الفصل السابع :
" لا تسحبيني من يدي..
إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع.
لا تحسبيني عاشقاً من جملة العشاق في القطيع.
ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي،
والريح ..والصقيع..ما عدت أستطيع.
نصيحتي إليك..أن لا تصبغي الشفاه من دمائي
نصيحتي إليك..أن لا تقفزي من فوق كبريائي
نصيحتي إليك..أن لا تعرضي رسائلي التى كتبتها إليك كالإماء..
فإنني آخر من يعرض كالخيول، في مجالس النساء "
**
دلف ياسر للمنزل بضيق يلازمه منذ فترة...سار حتى غرفة النوم الخاصة به، و بزوجته.
عند ذكره لزوجته، ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق ثغره...و فكرة واحدة تلوح داخل رأسه.." إنها غلطته الكارثية، لكم يتمنى أن يعود الزمن و يصححها "
هكذا كانت افكاره، التى يحتفظ بها لنفسه..و لماذا يحمل أحداً غيره عواقب ما صنعت يده!تنهد ياسر بقوة كأنه، ينفذ عن احتراق روحه..دلف للغرفة ببطء و تثاقل، يشعر كانه منساق لجحيمه...أغلق الباب خلفه بهدوء، كي لا تنزعج تلك المضجعة على جانبها، و ترفع الهاتف على أذنها...كانت تتحدث بصوت منخفض، و تضحك بميوعة باتت تثير استنفاره، يتوجه ياسر نحو المرحاض الملحق بالغرفة كي يغتسل...و تلك المضجعة مازالت على حالها، لم تشعر بوجوده سوى من صوت غلق الباب بقوة...جعلتها تنتفض فزعة للحظات، قبل أن تغلق الهاتف و تجلس فوق فراشها تحاول إظهار، جسدها أكثر من خلال منامتها القصيرة...ترتب حاشية ثوبها..و عندما شعرت بالرضى من مظهرها، ابتسمت ابتسامة مغوية يتخللها بعض القلق الذى بدأ بزيارتها مؤخراً.
بعد لحظات عاد ياسر من المرحاض، بعد أن اغتسل و بدل ثيابه...بأخرى مريحة، وقف أمام المرآة يرتب خصلات شعره المشعثة، ثم ذهب نحو مفتاح الإضاءة و أطفئه...سار نحو فراشه بلامبالاة كادت أن تؤدي بكاميليا، و كل ما يدور في عقلها " كيف يجرؤ الا يلتفت لي؟..كيف يستطيع مقاومة أنوثتي و جمالي...ألم يعُد يرغب بي!..ألم يعُد يجدني جميلة كالسابق؟"
بعد أن رقد على الفراش بجوارها، ظلت تنظر نحوه تنتظر بادرة منه...لكنه على ما يبدو قرر، أن ينائى بنفسه بعيداً عنها، و هذا ما يقلقها!
تقترب كامليا منه بإغواء، و جسدها يكاد يلتصق بجسده الذي لم يتأثر بقربها...تميل على أذن ياسر تهمس له بإغراء : هتنام؟!
لم يجيبها ياسر الذي اتخذ الصمت و البرود كوسيلة اعتراض...كصرخة ضد خطأ سيظل يتلظى بناره، حتى متى سيظل داخل شبكتها؟
لم تيأس و لم تتهاون فما تريده، فهي الأن بالذات تريده...تريد زوجها!
- وحشتني على فكرة.
كان ياسر يشعر بمحاولاتها، و يستمع لكلماتها المغوية...و يكاد يقسم أن كان أي رجل مكانه الأن لانهاااار...فتلك المرأة فتنة متحركة.
ليجيبها ياسر بعد أن مل من كل ما تفعله، يجيبها بحدة جديدة عليه...فدائماً كان هادئ، لكن تلك المرأة أخرجت أسوء ما فيه.
- نامي يا كاميليا...أنا راجع من الشغل تعبان و عاوز انام بس.
تقطيبة احتلت ملامح كاميليا التى، سألته بأمل.
- تحب أعملك مساج يا حبيبى، أو حتى أجــ..قاطعها ياسر بملل، و ملامح وجه حانقة.
- مش عاوز...مش عاوز حاجة منك، ممكن تسبيني في حالي و تنامي بقي؟
أنت تقرأ
امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة
Humorالملخص : اعترف لنفسه بوقعه بالحُب! ذلك الشعور الغامض ،الذي لم يحسبُ له حساب... فقط سقط لأُذنيه به، و مع من؟ مع إمرأةً تُمثل كل ما يبغضهُ بالنساء، لكنه الآن تأكد أن الموازين انقلبت... و صار يعشقُ كل ما كان يكرهه... لقد بدلته، صنعت منهُ شخص لا يعرفه...