١٦-ما أضعت الطريق

2.7K 58 1
                                    

الفصل السادس عشر :
" لا تخف إن تأخر قلبي عليك..أنا ما أضعت السبيلَ..و لكنني في الطريق إليك، وجدت الطريق طويل"

وقف أمام الغرفة متصلباً، ينظر أمامه بحنق..مسح على وجهه عدة مرات، عله يفيق مما هو به...لقد كاد أن يقتل تلك الفتاة، و ينهي مستقبله بسبب تفكيره بتلك المرأة!
تنهد بألم ثم تمتم بحسم : لازم انهي الموضوع ده بقى..الست دي عاملة زي المرض تمام، حتى كرهها بيأذي!

انتظر أمام الغرفة لحظات أخرى، قبل أن يخرج الطبيب على وجهه ابتسامة مطمئنة...ركض نحوه سريعاً، و القلق ينهش بقلبه..ليسأل الطبيب في لهفة.
- ها يا دكتور..ممكن تطمني عليها لو سمحت.

أومأ الطبيب بهدوء، قبل أن يجيبه مطمئناً.
- اهدى يا أستاذ..مراتك بخير متقلقش، دي إغمائة بسيطة بسبب الخضة مش أكتر، ممكن تدخل تشوفها كمان، احنا فوقناها.

أومأ سريعاً ،ثم توجه نحو الغرفة بتوجس..طرق على الباب بخفة..ثم فتحه و دلف.
وجدها تجلس و على ملامحها معالم الحنق و الضيق الشديد،تعقد ما بين حاجبيها..و تكتف ذراعها أمام صدرها، فمها مذموم كالأطفال بلطافة..ليقترب منها ببطئ، ثم يقف بجوار الفراش الجالسة فوقه..تنحنح حتى يلفت نظرها لوجوده بالغرفة..فتقابله عينان واسعتان بلون البندق يحيطهما صفان من الأهداب المعكوفة..عيناها خطفت أنفاسه للحظة، نسي كيف يتنفس..بقى يتأمل وهج عيناها الذي خطف احدى خفقاته سهواً..و تركه شارداً في بندقيتها مشدوهاً!

في الجهة الأخرى، ما أن رأته هي..حتي توسعت حدقتاها بزعر..و تجمدت مكانها، و بقيت تنظر له بصدمة، اصابتها بالشلل المؤقت..لكنها تداركت نفسها سريعاً، ثم أردفت بصوت مهزوز بعد أن أجلت حنجرتها.
- أستاذ علي! أنت بتعمل ايه هنا؟
كاد علي أن يجيبها، لتستطرد حديثها بصوت حزين.
- أنت جاي تطردني بنفسك صح!..طيب أنا عارفة اني دايماً بتأخر على الشغل، بس انهاردة بجد غصب عني.

نظر لها علي بحاجبين منعقدين،ثم سألها بهدوء.
- أنتِ تعرفيني؟..أنتِ بتشتغلي عندي بالشركة!
أومأت سريعاً ،ثم خفضت نظرها للأسفل بحزن.. لينظر لها علي مستمتعاً بعفوية تلك الفتاة.
- إنتِ اسمك ايه يا أنسة..أنسة مش كدة؟
أومأت مجدداً موافقة، ثم أجابته بتردد.
- اسمي إسراء..إسراء محمد رأفت، هو حضرتك عرفت منين أن أنا هنا؟

تنهد علي، ثم أجابها بهدوء غريب عنه، كأنه يتحدث مع طفلة فيهادنها.
- أنا إلي كنت سايق العربية إلى كانت هتدوسك يا إسراء فهمتِ؟
توسعت عيناها بصدمة، ثم قالت بعفوية..كانت تريد أن تقول بداخلها، لكن صوتها كان مسموع.
- الدعوة اتحققت!..ياريت كنت دعيت بحاجة احسن من كدة!

ابتسم علي على كلماتها، ثم سألها بفضول.
- دعوة ايه؟
توترت إسراء، ثم أشاحت بنظرها عنه بإضطراب.
- ها..آآآ..و لا حاجة حضرتك و لا حاجة.
ضحك علي و هو يتأمل إسراء بتفحص، و يفكر : أن تلك الفتاة إكتشاف..فيبدو انها عفوية بريئة، لم تتلوث بعد بالحياة، الحديث معها منعش، يعجبه طريقتها..يروق له كل شئ بها!
******
مرت الأيام على الكل برتابة...كل منهم هائم بحياته و أفكاره، و مشاعر جديدة تتفتح داخل القلوب..فتشرق حياتهم ببداية جديدة، تعد بالكثير.

امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن