وفي الصباح من اليوم التالي اتجه مؤمل مع الأستاذ أحمد بسيارته إلى الجامعة وقد قضى أصعب ليلة في حياته بعد ذلك الحادث!
لقد قضى ليلته بالتفكير بما سينصعه هذا اليوم مع ميساء.. وكيف سيلتقي بها ليسألها عن أخيها؟ هل ستصدق بأنه ليس خالد! هل سيجيد الكذب رغم أنه لم يجربه منذ أن وعى على هذه الحياة الجديدة؟ هل سيساعده الله في خطته التي قرر تنفيذها اليوم.. هل.. هل.. هل؟؟؟
صاح أحمد في وجهه : ما بك يا فتى؟ لماذا لا تنزل من السيارة؟ هل تريد البقاء فيها إلى نهاية الدوام!!
- ماذا؟ وهل وصلنا!
- وماذا تنظر أمامك؟
- آه فعلًا.. اعذرني فكري مشغول بعض الشيء.
قال أحمد وهو يقفل أبواب السيارة:
- كان الله في عونك يا ولدي .
اتجه الإثنان كل إلى عمله وهما يفكران بما سيجري في هذا اليوم من أحداث!
دخل مؤمل المكتبة واتجه مباشرة إلى عمله اليومي في تفقد أغراض المكتبة وترتيب اثاثها قبل أن تمتلأ بعد ساعة بالطلاب!
ثم اتجه إلى مكتبه الخاص وقبل الجلوس خلف ذلك المكتب لمح خيال لفتاة تقف بالقرب من الباب ، ارتبك قليلًا فقد تكون هذه أخته جاءت تتأكد من وجوده! لكن الوقت ما زال مبكرًا على دخول الطلبة؟ هل تريد إستغلال عدم وجود الطلاب لتتحدث مع شبيه أخيها الراحل؟!
قطع على نفسه سلسلة الأسئلة التي لا تنتهي، قرر الإتجاه نحو الباب بعد أن رأى أن وقوفها قد طال هناك.. وما أن وصل حتى تيقن من أنها أخته ميساء!
قال بصوتٍ مرتجف : تفضلي.. أختي.. هل من خدمة؟ نظرت إليه بعيون اتعبها السهر والبكاء، قالت متوسلة:
- أرجوك أخبرني! هل أنت أخي خالد؟
حاول مؤمل أن يمسك مشاعره قبل أن تفضحه دموعه، قال بأدب:
- أنا لا أعرف شخصًا بهذا الاسم من قبل! أرجوكِ تفضلي لنتكلم قليلًا فوقوفنا هنا غير لائق! اتجهت ميساء نحو الداخل وقد بدى الخوف والاضطراب واضحين على ملامحها ..
قالت وهي تهم بالجلوس على أحد الكراسي:
- هل تصدق بأنني أول من دخل الجامعة لهذا اليوم!
لم أجد أحدًا قد دخل قبلي غير عُمال الخدمة! لقد انتظرت مجيئك منذ الصباح الباكر فقط لاتأكد هل أنا في حلم أم حقيقة!
لم أنم ليلة أمس صدقني يا خالد!
قال مؤمل وهو يهم بالجلوس : أرجوكِ .. اسمي مؤمل!
قالت ودموعها قد عادت للهطول مجددًا :
- مستحيل أن يكون الشبه بينكما هكذا! حتى في الصوت؟
أنت تقرأ
وداعا أيها الماضي
Spiritualeبعد تعرضه لحادث افقده الذاكرة اطلق عليه اسم مؤمل ليبدأ حياته الجديدة بهذا الاسم ولكن مع معرفته بحقوق العباد بدأ رحلة البحث عن شخصيته ومن كان في الماضي لينصدم بالكثير من أفعاله... ومن هنا تبدأ رحلة مؤمل الشاب المؤمن في رداع ماضيه للتكفير عن ذنوبه...ف...