الحلقة ١٣

46 6 0
                                    

مضى أسبوع كامل على تواجد مؤمل في بيته الجديد القديم!


كان الحنين والشوق يجره إلى التفكير بالحاج أحمد وزوجته كريمة ..


فهو يتمنى أن يذهب لرؤيتهما لولا انه بحاجة أيضًا إلى البقاء أكثر مع أسرته الحقيقية.. حيث كان يرى لهفة والديه وأخوته ميساء وضياء على الجلوس معه والتحدث إليه .


كان ضياء يرى خالد وقد صار ملتزمًا بصلاته وعباداته من قراءة القرآن وكتب الأدعية والزيارات!


أما باقي أوقاته فكان يقضيها بين والديه يقبل أياديهما ويسمعهما الكلمات الرقيقة والدافئة.


كانت تلك الأسرة الصغيرة التي تتكون من الأب والأم والأبناء الثلاثة تعيش أيامها تلك كالحلم الجميل ..


الشيء الوحيد الذي كان يعكر على مؤمل صفو سعادته هو سماعه بين فترة وأخرى اسم ) خالد( رغم توسلاته ومحاولاته المستمرة لتعويد الجميع على ترك هذا الاسم وحثهم على مناداته باسمه الجديد ) مؤمل(.


وفي إحدى الجلسات التي جمعت مؤمل مع أخويه وخطيبته التي كانت في زيارة لهم قال ضياء متساءًلا :


- هل تسمح يا خالد.. عفوًا يا مؤمل! هل تسمح أن أسألك شيئًا عن ماضيك؟!


إبتسم مؤمل وهو يقول:


- رغم أنني لا أتذكر منه شيئًا لكنني متلهف جدًا لسماع سؤالك.. تفضل يا حبيبي.


- لقد كنت تقول في الماضي بأنه لا وجود للخالق، وبأننا إما أن نكون خُلقنا صدفة أو إن الطبيعة هي التي كانت السبب في وجودنا ووجود جميع الكائنات في هذا الكون!


قام مؤمل من مكانه دون إرادته ، أشار إلى صدره وهو يقول بعصبية:


- أنا؟ أنا كنت أقول ذلك!


خفض ضياء رأسه وكذلك فعلت كل من ميساء ودعاء، أعاد سؤاله وقد تغيرت نبرة صوته:


- لماذا الصمت؟ هل فعلًا هذا كان معتقدي؟ قالت ميساء وهي تحاول تهدأته:


- لكنني أخبرتك بهذا منذ أن التقينا بعد الحادث.. أتذكر؟


عاد إلى الجلوس وقد أسند ذراعه على الأريكة وأخفى وجهه بكفه اليمنى كمن أصابه اليأس!


قالت دعاء وقد نزلت دموعها مواسية لخطيبها:


- كان ذلك في الماضي.. أنت الآن مؤمل المثقف الذي يستطيع أن يدافع عن وجود الخالق بكل عقيدة وإيمان.. ألم تخبرني بذلك في لقاءنا الأول؟


نظر إليها مؤمل وشعر بارتياح كبير لكلامها، ثم نظر إلى أخيه الأصغر وهو يقول:


- أولًا أشكرك أيها الحبيب لأنك كنت صريحًا معي في سؤالك، رغم أن كلامك ذلك بالنسبة لي كلام غير منطقي حتى وإن كنتُ أنا من نطق به سابقا!

وداعا أيها الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن