الفصل الثامن :
"وجهِك يا سيدتي .
بحرٌ من الرمُوز ، والأسئلة الجديده
فهل أعُود سالماً ؟
والريح تستفزني
والموج يستفزني
والعشق يستفزني
ورحلتي بعيده ..
وجهك يا سيدتي .
رسالةٌ رائعةٌ
قد كُتِبَت ..
ولم تصل ، بعد ، إلى السماء .."إبتسم أدم بهدوء، ثم أجاب أنس عن سؤاله الحائر..." هل تعرفني؟ " ود لو يخبره لكم يعرفه و يعرف الذي أصبح يشبهه، كم ود لو يخبره كم يحبه من قبل أن يراه حتى... فقط لانه قطعة من أحب إثنان لقلبه، أخته الرقيقة الغالية... و صديقه المقرب.
لكن لم يقل شئ، فكل ما يود قوله إحتفظ به لنفسه... و يعود عقله ليبرر له صمته، انه جرح منهما من سهام و زوجها معاً، هو بحث عن طفلهما فقط لأجل والدته.
- أيوة يا حبيبي أعرفك... و أعرف عمتك كمان.
ابتسم أنس بمرح متجاهلاً أدم، و هو يختلس النظر نحو كارما المقطبة بضيق... لتتسع ابتسامته بإستمتاع!
- في ايه ؟ بتضحك على ايه يا أنس؟
نظر له أنس، ثم اقترب منه كمن يدلى بسر خطير... و هو يشير بإبهامه لتلك الواقفة بجانبه.
- أصل كارما بتضايق لما حد يقول انها عمتي، و طلبت مني أناديها بإسمها.
ارتفع حاجبي أدم مندهشاً، قبل أن تتحول نظراته للخبث... و هو يغمز لأنس بتواطئ، اعتدل واقفاً.. ثم أردف بجدية مصطنعة موجهاً حديثه لأنس.
- يلا يا أنس... خد عمتك، و أدخلوا العربية علشان نتحرك بقى.
اتسعت عينا كارما، و هي تردف بحنق واضح من إحمرار وجهها.
- ايه عمتك، عمتك، إلى كل شوية قايلها دي؟.. اسمي كارما يا كابتن، يلا يا أنس تعال معايا للعربية.
دلفا الجميع للسيارة، ثم أنطلق أدم بالسيارة يقودها بنفسه، بعد أن صرف السائق و لم يصطحبه من البلد... و الأن كل ما يشغل باله، هو هل سيتقبل الجميع عودة أنس و كارما معه للبلد؟
****
اضجعت فوق فراشها تبتسم بنعومة... تقرأ رواية إنجليزية تهوى قرائتها من حين لأخر، تعشق الأمل و الإيمان بها... تعشق الثقة بين العاشقين، و حبهما الذي اخترق كل العوائق، و صمد أمام كل من حاول وئده... بل و إزدهر و أصبحت جذوره قوية، مغروسة في أرض صالبة... تتنهد مهرة و هي تقرأ مشهد الخاتمة، كل مرة تقرأ تلك الرواية تشعر كأنها المرة الأولى... كم تتمنى تجربة تلك المشاعر، "لكنها لا تريد حب هادئ كالنهر.. ليس به تقلبات الأمواج... لكنها تريد حب يكتنفها مثل الإعصار، تريد عاشق مجنون بها، لا يتركها إلا و هي غارقة معه بالحب حتى أُذنيها... حب قوي لا يموت بموت أحد الطرفين "أغلقت مهرة الرواية، بعدما انتهت من قرأتها... لتنقلب راقدة على ظهرها، تنظر للسقف بشرود، و صورة رجل فظ متكبر، ذو عينان خضرواتان حادتان... و فم مذموم دائماً، و ذقن خفيفة اكسبته مظهر رجولي جذاب، و ما زاده ارتفاع أنفه سوى تكبراً و غرور رجولي آخاذ.
تقطب مهرة دهشة، و هي تكمل صورة ذلك المتكبر الفظ... تتسع عيناها مصدومة عندما تعرفت على هويته، انه هو نفسه المسئول عن ارتفاع معدل خفقات قلبها مؤخراً منذ قابلته... لا تعرف هل يعود كل ما يعتريها، إلى الغضب... أم شئ أخر لا و لن تريد فهمه الأن... فذلك الفظ يثير أعصابها كلما تذكر حديثه المتكبر الوقح معها.. كيف له أن يعاملها هي هكذا... لتتمتم متوعدة بصوت خرج قوي " ادعي ربك منتقابلش تاني... لأن بجد المرة الجاية محدش عارف هيحصل ايه، و ساعتها أنا مش هسكتلك أبداً"
أنت تقرأ
امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة
Humorالملخص : اعترف لنفسه بوقعه بالحُب! ذلك الشعور الغامض ،الذي لم يحسبُ له حساب... فقط سقط لأُذنيه به، و مع من؟ مع إمرأةً تُمثل كل ما يبغضهُ بالنساء، لكنه الآن تأكد أن الموازين انقلبت... و صار يعشقُ كل ما كان يكرهه... لقد بدلته، صنعت منهُ شخص لا يعرفه...