١٣-أناديك

3K 63 2
                                    

الفصل الثالث عشر :
أناديك والليل جاثم خلف الجدران , والفراق قد شهر مخالبه..أناديك والنوم يتقدم مني مهدداً بعشرات من كوابيس الوداع..أناديك يا من كنت قبل دقائق معي. - غادة السمان
******
مضجعة على فراشها، تستجدي أن يأتيها النوم...لكنه أبى و توارى خلف الجفون، و افسح المجال لعقلها أن يتلاعب بها، و يدور و يحور بين الذكريات...و توقف عند ذكرى تعشقها، تجعلها تسكن و تطمئن، فهناك من يهتم...هناك من شعر بي و بما احتاجه، كم احتاجه في حياتي حتى يصلح بي ما فسد، و يرمم ندوبي بمشاعره اللطيفة تجاههي...و إن لم تكن حب، يكفيني اهتمامه!

تغمض عيناها تستدعي صورته بخيالها، كل لحظة بينهما...كل كلمة، و كل نظرة تقطر اهتمام منه...كل هذا جعلها تذهب في سبات عميق، و ابتسامة رضى مفترشة وجهها.

استيقظت مبكراً كعادتها...حضرت الفطور لوالدها، ثم ذهبت لكليتها، كل هذا و ابتسامة بريئة عرفت طريقها لوجهها أخيراً...أنهت محاضرتها، و عندما كانت في طريقها للرحيل...سمعت صوت شاب زميلها يصيح بإسمها، و يركض خلفها!
تنظر له بضيق ،ثم تسرع خطاها.. لا تريد التوقف و التحدث معه...أو مع غيره!
لكنه سبقها حتى أصبح أمامها، يقطع عليها الطريق...ترفع نظرها نحوه بغضب شديد، قابله  هو بإبتسامة واسعة، ثم بدأ يتحدث بأنفاس منقطعة بسبب ركضه خلفها.
- آنسة مروج لو سمحتِ...ممكن تيجي معايا للكافيتريا نتكلم؟
نظرت له مروج بعينان متسعتان، قبل أن تجيبه بتوتر.
- آسفة مقدرش اقعد معاك في مكان لوحدنا.
ثم ابتعدت عنه خطواتان...ليتجه نحوها سريعاً، ثم يقبض على كف يدها، قاصداً إيقافها..لكنها افلتت يدها، من بين يده سريعاً...ثم نظرت له بغضب و اشهرت سبابتها في وجه، و أردفت بصوت قوي، و نبرة تحذير..تشعر انها غريبة عنها!
- لو سمحت..قولتلك مينفعش اقعد معاك، ممكن تسيبني في حالي بقي، لأن ميصحش وقفتنا دي.

كاد يجيبها ذلك الشاب مرة أخرى، لكن جاءت سيارة فضية صغيرة، و توقفت فجأة أمام مروج...مما اصدر عنها صوت مرتفع أفزع كل من حولها!
تتسع عينا مروج بصدمة، فهي ظنت أن السيارة سوف تصدمها...فتجمدت مكانها، تنظر للسيارة بهلع، لكن لفت نظرها سائق السيارة..تضيق عيناها بعدم تصديق..حتى سمعت صوته يناديها بحزم يكاد أن يكون أمر!
- مروج..تعالي اركبي علشان أوصلك يلا.
نظرت له بعدم فهم للحظات، قبل أن تنتفض على صوته الذي رافقه نظرة عيناه تحذرها أن تعترض .
- مروج يلا حبيبتي علشان نمشي، مستنية ايه؟

نظرت حولها عقب سماعها، لذلك الأحمق يناديها بحبيبته في الشارع، أمام كليتها!
و لحظها الجيد لم يكن هناك، غير ذلك الشاب اللزج الذي عطلها كثيراً...لتتنهد بإرتياح، قبل أن تذهب سريعاً و هي تراقب طول الطريق، حتى السيارة...و ما كادت تغلق الباب، حتى انطلق بها ياسر سريعاً، لدرجة انها مالت للخلف من شدة السرعة..قبضت بيد على مقبض السيارة بجوارها، و اليد الأخرى إلتقطت ذراعه، لتتشبث بها بخوف!
ما أن شعر بيدها تقبض على ذراعه، حتى هدء من سرعة السيارة تدريجياً...تزفر مروج بقوة، قبل أن تنتبه ليدها على ذراعه، فتسحبها سريعاً و تعتدل بمكانها..تكتف ذراعيها أمام صدرها، ثم تبرم فمها بضيق و هي تسأله.
- احنا رايحين فين يا ياسر؟ ممكن تفهمني ايه إلي جابك لحد كليتي؟

امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن