الفصل الرابع عشر :
"يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ..
وذاتَ الشَعْر الإسْبَاني
يا امْرأَةً لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ..
يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ بمدْخَلِ شِرْياني
من أينَ أتَيْتِ ؟وكيفَ أتَيْتِ؟
وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟
يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ..وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ.
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي..آهٍ..كم ربّي أعطاني" نزارتسير بالطرقات هائمة منذ تركته...لا تعلم ماذا دهاهة منذ سمعت حديث ياسر!
فهي شعرت بالكثير من المشاعر المتناقضة...لا تعلم هل هي سعيدة أم لا، لكن كل ما تعلمه انها تشعر بالتشتت و كأن روحها انفصلت عن جسدها، و بقيت واقفة تستمع لكلماته التي هزت كيانها..شعرت بكلماته تجتاحها، تفتش بداخلها عن روح طالما كانت تطفئ وهجها..و جاء هذا الياسر، ليعم الفساد بحياتها الخاربة قبلاً...فيجملها!
و يحتل حياتها التى تميل للملل، فتستقيم بوجوده...لا تعلم صدق كلماته، فهي كانت مشغولة عنه بالتوهان داخل عيناه...تلك العينان اللاتي يخصوها بنظراتهم، و يقطرن حناناً تشتاق له روحها الظمأة...كيف لنظرة واحدة من هذا الشخص، أن ترتب بعثرة حياتها...و يحي أنوثة ماتت، و طفولة اندثرت بفعل قسوة، لم تنل غيرها...كيف غير هذا الرجل رائحة الهواء بصدرها؟..و لون خلفية صورتها الباهتة بالوردي!
كيف لرجل مثله أن يتحكم حتى بالرياح من حوله؟..فحين يكون بالجوار ، تتراقص حولنا الرياح على سينفونية خاصة مشتركة بيننا !وصلت لمنزلها متأخرة..لكنها لم تهتم، ماذا يمكن أن يحدث أكثر؟
جرت قدميها الخدرتان بفعل السير المطول، ثم دلفت للمنزل بهدوء ...مرت في طريقها لغرفتها، بغرفة والدها التى لم تعيرها إهتمام..بل تخطتها سريعاً، كأن شئ سيجذبها من الداخل!
و قبل أن تصل لغرفتها، لفت نظرها صوت تأوهاً مكتوم!
عقدت حاجبيها بحيرة، قبل أن تتراجع خطواتان جهة غرفة والدها بتوجس...فتأكدت أن ذلك الصوت صادر من غرفته.
ترددت للحظات في الدخول، لكنها حسمت أمرها و فتحت باب الغرفة...و تفاجأت من هول المنظر أمامها، فتيبست قدميها بالأرض ترفض الإنصياع...فالعقل يصيح بالهروب، و القلب يبكي ألماً!
*****
تزرع غرفتها جيئاً و ذهاباً، و القلق استوطن قلبها...يرفض أن يتركها لحالها، كانت من حين لآخر تركض نحو النافذة، تطل منها علها تجده قادم و يهدء قلبها الملتاع...لكنه تأخر، و هي ملت هذا الإضطراب، الذي ترفض في تحليل سببه حالياً!
لكنها لم تقف مكتوفة اليدين دون أن تطمئن عليه..فحرضت أنس أن يذهب لجدته، و يتقصى عن أخبار آدم الذي ينقلها لها أحد الغفر.
لكنه تأخر هو أيضاً! أم أن الدقائق تهرب من بين يديها، و لم تعد تشعر بمرورهم.دلف أنس للغرفة، بعد أن طرق على الباب بخفة..و أذنت له كارما الدخول، و على وجهها علامات التساؤل و اللهفة، لتقطع صمتها مردفة.
- ها يا أنس في أخبار عنه؟ ده إتأخر أوي.
نظر لها أنس ببرائة، ثم أجابها على سؤالها.
- تيتة بتقول ان الغفير مش بيرد على اتصالها..بس هي هتتصرف،اااه.. و بتقولك متقلقيش!
استمتعت كارما لحديث أنس بقلق، لكن عندما تفوه بآخر جملة...توسعت عيناها بصدمة، ثم نظرت لأنس بشك.
- و تيتة عرفت منين أن أنا إلي بعتاك يا أنوس؟
رفع أنس كتفاه يقصد انه لا يعلم.
- معرفش أنا قولتلها زي ما حفظتيني، و مجبتش سيرتك خالص!
أنت تقرأ
امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة
Humorالملخص : اعترف لنفسه بوقعه بالحُب! ذلك الشعور الغامض ،الذي لم يحسبُ له حساب... فقط سقط لأُذنيه به، و مع من؟ مع إمرأةً تُمثل كل ما يبغضهُ بالنساء، لكنه الآن تأكد أن الموازين انقلبت... و صار يعشقُ كل ما كان يكرهه... لقد بدلته، صنعت منهُ شخص لا يعرفه...