الحلقة ١٢

44 6 0
                                    

وأخيرًا قرر مؤمل أن يكشف للجميع عن حقيقته، خاصة بعد أن شعر بحجم المشكلة التي وقعت لابنة خالته وخطيبته دعاء جراء عدم كشفه لهويته الحقيقية أمام العائلة ..


كانت كل من ميساء ودعاء على معرفة بالوقت الذي سيأتي به مؤمل إلى منزله بعدما يقارب سنة كاملة على تركه إياه!


أصرت دعاء على أمها في ذلك اليوم أن ترافقها لبيت خالتها بعد أن أقنعتها أنها مشتاقة جدًا لرؤية ميساء!!


بعد وصولهما بنصف ساعة طُرقت باب المنزل..


قام ضياء لفتح الباب وميساء ودعاء تراقبان الموقف، كانت ميساء خائفة على ضياء من أثر الصدمة وهو يفتح الباب ،لكنه عاد وكأن شيئًا لم يكن!!


قال لأبيه بصوتٍ عالٍ بعض الشيء :


- أبي هذا رجل يطلب مقابلتك!


تفاجأت الفتاتان وكل منهما صارت تتساءل مع نفسها:


- هل سيخلف خالد بوعده ولا يأتي؟!


وبعد أن خرج أبو خالد لرؤية الضيف عاد للدخول وهو يطلب من زوجته وابنته ارتداء الحجاب!


قالت أم خالد بفضول:


- ولكن ما الذي يحدث؟ أجابها زوجها:


- هذا الرجل يقول بأنه استاذ جامعي وقد جاء هو وزوجته للتحدث معنا بأمر هام، وطلب أن يكون الجميع متواجدين أثناء حديثه!


رددت أم خالد وكذلك أم دعاء : خير إن شاء الله!


بعد عشر دقائق تقريبًا كان الجميع يجلسون مع الأستاذ أحمد وزوجته في غرفة الضيوف ،وبحكم ثقافته وتدينه فقد عرف أحمد كيف يبدأ الموضوع معهم إلى أن وصل إلى نقطة الحقيقة!


قال وهو يراقب نظرات العيون:


- وبهذا فلقد كتب الله لولدكم " خالد" عمرًا جديدًا وهو ما يزال حي يرزق!


صاحت أم خالد وقد صارت لا تشعر بمن حولها:


- كنت أشعر بذلك.. نعم، نعم!


اتجهت نحو زوجة أحمد وهي تقبل يديها وتبكي قائلة:


- أين هو الآن؟ هل تغيرت ملامحه؟ هل تأثر كثيرًا بذلك الحادث؟! هل ما يزال ولدي في منزلكم ..هل ..


قاطعتها كريمة قائلة:


- لا يا أم خالد، إنه ليس في منزلنا الآن!


صاحت الأم المشتاقة:


- أين يمكن أن يكون إذن؟ لا تقولي لي إنه مسافر!


ابتسمت كريمة والدموع تغسل وجهها، وضعت يدها تحت ذراع أم خالد لتساعدها على النهوض وهي تقول : بل إنه ينتظر إذنًا بالدخول، لقد تركناه جالسًا في السيارة عند باب المنزل ..

وداعا أيها الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن