الفصل الخامس :
في كفر الشيخ...
كان أدم يجلس فوق مقعد خلف مكتبه بالمصنع الخاص بالعائلة... كان يطلع علي بعض الأوراق بتركيز لم يتخطى عيناه المدربة علي إلتقاط الأخطاء حتي و لو عقله ليس حاضراً!
يزفر أدم بضيق ،و حاجباه ينعقدان بشدة... جعلت وجهه يشي بالحنق و الغضب معاً.
ليصيح في عقله، يؤنب نفسه حتى يستعيد تركيزه المشتت بسببها!
نعم هي السبب... منذ وجدتها و أصبحت نصب عيناك، و أنت منشغل بها... يحرك رأسه نافضاً تلك الفكرة تماماً، فهو لا يعرفها و إن عرفها فتظل هي ليست من نوعه المفضل... فهي قوية، مستقلة، طموحة، تنكر أنوثتها عن الجميع... و تظهر للجميع أنها صلدة، صنعت من رخام... يالها من إمرأة عجيبة، لكنها رغم كل شيء تسكن أفكاره، و لا يجد طريقة لإنتشالها من هناك.
قطع سيل أفكاره صوت هاتفه المحمول... يلتقطه من فوق مكتبه، يطلع على هوية المتصل بتعجب... ليتمتم بدهشة " لسة مكلمك يا هشام من شوية... يا ترى في ايه؟"
أستقبل آدم المكالمة بقلق، و هو يتعجب من اتصال هشام الأن!
- أيوة يا هشام، في حاجة جدت؟
استمع أدم لكلام هشام، الذي جعل عيناه تتسعان تدريجياً... و علامات الصدمة و الدهشة واضحة تماما على ملامح وجهه الممتعض.
- ازاي يحصل كل ده؟... كمان؟ خليك مكانك و تابع إلي بيحصل هناك أول بأول، و أنا جايلك دلوقت أتصرف في المصيبة دي.
أنهى أدم المكالمة، ثم نظر أمامه بصدمة... يحاول غلق و فتح عيناه عله يتقبل ما قاله له هشام... و عندما فقد الأمل في التقبل، وقف يستعد للتوجه للأسكندرية حتى يستطيع حل ما فعلته تلك المجنونة.
***************
"غرتني بجيش من محاسن وجهها....
فعبى لها طرفي ليدفع عن قلبي....
فلما التقى الجيشان أقبل طرفها....
يريد إغتصاب القلب قسراً على الحرب....
ولما تجارحنا بأسياف لحظنا....
جعلت فؤادي في يديها على العضب....
وناديت من وقع الأسنة والقنا على كبدي....
يا صاح مالي وللحب فصرت صريعا للهوى... وسط عسكر قتيل عيون الغانيات بلا ذنب.... "
(أبى إسحاق بن موسى)جلست كارما في زاوية الغرفة، تتوارى عن الأنظار بصعوبة... تشعر أن الجميع ينظر لها، أن كل الأنامل توجه نحوها، لا تصدق حقاً ما حدث... هل هي أصبحت مجرمة؟
ليجيب عقلها ذلك المتعنت، الذي كان دائماً سبباً في فشلها!
" لا يهم... يستحق ذلك الجرذ القذر ما فعلته به"
فيعترض قلبها منتقضاً، لحديث العقل ذلك الأهوج " ماذا عن أنس؟ من بقى له بعد فعلتك هذه!"
تحتضن جسدها بأكمله، ثم ترفع ركبتيها تستند برأسها عليها... تشعر بعقلها ينبض بالألم، بسبب ثقل أفكارها، و تشعر بثقل يقيد أنفاسها داخل صدرها... و كل ما يشغل تفكيرها هو أنس، و لا أحد غيره!
بقيت على حالها هكذا، تدعو و تبتهل حتى تخرج من أزمتها ليس لأجلها... لكن لأجله هو فقط.
***********
كان يجلس ضابط الشرطة، أمام مقعده و يطلع على بعض الأوراق... فإذا بطرقات حثيثة مألوفة جعلت تركيزه يشتت، ليقطب الضابط بضيق قبل أن يصيح سامحاً للطارق بالدخول.
يدلف عسكري للغرفة بمهنية، ثم يؤدي التحية برسمية قبل أن يبدأ حديثه.
- تمام يا فندم... في واحد برا عاوز يقابل سيادتك و معاه محامي، بيقول قريب المتهمة( كارما أحمد عبد الغني)
أجاب الضابط، مستفهماً عن هوية الزائر قريبها.
- مقالكش اسمه ايه قريبها ده يا عسكري؟
مد العسكري يده بكارت صغير، نحو الضابط و هو يردف.
- اتفضل سيادتك... ده الكارت بتاعه.
إلتقط الضابط الكارت بيده، ثم تفحصه للحظات... قبل أن يأمر العسكري بإدخالهما.
أنت تقرأ
امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة
Humorالملخص : اعترف لنفسه بوقعه بالحُب! ذلك الشعور الغامض ،الذي لم يحسبُ له حساب... فقط سقط لأُذنيه به، و مع من؟ مع إمرأةً تُمثل كل ما يبغضهُ بالنساء، لكنه الآن تأكد أن الموازين انقلبت... و صار يعشقُ كل ما كان يكرهه... لقد بدلته، صنعت منهُ شخص لا يعرفه...