعاد شيئًا من هدوءه :


- مع سامر.. صحيح؟


- إمضِ معي يا مؤمل لترى بعينك!


خرج مؤمل معها بعد أن أخبر مساعده بأنه لن يتأخر إلا بضع دقائق، إنطلق الإثنان نحو المكان الذي يجمع ميساء بسامر ، وهناك رأى مؤمل ما لم يحتمل رؤيته..


ميساء تحاول المرور وسامر يعترض طريقها بوقاحة!


اتجه راكضًا نحوهما وبدون وعي دفع ميساء جانبًا ليسحب سامر من قميصه ويعطيه ضربة فيصدره توقعه أرضًا!


وقبل أن يقوم سامر من الأرض جلس مؤمل على صدره ليشبعه لكمات وهو يصرخ : لماذا تقف في طريقها أيها الأحمق؟ ما الذي تريده منها؟ هيا أجب!


كانت ميساء تراقب هذا المنظر وقد هالها ما شاهدته!


هل نفض أخوها خالد تراب قبره وجاء ليخلصها من ذلك الوحش سامر؟!


إنه خالد! لا يمكن أن تصدق غير هذه الحقيقة!


تذكرت في تلك اللحظات كيف كان خالد يجلس على صدر أخيه الأصغر ضياء ليشبعه لكمات عندما يتشاجران كما يفعل الآن مع سامر بالضبط!

وداعا أيها الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن