الفصل الرابع :
جلس بسيارته متململاً حانقاً، بسبب صديقه ذلك الأبله الذي ينتظره منذ نص ساعة تقريباً...أمام بنايته يسب و يلعن به عل لعناته تصل لذلك الأحمق تصتحبه لعنده هنا!إلتقط هاتفه المحمول سريعاً، ثم أجرى مكالمة هاتفية مع صديقه...علها تُجدي و يأتي أخيراً!
- أيوة يا بني فينك؟...كل ده بتجهز شنطتك؟
صمت قليلاً يستمع لصديقه في الجهة الأخرى.
- كل ده ليه يعني؟ هو حضرتك رايح باريس و أنا مش عارف!...قدامك بالضبط خمس دقايق يا معتصم لو منزلتش هنا قدامي هطلعلك، و بجد متضطرنيش اطلعلك !لحظات مرت بعد إنهائه للمكالمة...ثم رأى معتصم، يقترب من السيارة حاملاً بكلتا يداه حقيبة متوسطة...مرتدياً سروال قصير، و تيشرت ضيق يظهر عضلاته، و كمال جسده...و على وجهه ابتسامة واسعة!
يقطب حمزة بشدة، و هو ينظر نحو صديقه بتعجب و حيرة...دلف معتصم للسيارة، بعد أن أودع حقائبه بصندوق السيارة بالخلف...اعتدل معتصم بجلسته، ثم وضع نظارته الشمسية السوداء فوق عيناه، و هو يصيح.
- يلا اتحرك يا زومة أنا جاهز!
- ايه إلى أنت مهببوا في نفسك ده؟..هو أنا واخد معايا كريم ابن اختي، بورتو السخنة!نظر له معتصم بجدية، و قد انغلقت ملامحه.
- أنت ايش فهمك...احنا في مهمة سرية، و المفروض نظهر للناس اننا في أجازة...بص سيبلي أنا الموضوع ده و أنا هخلصه، لأنك شكلك هتضيعنا بنرفزتك دي.رفع حمزة حاجبيه لأعلى بشدة، و كاد أن يجيبه...لكنه تذكر انهم تأخرا بالفعل، فرمقه بنظرة ساخرة...قبل أن ينطلق بالسيارة في طريقه نحو كفر الشيخ، متلهفاً لحل تلك القضية الصعبة...و إرسال كل المتورطون بها للعدالة، فهؤلاء الأشخاص أمثالهم...يحسبوا أنهم ورثوا البلد، و لديهم كل الحق ليعيثوا بها الفساد...و تناسوا أن القانون وضع لأمثالهم من المجرمون، من يرتكبن الجرائم في حق الإنسانية...و هو سوف يقتلعهم من جذورهم.
نظرة ثقة و إصرار أطلت من عينا حمزة، الذي كان عقله يعمل مشغولاً بتلك القضية...و معتصم يجلس بجواره متكأً برأسه للخلف، و ذهب في ثُبات عميق!
***********
في كفر الشيخ...
جلس أدم خلف مكتبه، و عيناه شاخصتان فوق الملف القابع أمامه يتأمله بتركيز...يطوي الورقة، ليجد مجموعة صور لُقطت لتلك الفتاة كارما...يتفحص الصور بتأمل، ثم يرفع احدهم...يقربها من عيناه، كانت بها كارما ترتدي بنطال جينز غامق، و بلوزة أرجوانية بأكمام طويلة...و حذاء رياضي أبيض.
خصلات شعرها القصيرة نوعاً ما، تطوف حول وجهها بفعل الهواء...و على وجهها نظرة، وخزت قلبه و جعلته يتمعن لعيناها و تعبير وجهها أكثر...ليشعر بألم غريب يحتل ذلك الذي كان يظنه قد مات منذ زمن...ليفاجأه أن مازال هناك روح تسكنه، تطالب بالحياة التي يضنيها عليه قسراً!إلتقط هاتفه المحمول بخفة، و عيناه مازالت متشبثة بصورتها...كأنها تحفر ملامحها بداخله.
ثم أجرى مكالمة هاتفية.
- أيوة يا هشام...ايه الأخبار؟
صمت قليلاً، يستمع لرد هشام من يتولى مراقبة كارما و أنس...في انتظار أوامره.
أنت تقرأ
امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة
Humorالملخص : اعترف لنفسه بوقعه بالحُب! ذلك الشعور الغامض ،الذي لم يحسبُ له حساب... فقط سقط لأُذنيه به، و مع من؟ مع إمرأةً تُمثل كل ما يبغضهُ بالنساء، لكنه الآن تأكد أن الموازين انقلبت... و صار يعشقُ كل ما كان يكرهه... لقد بدلته، صنعت منهُ شخص لا يعرفه...